تقول سوسن فؤاد إن نجلها ولاء الدين حسني محمد إسماعيل، كانت جدته (لوالدته) شقيقة الموسيقار الراحل محمد الموجي (4 من مارس/آذار 1923 – 1 من يوليو/تموز 1995)، وأن الله رزقها به أولًا ثم بولد آخر عمل ملازمًا أول في الشرطة بمحافظة كفر الشيخ، ثم انتقل بعد مقتل أخيه إلى حي السادس من أكتوبر بالجيزة.
كان ولاء عاملًا في كافيتريا، ويُخفي عن والدته نزوله للمظاهرات بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011م لغضبها من ذلك، إذ يخرج من عمله مباشرة إلى الثوار، حتى جاءت أحداث جمعة الغضب في الأربعاء التالي للثورة، فغادر عمله قرب الثامنة مساء حتى لم يكن بينه وبين بيته سوى عشرين مترًا فلمح تجمعًا للثوار فذهب إليه، أمام نادي الحرية والعدالة الاجتماعية، وحينما اشتعلتا الأحداث وأصيب بعضهم حاول إسعافهم، إلا أن أحد القناصة استهدفه مباشرة.
وتضيف والدة ولاء أن نجلها: “لم يتمكن من رؤية طفله (الثاني) المولود حديثًا، متابعة: سأنزل يوم 25 يناير (من عام 2013م) لأطالب باستكمال مطالب الثورة ما دام قتلة المتظاهرين لم ينالوا بعد جزاءهم، بحسب تقرير شهداء الحرية لموقع وجريدة الوفد في 23 من يناير 2013م.
وتكمل والدته في حلقة ببرنامج 90 دقيقة: يستضيف 3 من أسر قتلى ثورة 25 يناير في الذكرى الخامسة للثورة في 26 من يناير 2016م أنها كانت قد أعدت الطعام ليلتها، وجلست تنتظره، دون أن تدري بأنه انخرط في المظاهرة بحي جسر السويس حيث يُقيمان؛ وفوجيء بطلقة جاءته بمقدمة رأسه حتى أنها فصلتها عن جبهته تمامًا، واضطرت لطلب “تخييطها” من الأطباء لتستطيع دفن جثمانه جزءًا واحدًا لا جزئين.
ومنذ فراق نجلها تقول السيدة سوسن: “من يومها وأنا مقهورة عاوزة أجيب حق ابنى اللى دماغه اتقسمت ودمه غرّق أسفلت الشارع”، بحسب تقرير موقع وجريدة الوطن بعنوان والدة شهيد: “عاوزة أجيب حق ابنى اللى دماغه اتقسمت” في 28 من سبتمبر 2014م.
وتضيف في الحلقة التلفزيونية أن نجلها كان من أول عشرة سقطوا في حيها بجمعة الغضب، ولذلك فرغم الضرب بالرصاص الحي الشديد و”البهدلة” بحسب قولها استطاعت الوصول لجثمانه؛ وفي صباح الخميس دفنته، ولكنها لم تستطع إقامة مخيم عزاء له (صوان) لأن المتظاهرين هدموه لها (رغبة منهم في تأجيل أخذ العزاء لبعد سقوط المخلوع مبارك).
عقب استشهاد ولاء تم حجز والدته في المستشفى لفرط تأثرها بفقده، وتضيف أن ما جعلها تصبر على فراقه أن جيرانها وأصدقاؤه أخبروها بأنهم رأوا نورًا يشع من جثمانه، وعن محبتها لعدم نزوله للثورة وبقائه معها قالت: “كنتُ أحب أن يظل في حضني، ولو اضطررتُ إلى الذهاب والشهادة معه”.
وتضيف والدته أن ما تبقى لها منه دروع وشهادات تكريمية وحافظة نقود متآكلة وبطاقة “فيها رائحة كده وعرقه”؛ بالإضافة لقط نادر أهداه له أحد رجال الأعمال، مع إصرارها في منزلها الصغير على أن تعلق صوره محاطة بالآيات القرآنية سواء فيه أو في الشوارع المحيطة، وهو ما يجعل معارفها يتعجبون إذ أنها تستر بصوره حيطان المنزل فتقول لهم: “لقد كان بارًا جدًا بي، يقبل يدي ورأسي، وطيبًا جدًا، وإنسانًا، الحمد لله على قضائه فيه”.
تخلت والدة الراحل لاحقًا عن مطلبها بالقصاص من قتلته، وأضافت: “استعوضتُ ربنا فى دم ابنى اللى ماعرفش مين اللى قتله.. وكل مطلبي شارعنا (على ضيقه) يتسمّى باسم ابني ولاء الله يرحمه”.
وكانت تقدمت ببلاغ بعد مقتله تتهم فيه حبيب العادلي وزير الداخلية (وقت جمعة الغضب) بالسماح بمقتل ولاء، ولكنها في 2014 قالت: “.. بس دلوقتى بأقول إن لو الشرطة مش هى اللى قتلت ولاء وكان فيه مُندسين فالعادلى مسئول إنه كان يمنع المندسين دول.. أنا خايفة أكون ظالماه.. مش عاوزة أظلم حد، وبدل ما كنت بأطالب بالقصاص لابنى مبقتش عارفة دمه فى رقبة مين..” (بحسب قولها).
وعن نجليّ بهاء تقول: “ولاء ومراته وولاده كانوا عايشين فى حضنى لحد موته، وبعدها مراته أخدت ولادها الاتنين وراحت تعيش فى (محافظة) البحر الأحمر.. وبقيت أنا متشحططة رايحة جاية علشان أشم فى العيال ريحة أبوهم”.
كما تؤكد أنها: “بعد ما مات ابني اتبرعت بكل هدومه الجديدة السليمة لجمعية خيرية صدقة على روحه”.
في الذكرى الخامسة للثورة في تقرير لوكالة الأناضول التركية، نقله موقع السوسنة بعنوان: أسر شهداء يناير يتحدثون عن أبنائهم في 26 من يناير 2015م قالت والدة الشهيدة أن الأمور في مصر كويسة (جيدة) وإنها لا تريد أي اضطرابات، وتريد “الدنيا تهدأ”، وذلك في معرض سؤال هاتفي للمحرر عن رأيها في إمكانية استمرار الثورة.