محمد خلاف
محمد خلاف، 35 عام، خريج كلية العلوم جامعة عين شمس، من أبناء قرية شندويل، بمحافظة سوهاج، أب لثلاثة أولاد مروان (6 سنوات) وإياد وزياد توأم (3 سنوات). كان مشاركاً في أحداث الاتحادية التي وقعت يوم 5 ديسمبر عام 2012م بين مؤيدي الحكومة وقتها والمنددين بسياساتها، أصيب برصاصة في الخد الأيسر، ليصبح أحد ضحايا اليوم، الذين ضموا أيضاً ومحمد ممدوح أحمد (33 عاماً) بطلق ناري بالصدر، وهاني محمد الإمام (25 عاماً) بطلق ناري بالصدر، ومحمد محمد سنوسي (25 عاماً) بطلق ناري بالبطن ومحمود إبراهيم (25 عاماً).
كان خلاف الأكبر بين إخوته الثلاثة، وبدأ في حفظ القرآن وعمره 7 سنوات حيث كان حريصا على دينه غيورا عليه منذ أن كان طفلا، بارا بوالديه لا يسئ لأي شخص كما وصفته والدته. أما زوجته فوصفته في حوار جرى في إحدى القنوات التليفزيونية عقب الواقعة بأنه كان إنساناً مختلفاً في كل شئ، في تفكيره وسلوكه، وكان زوجاً متعاوناً في كل شئ، سواءً أمور البيت أو ما يخص الأطفال
ديسمبر كان شهر الميلاد والرحيل أيضاً لخلاف وتقول زوجته عن ذلك:” ﻛﺎﻥ ﺷﻬﺮ ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﻟﻲ ﻭﻟﻪ ﻣﻦ أﺟﻤﻞ ﺍﻟﺸﻬﻮﺭ، لأن فيه عيد ﻣﻴﻼﺩﻱ وﻣﻴﻼﺩﻩ أيضاً، ﻭﻟﻜﻦ أﺻﺒﺢ يوم 5 ﺩﻳﺴﻤﺒﺮ ﺫﻛﺮى ﺍﺳﺘﺸﻬﺎﺩﻩ، تحول الشهر المحبب لنا إلى ﻣﺼﺪﺭ أﻟﻢ ﻭﺗﻌﺐ، .. ﺣﺘﻲ ﺍﻟﺬﻛﺮى ﺍﺳﺘﻜﺘﺮﻭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ، أﺻﺒﺤﺖ أﺑﻐﺾ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻬر ﺣﺴﺒﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻧﻌﻢ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ”.
لم يكن خلاف من مشجعي العنف، كان يرى أن التعامل بالحسنى واللين هو الأفضل في حل النزاعات، ويقول صديقه أنه كان يحدثهم دائما عن “صلح الحديبية” وكيف كان أمرا صعبا على المسلمين ويطالبهم بالاقتداء بمثل هذه الأمثلة وتقديم الحلول السلمية على العنف والصبر على الأذى. وعندما علمت زوجته أنه ذاهب إلى قصر الاتحادية حاولت منعه خوفا من وقوع اشتباكات لكن قال لها أنه ذاهب للحفاظ على شرعية رئيس انتخبه أغلبية الشعب المصري.”
قالت أخت الشهيد في حوار عقب أحداث الاتحادية ، أنها لن تنسى صورة أخيها وهو مصاب، وأنها ستظل تطالب بحقه في مصر وخارجها لأنه خرج من أجل الحفاظ على وطنه فكان جزاؤه الموت برصاصة غادرة.
شارك خلاف في تظاهرات يناير وأصيب بعدة إصابات بالرصاص المطاطي، كما شارك في عدة فعاليات ، فيحكي أحد المقربين منه في شهادته :”الأخ محمد خلاف رحمه الله كنت قد تعرفت عليه منذ حوالى 3 سنوات وفى يوم معركة الجمل الشهيرة كانت المعركة على أشدها عند مدخل التحرير من كوبري قصر النيل ومبنى جامعة الدول وكان إلقاء الحجارة على أشده بين الطرفين والمنطقة الفاصلة بينهم مليئة بالأحجار ولا يستطيع أحد الدخول فيها.
كنت وغيرى من المتظاهرين عند نهاية الكوبرى لا نستطيع دخول الميدان و جاء أخونا محمد رحمه الله و فجأه رأيته يجري سريعا جدا ناحية الميدان وارتمى بجسمه كله حتى أصبح مع المتظاهرين دون حتى أن يقف معنا أو يسألنا، والله ذهلت من ذلك .كيف يدخل الميدان فى الوقت الذى كان غيره يحاول الخروج منه أو يتردد في الدخول، وكيف تحمل ضربات الطوب الكثيفة حتى يدرك غايته وهى الدخول للميدان و الانضمام للمتظاهرين”.
قال عنه أحد الدعاة وهو الشيخ بدوي الصاوي أنه التقي به أمام قصر الاتحادية أثناء اندلاع الأحداث فطلب منه الأخير اقناع شاب آخر من المتواجدين بأن يكف على حض المتظاهرين من أنصار الحكومة على استخدام القوة، وفعل الصاوي، ليسمع ما حدث لخلاف بعدها بساعات.