مايكل مسعد جرجس
مايكل مسعد جرجس، باحث حقوقي ومؤسس منظمة دعم الليبرالية والتنمية المجتمعية OBLSD, عُرِف عن مايكل حبه لثورة يناير، فلم يفوت أي حدث ثوري في الشارع منذ التحق بكلية الحقوق بجامعة حلوان وخاصة في ثورة 25 يناير وما تلاها من أحداث ثورية.
وكان دائم التواجد للتضامن مع الضحايا ودعمهم. عمل مايكل كباحث إعلامي في المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، ولاهتمامه بالعمل السياسي، أنشأ منظمة دعم الليبرالية والتنمية المجتمعية OBLSD هو وخطيبته الصحفية فيفيان مجدي، تمت خطبتهما الرسمية قبل شهرين فقط من مقتله، بعد أن تشاركا في الأحلام والعمل المشترك، أرادا أن يجمعهما بيت واحد.
في يوم الأحد الدامي 9 أكتوبر 2011، هاتف مايكل فيفيان قبل أن يذهب للمشاركة في مسيرة الأقباط التي انطلقت من منطقة دوران شبرا، شمال القاهرة، حتى مبنى التليفزيون المصري في منطقة ماسبيرو، وسط العاصمة، للمطالبة بحقوق الأقباط ضد التمييز الديني في مصر. وطلب منها أن تأتي معه للمسيرة و ألَا تتركه بمفرده، وافقت فيفيان على الفور وذهبت للمشاركة. وبعدما وصلت المسيرة إلى نقطة التجمع، بدأت قوات الجيش ومدرعاته الهجوم على المتظاهرين، وكانت المدرعات تسير بشكل عشوائي.
تروي فيفيان عن لحظة مقتل مايكل أنها كانت تمسك بيده، وفجأة غيرت إحدى المدرعات اتجاهها، واتجهت إليها، لتصدم مايكل وتلقى به على الأرض، بعد أن فزعت فيفيان بعيداً، عادت لتبحث عن مايكل، وعندما وجدته، كان رجله شبه مقطوعة وظنت أنه في غيبوبة، و أتى أحد عساكر الجيش يطلب منها أن تذهب وتتركه لكنها رفضت، فأخذ العسكري يضرب في مايكل وحاولت فيفيان أن تحميه فألقت نفسها عليه وأخذ العسكري في ضربها على ظهرها. استمر هذا الوضع حتى استطاع بعض الشباب مساعدتها في نقله إلى المستشفى القبطي في منطقة رمسيس القريبة، وكان قد فارق الحياة. وجاء في تقريره الطبي أن سبب الوفاة هو إصابات هرسية أحدثت تهتك بالأحشاء الداخلية ونزيف غزير. وأقيمت الجنازة بكنيسة الملاك في مدينة 6 أكتوبر ودُفن مايكل هناك.
كان مايكل وحيد والدته فلم يكن له أشقاء، وقد توفي والده في عام 2008،.قُتل مايكل وترك والدته وحيدة تعاني من مرارة فقد ابنها دون فرصة حتى لتوديعه، وقد كانا شديدا التعلق ببعضهما ويقضي معها الكثير من الوقت في بيتهم في منطقة عزبة النخل بالقاهرة.
ويصفه أصدقاؤه بأنه كان ذو شخصية اجتماعية جذابة ويتميز بالبساطة والنقاء والشفافية والشجاعة. وكان منشغلا بمشكلات الوطن من بطالة وظلم وفقر وعدم مساواة.
تروي خطيبته فيفيان أنها كانت تحاول دائماً ثنيه عن النزول والاشتراك في المظاهرات، لقلقها عليه وشفقة بوالدته التي ليس لها غيره إلا أنه كان يرفض ويصر على النزول ويقول لها: “أنه لا يصح أن نطالب بعملنا بحقوق الإنسان والأقليات ونكون نحن مغيبين عن المجتمع”.
فقدت مصر في هذا اليوم 28 مواطناً، من بينهم 26 من المواطنين المسيحيين ومواطن من العسكريين و أحد المواطنين المسلمين، وفقاً لتقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر.