محمد أنس جبريل.. المهندس الشاب القدوة

تخرج محمد أنس جبريل، 24 سنة، من كلية الهندسة بأحد الجامعات الخاصة بالقاهرة، ولد ونشأ دلتا مصر وكان ينتمي إلى أسرة متوسطة، والده كان يعمل طبيباً بالمملكة العربية السعودية وقت وقوع الأحداث التي قُتل فيها محمد أنس.

جبريل كان يتمتع بالهدوء والسكينة، مجتهدً في دراسته ومتفوقً، محافظا علي علاقته بربه،كان يحب تخصصه الدراسي ويسعي لاستكمال الدراسات العليا، في الوقت نفسه لم ينسى واجبه الوطني في الوقوف الثابت لتأييد المسار الديموقراطي لمصر، شارك في ثوار 25 يناير، وفي أحداث الاتحادية التي وقعت في ديسمبر 2012، وفي أحداث مع بعد الانقلاب، كان أمله كله أن ترى مصر الحرية، وأن ينصر ما يحقق لمصر حياة عزيزة غالية. منذ أحداث الانقلاب شارك محمد في اعتصام رابعة العدوية، وكان مع المعتصمين يحاول أن يوصل صوته أن الانقلاب سوف يكون سببا في كثير من الضر لمصر، ولن ترى مصر استقراراً أو تحولا ديموقراطيا عندما كان والده يسأله: “لماذا يامحمد تشارك؟” كانت إجابته تأتي هكذا.

كان ضمن ضحايا واقعة “الحرس الجمهوي” في الثامن من يوليو لعام 2013، والتي حدثت بعد أقل من أسبوعين من بدء الاعتصام. يقول والده: “كنا نحس بقلق في هذه الأيام من أنه قد يصاب بسوء، آخر مرة طلبت منه أن يرسل لي الصورة لخشيتي أن يحدث له شئ. عندما أرسل الصور من عند الحرس الجمهوري، قالت له أمه، لماذا تبقي هناك عد لمكان آمن قال لها، وماذا عن الموجودين هناك؟ نتركهم وحدهم؟” فقالت له أمه.”انتبه لنفسك واذكر ربك.”

يضيف الأب، وصل الخبر من زوج شقيقته، لم نفهم أن هناك عنف من قوات الأمن يصل لاستخدام الرصاص الحي ويكمل “عندما علمنا نزلت من الخارج كنت كأني لا أستطيع التنفس وقلبي مفجوع، وكانت أخته معه، في الطريق وجدت أصدقائه يتصلون بي ويقولون لي أن هناك مشكلة في التقرير الطبي، فقلت لهم أن التقرير الطبي لا يقبل إلا إذا ذكرت فيه الأسباب الحقيقية. وقال أصدقائه أننا نريد تشيعه من جامع رابعة.”


سألت إذا كان أصدقائه قاموا بتغسيله، قالوا أنهم يقوموا بالأمر، فطلبت منهم ألا يقوم بالأمر إلا عندما أحضر، وبالفعل وصلت للمكان وعندما بتغسيله، وكان ذلك بعد يوم ونصف من الواقعة (حيث وقعت الأحداث في فجر يوم الاثنين وكان التغسيل بعد ظهر الثلاثاء، وجدت مكان الإصابات في ظهره وصدره ومكان فتحة الرصاصة واضح جدا. حاولنا أن نوقف الدماء ولكن لم نستطع وكان الجرح حي كأن الإصابة حدثت للتو. كان الأمر مفاجئ لي لأني طبيب، وأعرف أن بعد 3 أو 4 ساعات من الإصابة يجب أن يتوقف نزيف الدماء في حالة الوفاة، فكان عجيباً أن يستمر تدفق الدماء حتى بعد 30 ساعة من الوفاة، كمان كان الجسد طري والوجه متورد.

قلت لوالدته أن القلق الذي كانت تعاني منه انتهى، وأن ما كان سوف يقوم به في الدنيا سيكون له في الآخرة. تقول والدته أن قلبها اطمأن عندما رأي والده الجثمان.
تقول والدته: قبل أن يتوفى كان يحضر رسالة الماجستير ، وعندما كنا نطلب منه أن يحضر للسعودية، كان يرفض ويقول أنه سيكمل الماجستير وسيبقى في مصر ، وكان اليوم الذي قتل فيه كان اليوم الأخير له في العمل على مشروع كان يعده لمشروع تمهيدي الماجستير

شقيقه مالك كان في الصف الأول الثانوي: “كان في حواره مع الغير دوماً لا يستخدم أسلوب العنف ولا يحاول فرض رأيه على غيره.”

كنت في وقت الأحداث في السعودية مع والدي، عندما كنت في مصر كان يرعاني. شقيقتان
دكتورة سحر كانت في مصر، وريم كانت في السعودية

الوالدة: كل الشباب الواقف في الميادين ويدافع عن الحق، لابد أن يكملوا مشوار محمد، إن شاء الله الشباب يكمل الطريق للحرية، الشباب يعطينا الأمل في الاستمرار. خروج الشباب واستمرارهم في التظاهر

الأب: الرسالة التي أوجهها إلى الشباب وللانقلاب، الشباب ابقوا على الدرب سائرين أما لمن يشجع الانقلاب، فالظلم لم يقم أبدا دولة، ما تفعلونه هو ظلم بين، عندما غالبية الشباب يقتل ويسجن العشرات ثم توجهون كل الإساءات الحادثة للفتيات، أنتم تأخذون مصر لطريق معروفة نهايته، ويجب أن يلتزم الشباب بالسلمية.