حذيفة هو الأخ الأصغر لإخوته، وكان شديد التعلق بأخيه عبدالرحمن حتى كان يظن الناس أنهما توأمان، ويصغُر عبدالرحمن بسنة واحدة. نشأ حذيفة في أسرة منتمية لجماعة الإخوان المسلمين، وحفظ القرآن الكريم صغيرا. وكان يتميز منذ صغره بأنه ذو شخصية قيادية، عنيد، شهم وشجاع، وينصر الملهوف. انضم إلى نشاط الكشافة في طفولته،حيث كان كل قائد مسؤول عن مجموعة من الأطفال، إلا حذيفة كان له قائد لوحده وذلك بسبب شخصيته القوية وأنه إذا أصر على أن يقوم بأمر ما لا يتراجع حتى يقوم به، فكان صعب الانقياد. وعندما صار شابا ترك الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين حتى أنه عارض حكم الإخوان عندما أتى محمد مرسي رئيسا وشارك في التظاهرات ضد حكم الإخوان آنذاك. والتحق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة. توفي أباه المُعلم نادر الشرقاوي في عام 2011 وكان قد ربى أبناءه على حب الوطن وأثر ذلك في شخصية حذيفة كثيرا، فكان غيورا على دينه ووطنه وأهله. وشارك في ثورة 25 يناير معتصما في ميدان التحرير مع إخوته، كما شارك في الفعاليات الثورية ضد حكم المجلس العسكري.
يروي إخوة حذيفة أنه قد تأثر بشدة بعد مقتل أخيه عبدالرحمن في فض اعتصام رابعة العدوية. فقد كان تحت تأثير الصدمة وتغير بعض الشيء ولم يصبح لديه أي هم سوى أن يتحقق العدل وتتم محاكمة القوات التي شاركت في فض الاعتصام. لم يفوت حذيفة أي مسيرة أو مظاهرة سلمية معارضة للانقلاب العسكري من بعد فض الاعتصام، ليس من أجل دم أخيه فقط، فقد كان ضد جميع الانتهاكات التي قامت بها قوات الانقلاب العسكري من قتل خارج إطار القانون و اعتقال للشباب والفتيات وغلق المساجد. وكان دائما حريصا على أمر انسحاب الفتيات من المظاهرات إذا قامت قوات الأمن بالمهاجمة.
وفي يوم الجمعة 2 مايو 2014، ذهب حذيفة هو وأخوه الأكبر عبدالله للانضمام للمسيرة المعارضة للانقلاب العسكري التي ستخرج من مسجد السادات في حلوان بعد صلاة الجمعة. كان حذيفة دائما يتقدم الصفوف الأولى للمظاهرات، واستمرت المسيرة في ذلك اليوم تجوب شوارع حلوان لمدة ثلاث ساعات حتى وصلت لمنطقة عرب غنيم حيث بدأت قوات الشرطة والجيش بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين. ويروي صديق حذيفة الذي كان يصحبه في هذه المسيرة أنه كان قلقا على حذيفة في ذلك اليوم وطلب منه أن يتراجع إلى الصفوف الخلفية حتى لا يحدث له مكروه لأن أخوه شهيد، ولكن حذيفة أبى إلا أن يظل في الصف الأول. أصيب أحد المتظاهرين عند شريط السكة الحديد ووقع أرضا ولم يستطع أحد إغاثته بسبب قربه من قوات الأمن، ولكن حذيفة رأى أنه يتحتم عليه مساعدته، فجرى إلى المصاب وعندما حاول حمله، أطلقت قوات الأمن عليه الرصاص الحي مباشرة. تمكن أخوه عبدالله بعد ذلك بصعوبة أن يصل إلى جثمانه حيث وقع أرضا وحمله محاولا إغاثته وجرى به حتى حمله بعض الناس معه ووضعوه في سيارة وتحركوا به إلى المستشفى. لكن حذيفة لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصولهم للمستشفى التي رفضت استقباله لأنه متوفي. فتوجه أخوه بجثمانه للمنزل لأنه لم يستطع إنهاء أي إجراءات للدفن بسبب العطلة يوم الجمعة. ثم ذهب عبدالله لعمل محضر بمقتل أخيه حذيفة في قسم شرطة حلوان، وأرسل القسم مجموعة من أفراد الشرطة المسلحين للمنزل لمعاينة الجثمان وكتابة تقرير الوفاة حتى يتمكنوا من استخراج تصريح الدفن من نيابة حلوان. لكن النيابة رفضت الإقرار بمقتل حذيفة كما جاء في تقرير الشرطة إلا إذا قاموا بتشريح جثمانه في مشرحة زينهم، وإلا سيُكتَب أن سبب الوفاة هو هبوط حاد في الدورة الدموية. فحمل عبدالله جثمان أخيه وتوجه به إلى المشرحة وصدر التقرير بأنه قد قتل بطلق ناري اخترق جسده من جانبه الأيمن وخرج من تحت لوح الكتف الأيسر. واستخرجوا تصريح الدفن بعد قرابة يوم ونصف اليوم من قتله. توجهوا في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل إلى مسجد التوحيد في حلوان لصلاة الجنازة عليه وخرجوا في مسيرة ضخمة لتشييع جنازته. ودفن إلى جوار أخيه عبدالرحمن في مقابر 15 مايو.