شهاب الدين أحمد إبراهيم أحمد الدكروري
شهاب الدين أحمد إبراهيم أحمد الدكروري من مواليد 3 من مارس/آذار 1986م في شارع السلام بمنطقة “باغوص” في محافظة الفيوم؛ كان الثاني في ترتيب إخوته تسبقه وتليه أختان؛ ثم عز الدين في الثانوية العامة؛ والده مدير مستشفى حميات الفيوم وقت الثورة، تدرج شهاب في تعليمه حتى حصل على بكالوريس تجارة من معهد عالٍ، ولما لم يجد عملًا مناسبًا له افتتح مشروعًا خاصًا بطباعة وتصوير المستندات بداخل محكمة الفيوم.
اعتاد المشاركة في المظاهرات والوقفات الاحتجاجية منذ بداية الثورة رغم بعد المسافة بين محافظته وميدان التحرير (قرابة 135 كيلومترًا)، وبعد نجاح الثورة آلمه نزول فلول حسني مبارك للميدان؛ وتعامل المجلس العسكري بقوة مع المتظاهرين الحقيقين؛ فكانت آخر مشاركة له على الفيسبوك: “مش كل من مسك الساطور جزار، ولا كل من نزلوا الميدان ثوار”.
كان مهتمًا بالسياسة وعضوًا بحزب “التيار المصري” الذي أسسه بعض شباب الثورة، ظل يرتاد “التحرير” حتى أحداث “محمد محمود” بـ18 من نوفمبر/تشرين الثاني 2011م؛ مُتناسيًا أنه من المفترض أن يُزفَ لفتاة من حي شبرا القاهري بعد أسبوعين فقط، وظل حريصًا على ان يكون علم مصر على كتفيه حتى آخر أنفاسه.
بعد يومين من آخر مرة نزل فيها للميدان فوجيء، أثناء فترة راحة للصلاة وتناول الغداء في مسجد عمر مكرم بدخول قوات الجيش والشرطة العسكرية من جانب شارع محمد محمود؛ أثناء اعتصامه وزملائه الثوار مطالبين بتحديد موعد واضح للانتخابات الرئاسية وتسليم المجلس الأعلى العسكري الحكم لرئيس مدني؛ طلب أصدقاء شهاب منه عدم الخروج من المسجد لإرهاقه الشديد وقلة نومه في الليلة الماضية؛ إلا أنه رفض؛ وخرج للميدان رغم إطلاق القنابل المُسيلة للدموع الكثيفة والرصاص المطاطي؛ بالإضافة للخرطوش.
شاهد المصابين يتساقطون؛ وآلمه استيلاء محاولة القوات على الميدان فصرخ بالثوار: “أقفوا .. أقفوا مفيش حاجة” راغبًا بمنع القوات الخاصة والأمن المركزي القادمين من جانب شارع القصر العيني الذي اقترب الشهيد منه ضاحكًا، كما يروي عبد الرحمن شعبان أقرب أصدقائه، حاول الأخير جذبه باتجاه المسجد من جديد؛ لكن الزحام منعه، ليختنق شهاب بالغاز ويسقط على أرض الميدان ناحية محل “هارديز” للأطعمة، حاول الشباب إيقافه لكن مدرعة طائشة تابعة للشرطة ألتفت وضربته في جانبه الأيسر ليسقط ثانية وتدهسه أقدام المتظاهرين في زحام هروبهم من القوات.
بعد دقائق وفور هدوء الميدان قليلًا بحث صديقه عنه فوجد القوات الخاصة سحبتْ جثمانه الطاهر وألقته في القمامة؛ وهي الصورة التي أحدثتْ استنكارًا واسعًا؛ وجعلت جريدة “الأهرام” تنشر ثلاثة أخبار عن الشهيد باليوم التالي، نُقِلَ للمستشفى الميداني بمسجد الرحمن في شارع محمد محمود؛ إلا أنه لفظ أنفاسه قبلها.
احتفظت سيارة إسعاف بجثمان الشهيد حتى الثامنة مساء، وبوصول بعض أقاربه وأهله للميدان منعهم المتظاهرون من الوصول لمستشفى المنيرة العام؛ وكانوا يريدون الصلاة عليه في الميدان صائحين: “لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله”، أُحيلَ لمشرحة “زينهم” بالسيدة زينب لاستخراج تقرير طبي بالوفاة جاء فيه أن سببها: “يرجع إلي إصابته بحالة اختناق شديدة وكسر في الجمجمة”.
فور وصول الخبر للثوار بمحافظة الفيوم تجمع قرابة ثلاثة آلاف منهم بميدان السواقي مطالبين بالقصاص ومرددين: “قتلوا شهاب فى التحرير .. قوم ياطالب شد الحيل”، و “الشرطة العسكرية ..أسوأ من الداخلية”، و”يسقط يسقط حكم العسكر”، و “يا أبو دبورة ونسر وكاب.. ليه قتلت أخونا شهاب”، و”أفرحي يا أم الشهيد الثورة رجعت من جديد”؛ وازداد المشيعون للشهيد حتى أودعوه الثرى.
في نفس اليوم تظاهر عدة آلاف من طلبة المدارس والجامعات احتجاجًا على قتل الشهيد؛ فيما أكد والده أنه: “كان يمتع بدماثة الخلق، وكان قريبًا من الله،… (وأنه) كان يحب الإنترنت والرياضة، كما أنه كان له آراء سياسية فى أوضاع البلاد قبل ثورة يناير “.
شقيق الشهيد قال عنه في يوم استشهاده، أيضًا: “أنا سعيد باستشهاد شقيقي؛ لإن ذلك يجعله فى سجل الشهداء دفاعًا عن حرية وكرامة الشعب”.
في “عيد الأم” التالي لاستشهاده وجهت قوى ثورية وشبابية الدعوة لأعضائها لوقفة بميدان السواقي ثم التوجه لبيت والدة الشهيد لتحيتها؛ وتمنت أمه في عيد الأم من عام 2014م لو تستطيع رؤيته مجددًا.
رابط فيديو جنازة الشهيد والصلاة عليه من ميدان السواقي بالفيوم:
رابط فيديو آخر أقصر لوداع الشهيد:
المصادر:
1ـ بالفيديو.. جنازة مهيبة لشهيد التحرير بالفيوم ـ الأهرام 21 من نوفمبر 2011م.
http://gate.ahram.org.eg/News/140002.aspx
2ـ حكاية شهيد الفيوم الذي سقط في الميدان وصدمته مدرعة وألقاه الجنود في الزبالة ـ صفحة كلنا شهاب الدين احمد شهيد الفيوم على الفيسبوك ـ 24 من نوفمبر 2011م.
حكاية شهيد الفيوم الذي سقط في الميدانوصدمته مدرعة وألقاه الجنود في الزبالةصديقه كان معه لحظة بلحظة .. روي مأساة…
Gepostet von كلنا شهاب الدين احمد شهيد الفيوم am Donnerstag, 24. November 2011
3ـ “التيار المصرى” يقدم شهيدًا آخر فى أحداث التحرير ـ الأهرام ـ 21 من نوفمبر 2011م.
http://gate.ahram.org.eg/News/139655.aspx
4ـ تقرير التشريح لشهاب شهيد الفيوم بالتحرير يؤكد وفاته باختناق وكسر بالجمجمة ـ الأهرام ـ 21 من نوفمبر 2011م
http://gate.ahram.org.eg/News/139886.aspx
5ـ شقيق الشهيد شهاب الدين: سعيد باستشهاد أخي ـ ميدان التحريرـ 21 من نوفمبر 2011م:
http://www.medantahreer.com/mobile/shownews-20219.php
6ـ ثوار الفيوم يحتفلون بعيد الأم مع والدة الشهيد شهاب الدين أحمد ـ فيتو ـ 21 من مارس 2013م
https://www.vetogate.com/214754/%d8%ab%d9%88%d8%a7%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%8a%d9%88%d9%85-%d9%8a%d8%ad%d8%aa%d9%81%d9%84%d9%88%d9%86-%d8%a8%d8%b9%d9%8a%d8%af-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%85-%d9%85%d8%b9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d9%87%d9%8a%d8%af-%d8%b4%d9%87%d8%a7%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%8a%d9%86-%d8%a3%d8%ad%d9%85%d8%af
7ـ بالفيديو..والدة شهاب الدكروري: “بتمنى أشوفه فى عيد الأم” ـ مصر العربية ـ 12 من مارس 2014م.
https://m.masralarabia.net/تقارير-وتحقيقات/231659-والدة-شهاب-الدكروري-بتمنى-أشوفه-فى-عيد-الأم
8ـ الفيوم: استشها الشاب شهاب الدين احمد ابراهيم الدكروري قتل في ميدان التحرير بعد هجوم الشرطة العسكرية والامن المركزي مساء يوم 20 نوفمبر ـ مدونة قرية الروشيدية.
https://alroashidih.blogspot.com/2011/11/20.html
9ـ ننفرد بنشر صورة الشهيد شهاب الدكروري .. والجثمان في طريقه للفيوم ـ بواية الفجر 20 من نوفمبر 2011م.
https://www.elfagr.com/85443