Event: إطلاق رصاص على مسيرة سلمية في ذكرى 6 أكتوبر
المهنة: طالب بالصف الثاني الثاني الأزهري
السن: 18

عمر الدسوقي عزب

عمر الدسوقي عزب (18 عامًا) الابن الأكبر لأبّ كان يعمل أستاذًا جامعيًا في كلية الزراعة بجامعة الأزهر؛ وأمٍّ مهندسة، والوالدان هما أيضًا أكبر أخوتيهما؛ حفظ ابنهما (مع إخوته عاصم، علي، وعلياء) القرآن الكريم كاملًا منذ كان في العاشرة من عمره، وألتحق بمعهد الشهداء الأزهري (معهد الدكتور طلعت السيد سابقًا) بحي 6 أكتوبر في محافظة الجيزة؛ وتؤكد والدته أنه كان مُميزًا في دراسته ومتفوقًا نال عددًا كبيرًا من شهادات التقدير لذلك.
شارك عمر رغم صغر سنه في ثورة 25 يناير ووالده القيادي بجماعة الإخوان؛ وبعد الانقلاب شاركت الأسرة أيضًا كلها في اعتصام رابعة العدوية، واستمرتْ في التظاهر بعدها، بالإضافة لمحبة عمر وأخيه عاصم لإلتراس نهضاوي الرياضي.
في يوم 6 من أكتوبر/تشرين الأول 2013م شارك الشهيد في مسيرة “يوم الانتصار”، أو ما أُطلقَ عليه حينها “مليونية القاهرة عاصمة الثورات” احتفالًا بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر؛ فاستيقظ الشهيد يومها متأخرًا بعد أن صلى الفجر ونوى الصيام، بخاصة أن اليوم كان يُوافق غرة ذي الحجة؛ ولذلك تأخر عن المسيرة المُنطلقة من مسجد الاستقامة بالجيزة، فخرج من مسيرة من مدينة نصر لميدان رمسيس؛ وهناك كان معه مياه غازية وسوائل أخرى لإغاثة المُختنقين من تأثير قنابل الغاز المُسيل للدموع، قبل العصر أسعف بهما أخاه عاصم وبعض المصابين.
ما إن صلى الشهيد العصر حتى بـ”رمسيس” انطلق الرصاص والخرطوش مجددًا، وفيما كان يقول لأخيه إنه يرغب في التقدم لصفوف الثوار الأمامية لرؤية ما يحدث عن قرب أُصِيبَ برصاصة وخرطوش بعد أن قال لأخيه: “نحن لن نترجع وقد نزلنا لكي نتقدم ولسنا بخائفين”، أسرع أخوه بمساعدة الثوار في نقله إلى مستشفى الهلال الأحمر الحكومي القريب؛ ليدخل الطوارئ لحالة القلب الحرجة.
أُصيبَ عمر برصاصة انشطارية بالبطن فتت الكبد والطحال؛ بالإضافة لعدد آخر من الخرطوش؛ وبعد قرابة الساعة من دخوله المستشفى جاء ضابط داخلية فأطلق الرصاص العشوائي في ساحة المستشفى فلم يجد الموجودون فيه مكانًا يحتمون به سوى الرعاية المركزة ليسقطوا فوق المصابين والشهداء من فرط الذعر، بعد قرابة الساعتين حضر والد الشهيد ليجده بلا علاج على الإطلاق سوى مجرد قطن على الجروح، فطلب نقله لمستشفى خاص في المعادي بعد كتابة إقرار بذلك؛ وفي الطريق كان الجيش والشرطة وأتباعهما يحتفلون بطريقتهم غير مُراعين للمصابين أو الشهداء؛ وفي المستشفى طلبوا نقل دماء لـ”عمر” مما لم يكن موجودًا سوى في مستشفى الجلاء الحكومي بحي الإسعاف البعيد نسبيًا.
أثناء إجراء الجراحة العاجلة للشهيد توقف قلبه عن العمل ولم تنجح محاولات تنشيطه حتى لفظ أنفاسه عند الواحدة والنصف تقريبًا من صباح اليوم التالي، وتم دفنه في مدينة نصر صباح 8 من أكتوبر/تشرين الأول في جنازة تحولت لمسيرة مطالبة بالقصاص.
نشر الشهيد على صفحته بالفيسبوك في 3 من أكتوبر/تشرين الأول: “إمّا أنْ نحول مصرنا و أمتنا إلى جنّة .. أو نذهب نحن إلى الجنّة! “، أما آخر تدوينة نشرها: “يوم 6 أكتوبر تفتكروا مين ربنا هيتقبلوا في الشهداء وهو صائم يا رب أكتبها لي”.
تقول عنه والدته: “اللهم شفع فيه حفظه لكتابك وعمله بسنة نبيك وصلاته وصيامه وذكره لك واقدامه على قول الحق؛ اللهم أجعل جليسه حبيبنا محمد (صلى الله عليه وسلم) و(سيدنا) حمزة سيد الشهداء؛ اللهم انه احب لقاءك فأحببه وأقبله، اللهم بشره وبشرنا معه بروح وريحان ورب راض غير غضبان”.
كما وجهتْ حديثها إليه في حوار مع أحد المواقع: ” لم تعد توحشني، كما كنتَ في الفترة الأخيرة من حياتك حيث لم أكن أراك كثيرًا، لكنك الآن معي طوال الوقت، فكل شريط عمرك يدور أمامي في كل حين، وعزائي وصبري أنك شهيد أتمنى أن يتقبلك الله”.
لاحقًا فصلتْ جامعة الأزهر والد الشهيد وقام رئيسها بوقفه عن العمل لمعارضته الانقلاب، واضطر للخروج بأسرته من مصر بعد إصابة نجله عاصم بخرطوش ومطاردة السلطات للأسرة.

Other إطلاق رصاص على مسيرة سلمية في ذكرى 6 أكتوبر victims