محمد خيري جميل، 27 عام، درس “حاسبات ومعلومات” في جامعة القاهرة، وتخرج عام 2009، وقبل ذلك بعدة بسنوات كان مدوناً وناشطاً إعلامياً، مهتماً بتوثيق الأحداث السياسية ومنها وقائع تزوير “الحزب الوطني” الحاكم سابقًا لانتخابات أعوام 2005، 2007، 2010م، كانت له مدونة معروفة هي “جر شكل”، ولشهرته في مجال النشر الإلكتروني، اُعتقل أثناء حكم الرئيس المخلوع حسني مبارك عدة مرات، لكنه لم يأبه، وانضم لثورة يناير مشاركاً وموثقاً، كما انضم لفريق شبكة رصد.
كان محمد الإبن الوحيد لوالدته الأرملة، وله شقيقة واحدة، وتزوج عام 2011 من عائشة، لينجب سارة التي كان عمرها سبعة أشهر عندما قتلت قوات الأمن أبيها أثناء إحدى المظاهرات في يوم 5 يوليو/تموز 2013.
انضم لاعتصام رابعة العدوية الذي بدأ قبل مظاهرات 30 يونيو 2013، ورغم أنه لم يكن سعيداً بإدارة الرئيس الرحل مرسي للأزمة، ولم يكن مؤيداً لسياساته خلال عام حكمه، حتى أنه كتب على صفحته يوماً واحداً قبل قتله ” أمس كان من أسعد أيام حياتي حين رأيت الموت مرات على يد البلطجية والداخلية والجيش الحرامية .. وعلى قدر كرهي لمرسي .. كان إقبالي على الموت من أجل عودته رئيسا.” كما كتب على صفحته في فيسبوك، إلا أنه انضم للمظاهرات التي خرجت اعتراضًا على عزل الرئيس يوم 3 يوليو/تموز، قام بلطجية بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين لتكون النتيجة سقوط عدة ضحايا بين المتظاهرين من بينهم محمد.
تعسفتْ النيابة في استخراج تصريح وفاته، فتم تأجيل تشييع الجنازة إلى اليوم التالي، وفق ما قاله المحامي شعبان شلبي “بمجرد إخبارنا أن جثة الشهيد موجودة بمشرحة زينهم، قمنا على الفور بالتوجه والتعرف على الجثة، وشرعنا في إنهاء إجراءات تصاريح الخروج والدفن، والذي أكد المسئولون بالنيابة أنها سوف تنتهي في غضون نصف ساعة على الأكثر، ولكننا فوجئنا بعدها ببعض الإجراءات التعسفية من قبل النيابة التي طالبت بإجراء تحليل (العينة الوراثية) للشهيد بالرغم من أن هذا التحليل لا يتم إلا في حالة وجود تشوهات بالجثة لا يمكن بسببها التعرف عليها”.