كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية، في تقرير لها الخميس، عن قيام السلطات المصرية بفرض عقاب جماعي على نزلاء سجن 992 شديد الحراسة المعروف بسجن العقرب سيء السمعة في العاصمة القاهرة.
واعتمدت المنظمة التي يقع مقرها بنيويورك في تقريرها الذي أسمته “مصر: عقاب جماعي في سجن العقرب” على رسالة مكونة من 3 صفحات ومقطع فيديو مدته 13 دقيقة تم تسريبهما من سجن العقرب، و3 مصادر أخرى داخل السجن تحدثوا للمنظمة.
وأظهرت الرسالة ومقطع الفيديو إجراء الأجهزة الأمنية تغييرات على سجن العقرب، منذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في إطار تشديد القيود، تم أعقاب حادثة مشبوهة في 23 سبتمبر/أيلول في السجن قُتل فيها 4 من عناصر الأمن و4 نزلاء.
واعتبرت المنظمة في التقرير أن هذه الإجراءات ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي، لافتة إلى توثيقها ومنظمات أخرى في وقت سابق انتهاكات جسيمة داخل سجن العقرب، الذي يُحتجز فيه حاليا ما بين 700 و800 سجين.
وأفاد التقرير بـ”حرمان السجناء من التهوية والكهرباء والماء الساخن بشكل كامل تقريبا، إضافة إلى قرارات سابقة بحظر الزيارات منذ مارس/ آذار 2018، والحرمان من ممارسة الرياضة، منذ 2019″.
و”العقرب” سجن شديد الحراسة يقبع فيه معظم كوادر وقيادات “جماعة الإخوان”، وغيرهم من المعارضين، لكن السلطات تنفي مرارا تعرض نزلائه لانتهاكات حقوقية.
وأوضح أنه “بسبب عدم وجود إضاءة، وغياب الترتيبات الإنسانية للنوم والصرف الصحي ومراعاة الطقس، فضلا عن ضيق المساحة وعدم التهوية، ينتهك سجن العقرب حقوق النزلاء”.
ونقل التقرير عن نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالمنظمة الحقوقية الدولية، جو ستورك، قوله: “يبدو أن السلطات المصرية تفرض عقابا جماعيا على مئات السجناء في سجن العقرب، بعد عزلهم عن العالم قرابة 3 سنوات”.
وتابع: “الأوضاع في هذا السجن تتعارض تماما مع حقوق السجناء ما يجعله منشأة تعذيب”.
ودعا ستورك، السلطات المصرية إلى المعالجة الجدية لأوضاع النزلاء في السجن، لضمان عدم حرمانهم من حقوقهم الأساسية.
وسُجِّل مقطع الفيديو المسرب، وهو الأول من نوعه، قبل التغييرات الأخيرة، ويقدم لمحة نادرة عن ظروف العقرب التي تحدثت عنها المنظمات الحقوقية لسنوات.