أحمد محمود محمد محمود
أحمد محمود محمد محمود شاب قاهري وُلِدَ في 2 من مارس/آذار 1988م، وهو وحيد والديّه من الذكور؛ حصل على بكالوريس تجارة، واعتاد المشاركة بالثورة في ميدان التحرير منذ “جمعة الغضب” بـ28 من يناير/كانون الثاني 2011م؛ ولإنه كان لا يقبل الظلم فقد فوجئ صباح السبت 19 من نوفمبر/تشرين الثاني من نفس العام بقيام الشرطة بفض اعتصام لمصابي الميدان بالقوة، بعد مطالبتهم وثوار آخرين بتسليم السلطة لرئيس مُنتخب؛ على إثر مُماطلة المجلس الأعلى العسكري الحاكم آنذاك، وبعد مليونية في الجمعة السابقة تمسك البعض فيها بالبقاء في الميدان، وفيهم يطالبون بصرف تعويضات من صندوق شهداء ومصابيّ الثورة؛ ما أدى لاعتقال البعض وإصابة آخرين.
قرر أحمد النزول مجددًا للتحرير ضد الداخلية، وقبل وصوله إلى الميدان، وأمام مجمع التحرير من ناحية كوبري قصر النيل أُصِيبَ بطلقة قناص يقول عنها والده: “الرصاصة جاءت (من) على بعد 20 مترًا بحسب تأكيد الطبيب الشرعي؛ أكيد كان (القناص يُصوب) من فوق الجامعة الأمريكية ومش هسيب إللى ضربه”؛ فيما تقول والدته لأحد المواقع الخاصة أيضًا: “.. الرصاصة استقرت فى قلبه وأودتْ بحياته فى الحال، وبعدها اندلعت اشتباكات ضارية بين المتظاهرين وقوات الأمن استمرت لمدة 5 أيام دون توقف”.
قال كثير من الذين كتبوا عن أول أيام مواجهات محمد محمود إن أحمد كان أول شهيد للأحداث، وأنه:”.. كان بمنزلة النار وتأجيج الغضب في قلوب المُتظاهرين؛ ليدركوا أن الأزمة في طريقها للتصعيد لا الهدوء” ليتوالى سقوط الثوار شهداء لمدة قرابة أسبوع؛ وتسفر عن استشهاد نحو 52 منهم في القاهرة وحدها”.
أتصل أحد زملاء الشهيد بأسرته مساء السبت ليخبرهم بوجوده في مستشفى المنيرة العام؛ وهناك كان عدد من الأطباء يحاولون لمدة ساعة وربع الساعة إسعافه عبر التنفس الصناعي أو غيره دون نتيجة، لكن نظرًا لتهتك الرئتين واستقرار الطلقة بالقلب لم تفلح محاولتهم، ووصل أبوه المستشفى ليجد ابنه مُتوفىً ؛ واستخرج تقرير الوفاة بما يفيد ذلك.
في 20 من يناير/كانون الثاني 2012م ذهبتْ والدة الشهيد، الموظفة بجامعة القاهرة، إلى مكان استشهاد ابنها وقالت في فيديو من هناك إنها ” .. تعيش وهي ميتة وتموت وهي حية”؛ وأكثر ما يؤلمها أن الثورة تكاد تضيع، ولذلك ترجو الشباب الشريف التدخل لحمايتها، ولو كانوا مليونًا فحسب، فكما يقول تعالى:”كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله” (من الآية 249 من سورة البقرة)؛ كما اتهمت الجيش والحكومة بسرقة الثورة؛ موجهة أصابع الاتهام بالتحديد رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير محمد حسين طنطاوي، ورئيس الوزراء كمال الجنزوري (آنذاك) بمنع حقوقها؛ وبخسها حقوها عبر تعويض قدره 30 ألف جنيه فقط، وبالتالي فإن رجال المخلوع مبارك ما يزالوا يحكمون.
وأكدت أن ابنها الراحل كان بارًا بها؛ ولذلك ترفض أخذ عزاءه؛ ولا تفوض أي قوى سياسة في المطالبة بأخذ حقوقه، وإنما ستواصل المشاركة في المظاهرات لتأتي بحقه.
وفي الذكرى الأولى لاستشهاده وقف والدا الشهيد أمام الجرافيتي الخاص بصور الشهداء حاملين صورة ابنهم؛ وقال أبوه: “الشارع دم ابني فيه، وأنا هاقف فيه فى يوم ذكراه كل سنة لحد أما يرجع حقه”.
الصورة لوالد ووالدة الشهيد يرفعان صورته في ميدان التحرير في ذكرى استشهاده الأولى.
رابط بحديث والدة الشهيد في الميدان في 20 من يناير/كانون الثاني 2012م: