أحمد خليفة أحمد خليفة
قالت خالة الشهيد التي كان يقيم في بيتها يوم استشهادة في جمعة الغضب، أو 28 من يناير/كانون الثاني 2011م: إن أحمد لم يكن له في السياسة؛ لكنه كان يتمنى أن يتغير كل شيء في مصر إلى الأفضل، وبناء على أحلامه الكثيرة خرج مشاركًا في لتغيير مصر فلقي وجه الله.
كان أحمد يعيش مع خالته التي تنفق عليه لحالة أسرته البسيطة اجتماعيًا؛ فرأت خالته أن تضمه إليها وتلحقه بالجامعة العمالية على نفقتها الخاصة.
حدثته والدته تليفونيًا يوم 25 من يناير عند اندلاع شرارة الثورة لتطلب منه عدم المشاركة في المظاهرات؛ كما شددتْ على أختها ألا تجعله يخرج من البيت؛ ثم حاولت الأم الذهاب إليه بنفسها يوم جمعة الغضب فلم تستطع أن تجد مواصلات لما أحدثته الثورة وأفراد الأمن الذين كانوا يحاولون مقاومتها في شوارع العاصمة القاهرة.
عاودت الأم الاتصال بأختها التي أخبرتها بأن أحمد قال لها عند نزوله من البيت وكطلبها منه ألا يشارك في الثورة: “أنا من الشعب!”.
كان الشهيد يرى بعمره الأخضر الغض أنه فرد من المصريين لا ينبغي عليه أن يتأخر عن تلبية نداء التغيير ومقاومة الظلم؛ ظلت أمه في انتظار أخبار عنه يوم الجمعة 28 من يناير، بعد أن خرج ليصلي الجمعة قريبًا من قسم شرطة الدرب الأحمر، حتى جاء إليها أحد أصدقائه ليخبرها بأنه مصاب في المستشفى.
هرولت الأم والأسرة إلى مستشفى أحمد ماهر في وسط البلد، فلم تجده في المصابين وإنما في “المشرحة” مصابًا برصاصة في الصدر فارق على أثرها الحياة؛ وصمم الأطباء في البداية على تسليم جثمان الشهيد الطاهر دون تقرير وفاة.
وفي الإسعاف نبّه السائق أسرة الشهيد إلى أنهم يُفرطونَ في دمائه بعدم تسلمهم تقرير وفاة؛ فانتبهوا جميعًا من احزانهم عائدين إلى المستشفى، فعدم تسلم تقرير وفاة يعني أنه لم يستشهد أمام الدولة من الأساس؛ وعند مدير المستشفى علا صوت الأب حتى نفذ المسئول له ما أراد وأصدر تقريرًا رسميًا بأن أحمد استشهد أثر رصاصة في الصدر.
بعد فترة علم الأب أن الشهيد سقط أمام قسم الدرب الأحمر ومعه 6 شهداء؛ وإنهم قُتِلوا جميعًا بيد ضباط معروفين من القسم واختتم كلماته بالقول: “وسأظل أطالب بحق الشهيد”، متعجبًا من أن الدولة اعترفت باستشهاد ابنه ولم تعترف بوجود قاتل له!
أصيب والد الشهيد في أحداث ميدان التحرير بعد مواجهات مجلس الوزراء أو “محمد محمود الثانية” في نهاية عام 2012م، وقد طالب في الفعاليات الثورية التي شارك فيها بإعادة محاكمة قتلة الثوار والتخلص من الفساد بالإضافة إلى بقية مطالب الثورة، وانضم إلى اتحاد مصابي الثورة، كما شارك في وقفات احتجاجية ضد الرئيس الراحل محمد مرسي، ورفض دستور 2012م بعد أن استقبله الأخير في قصر الاتحادية.
تم تكريم أسرة الشهيد من جانب رئيس الوزراء الأسبق عصام شرف؛ وأيضًا الدكتور كمال الجنزوري، كما أطلق اسمه على المدرسة الإعدادية التي كانت أسرته تقيم فيها في حي الإباجية ..
المصادر:
1ـ بالفيديو والصور.. «فيتو» تشارك أسرة الشهيد «أحمد خليفة» أول أيام العيد ـ موقع فيتوـ 29 من يوليو 2014م.
2ـ والد الشهيد أحمد خليفة: مش عاوز دستور.. عاوز أعيش مستور ـ بوابة أخبار اليوم ـ 15 من ديسمبر 2012م.
3ـ قوائم الشهداء بمواقع مختلفة.
4ـ موقع يوتيوب ومقابلات مع والد الشهيد أرسلت رابط أفضلها.
رابط فيديو لوالد الشهيد يروي عنه ويطالب بالقصاص في إحدى المظاهرات: