محمد جمال الدين عبد الرازق- روبن هود المصري
محمد جمال (41 عاماً)، شارك في أحداث ثورة “25 يناير”، وكان عضواً بائتلاف لجان الدفاع عن الثورة ومؤسس “التراس حرية” بميدان التحرير، كما كان جزءاً من فعاليات حملة عسكر كاذبون ومنسق لمسيرات الدفاع عن ضباط 8 أبريل وتضامن مع اعتصام القضاة أمام دار القضاء العالي مطالباً بتطهير القضاء.
محمد جمال الشهير بجو المصري أو “مصري” من مواليد 3 يناير\كانون الثاني 1970، ومن المرابطين في ميدان التحرير منذ اليوم الأول، وممن لم يتركوه بعد التنحي مطالباً بحكم مدني بعد الثورة وبوجوب تنحي المجلس العسكري عن المشهد، وقد أطلق عليه رفاق الميدان روبن هود الثورة المصرية.
كان محمد يعمل بالسياحة بين الغردقة وشرم الشيخ عندما قامت أحداث يناير، فترك كل شيء وتفرغ للهتاف للحرية، وكان نشطًا ومعروفًا لكل من داوم على النزول منذ الخامس والعشرين حتى فجر السبت الواحد والعشرين من يناير 2012، بعد عام من أحداث الثورة أثناء تواجده أمام مكتب النائب العام مع مجموعة من المعتصمين في اعتصام القضاة مطالبين بتطهير القضاء، ومنخرطًا في مناقشة كيف ستتم مسيرات الغد للتضامن مع القضاة المعتصمين، وفي التجهيز لمشاركة القضاة في ذكرى 25 يناير الأولى التي لم تمهله يد النظام للمشاركة بها أبدًا.
تم ذبح محمد من الخلف بسلاح حاد من قبل أحد بلطجية النظام الذي لحق به زملاء أحمد وأمسكوا به. استغرق الأمر أكثر من عام شهدت خلاله القضية العديد من أحكام التأجيل وسماع الشهادات والإطلاع على التقارير الطبية فضلاً عن محاولات المماطلة والتسويف وطمس الأدلة، مع محاولات مستميتة من الحقوقية سيدة قنديل، لتقضي الدائرة 17 بمحكمة جنايات شمال القاهرة بالحكم على قاتل جمال -عبدالمجيد إبراهيم-، بالسجن المؤبد للقتل العمد في حكم كان الأول من نوعه.
أشارت قنديل إلى وضوح ضلوع النظام في قتل جمال بهدف إيصال رسالة لكل من يفكر أن يشتبك معه في ساحة المعارضة ولو سلميًا، وأن النظام لا يتردد في أن يفضح أوراقه عندما دفع بنفس المحامي الذي تولى الدفاع عن ضباط قسم المنتزة بالإسكندرية المتهمين بقتل ثوار 28 يناير جمعة الغضب ليتولى الدفاع عن قاتل محمد جمال.
أشيعت معلومات كاذبة فور وفاة محمد بغرض تشويهه ودفع الأصابع بعيدًا عن بلطجة النظام، مفادها أنه قد توفي نتيجة تناوله للمخدرات والخمور، الأمر الذي نفاه ما ورد بتقرير الطب الشرعي وأثبت كذب وزارة الداخلية.
استحق محمد لقب روبن هود الثورة كما أطلق عليه أصدقائه لما له من حماسة لم تخفت منذ أول يوم وحتى مقتله، واستحقه ثانية عندما تنبأ بالشهادة قبل أيام في حفل تأبين الشهيد مينا دانيال وأقسم أنه الشهيد اللي جاي.