رحمة كانت الشقيقة الكبرى لأشقاءها نورا وإبراهيم، طالبة في معهد الخدمة الإجتماعية، كانت تمر أسرتها بظروف صعبة بعد سجن والدها، بتهمة ملفقة وفقاً لرواية أسرتها، وأيضاً بعد إغلاق مركز الاتصالات الذي كانت تعتمد عليه الأسرة في نفقات المعيشة.
الحكاية بسيطة جداً، كانت تشعر بما يشعر به كثير من الشباب، غياب الأمل وازدياد الظلم، كانت تشعر بالمرارة لظروفها الشخصية، كانت تتابع الشأن العالم، كغيرها من شباب الطبقة الكادحة، لذلك في يوم جمعة الغضب، قررت المشاركة في المظاهرات، حاولت والدتها منعها، لكنها أصرت، ذهب للصلاة في مسجد في منطقة شبراً التي تسكنها، والقريبة من وسط القاهرة، وبعد الصلاة خرجت مع الخارجين، وفي المظاهرة وجدت شقيقها إبراهيم. بعد قليل أصابتها طلقة من قناصة في الصدر، ومن هنا تتكررالتفاصيل، أسرع بها شقيقها إلى المستشفى، حاول الأطباء إنقاذها، لكن دون جدوى، وكما حدث في حالات أخرى، خرج تقرير الوفاة الأولى أن سبب الوفاة كانت بسبب هبوط حاد في الدورة الدموية، لكن شقيقها إبراهيم أصر على كتابة الحقيقة، فخرج التقرير الآخر أن الوفاة بسبب طلق ناري في الصدر.