أحمد سيد سيد سرور
حمل أحمد سيد سرور هم وطنه رغم عمره الذي لم يتجاوز تسعة عشر عامًا، وذلك لما يعانيه من الفقر مع انتشار المحسوبية بالبلاد؛ حتى أنه اضطر للخروج من التعليم بالصف الثاني الثانوي محاولًا التطوع في الجيش المصري ليساعد والدته في تربية إخوته ومنهم اثنان من الذكور بالإضافة لشقيقته هبة؛ وتقول والدته أنه بعد انفاقه كثيرًا من المال تم فصله بعد عام فقط من الجيش لوجود غيره بواسطة نال مكانه.
اعتاد النزول لميدان التحرير منذ بداية الثورة حتى نجاحها، ثم شارك في التظاهر أمام السفارة الإسرائيلية ليُصاب بثلاث رصاصات بقدمه من الخلف، ولما انفجرت أحداث محمد محمود في صباح 19 من نوفمبر/تشرين الثاني 2011م لتعمد المجلس الأعلى العسكري تأخير تحديد موعد لانتخابات رئاسية لتسليم الحكم لرئيس مدني؛ ثم تكليفه وزارة جديدة برئاسة الدكتور كمال الجنزوري تحت اسم الإنقاذ الوطني كان أحمد وشقيقه التوأم أمجد يعاودان الذهاب للميدان.
تؤكد والدته أنها قالت له: “الحمد لله أن الأمور جاءت على خير حتى الآن فيكفي ما سبق”، فكان الشهيد يُردد عليها مرة بعد أخرى قائلًا: ” ما نبقاش رجالة لما نسيب بلدنا .. مستخسره الشهادة فيَّ؟!”، وهكذا كان يعود للمنزل في الساعة الثانية فجرًا.
اعتصم أمام مجلس الوزراء مع ثوار آخرين، وفي 26 من نوفمبر/تشرين الثاني ادعت الداخلية أنها طالبتهم بعدم سد الطريق والسماح بتدفق حركة المرور في شارع القصر العيني؛ لكنها أطلقت عليهم في الحقيقة الغاز المُسيل للدموع؛ ثم الرصاص الحي في محاولة لفض الاعتصام؛ أُصيب سيد برصاصة منها في ظهره؛ فيما كانت إحدى السيارات الكبيرة التابعة لوزارة الداخلية متجهة لمقرها بشارع محمد محمود، لتقوم بدهس الجزء الأسفل من جسد الشهيد من الخلف، بحسب تأكيد والدته وبعض الثوار، وأكد الأخيرون سقوطه بين العجلتين المزدوجتين (الدبل).
لاحقًا قالت مصادر مسئولة أن الشهيد وصل إلى مستشفى المنيرة العام مصابًا بكسر في الحوض لفظ أنفاسه بعده، وبالتالي تم نقله لمشرحة زينهم بحي السيدة زينب؛ وعُدَّ الشهيد أول ضحايا تشكيل حكومة الجنزوري آنذاك.
وفي الجمعة 2 من ديسمبر/كانون أول التالي نظمتْ أسرة الشهيد وعدد من متظاهري مليونية “رد الاعتبار للشهداء” مسيرة لمكان استشهاد سيد حاملين لافتة كبرى عليها صورته ومُرددين هتافات: “يادى الذل يادى العار أخ يضرب أخوه بالنار”، “يا شهيد نام واتهنى واستنانا على باب الجنة”، وشددت شقيقة الشهيد على رفض الأسرة اعتذار الحكومة عن مقتل أخيها، فيما طالب أخوه بمحاكمة المتورطين بقتله، وكان عدد آخر من الثوار غادر المكان نفسه قبلها بعد حمله نعوشًا فارغة في إشارة لحق الشهداء.
وفي الذكرى الأولى للأحداث شاركت الأسرة مع أهالٍ للشهداء في مظاهرات عبر مسيرة قدمتْ من كوبري قصر النيل لشارع محمد محمود مرددين: “أشهد يا محمد محمود كانوا ديابة وكنا أسود”، و”عدت سنه ومفيش جديد هو فين حق الشهيد”.
وأكدت والدة الشهيد حينها نقل اسمه لشهداء محمد محمود وأن مشاركتها فى إحياء الذكرى الأولى لأحداث محمد محمود لم تكن للمطالبة بالقصاص من قتلة أبنها فقط، ولكن للشهداء جميعًا، مضيفة أن الرئيس محمد مرسى كان قد وعدها قبل حلفه اليمين بأنه سيقتص ممن تسبب فى قتل أبنها، مؤكدة أن دم “ابنها فى رقبته”، بحسب قولها لأحد المواقع الحكومية.
لاحقًا وبعد تغير المسار السياسي بالكامل في مصر في 3 من يوليو/تموز 2013م لم يصدر أي تصريح عن والدة الشهيد أو أسرته.
رابط بحديث لوالدة الشهيد عنه: