أحمد إيهاب محمد فؤاد عباس
تخرج أحمد من كلية الهندسة جامعة حلوان ثم التحق بكلية الضباط الاحتياط لمدة ثلاثة سنوات، وتزوج في نوفمبر 2010، أي قبل قتله بشهرين، يوم الثلاثاء 25 يناير، أخبر زوجته أنه ‘قرر” الخروج في مظاهرات جمعة الغضب الموافق 28 يناير 2011.
استشهد أحمد بينما كان يواجه بقلب شجاع جحافل الأمن التي تمركزت عند مدخل جسر قصر النيل لمنع المتظاهرين من دخول الميدان.
روى أحد أصدقائه شهادته عن أحداث اليوم قائلا أن قبل استشهاد أحد بنصف ساعة تقريباً قال “أنا جيت عشان حرام اللى بيعملوه فى البلد”، ثم سأل “مش انا لو مت اموت شهيد؟” رد الصديق: “طبعاً كفاية إنها شهادة حق عند سلطان جائر” بحسب ما ورد في تقرير صحفي نشر عقب الثورة.
يذكر الصديق أن آخر ما قاما به هو صلاة العشاء حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء يوم الجمعة، 28 يناير، ثم أخذا صورة سويا، بعدها جاءت قنبلة مسيلة للدموع أمامهما فتفرقا.
يكمل الصديق: “اتصلت بى والدة احمد تبحث عنه يوم السبت صباحاً فعلمت أنه لم يرجع لمنزله، فقمت أنا وعمه وابنه بالنزول للبحث عنه فى المستشفيات فذهبنا لمستشفى القصر العينى الحكومي والفرنساوي ثم مستشفى المنيرة ثم مستشفى الدمرداش ثم مستشفى احمد ماهر فلم نجد سواء فى المصابين أو المشرحة ولكن الذي رأيناه قائمة لأكثر من 250 شهيد بينهم عدد كبير مجهول الهوية.”
صباح الأحد 30 يناير عُثر على اسم أحمد بين المصابين بمستشفى الحسين الجامعي وعند الحديث إلى الطبيب المعالج قال لي انه وصل الى المستشفى بعد أن فقد جزع المخ ودخل في مرحلة الوفاة الإكلينيكية.
أخبر الطبيب أقارب أحمد أنه أصيب بست طلقات غريبة، ثلاث منها فى الرأس أدت على الفور لنزيف فى المخ واثنان في العينين. كانت التعليمات لأطباء المستشفيات ألا يذكروا السبب الحقيقي للوفاة وأن يكتب السبب “حادث سيارة”، وكان الطبيب المسؤول عن أحمد غاضب جدا وقال لى “والله سوف اكتب لكم انه مقتول بأعيرة نارية لأن هذا حرام حتى و إن أدى ذلك لفصلى من عملي فإن هذا ظلم”
ظل أحمد اربعة ايام فى حالة وفاة إكلينيكية إلى أن ذهب إلى ربه فى يوم 3 فبراير 2011.
يقول الصديق أخيراً: “حينما كنا نغسله وجدت فى كتفه الشمال أكثر من 22 طلعة خرطوش معدن مخترقة جسده مما يؤكد أنه أصيب بالعيار الخرطوش بشكل مباشر ولم يصاب به بشكل عشوائى.”