شريف جمال صيام
شريف جمال صيام ولد عام 1984م وعرف عنه حبه للعمل الخيري ونشاطه المجتمعي، كان يعمل مهندساً في إحدى شركات الاتصالات، وكان شغوف بالتنمية البشرية، فحصل على التدريب اللازم وأصبح مدرباً في هذا المجال، كما أعطي جزءً من وقته لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم، وشارك في ثورة 25 يناير ومظاهرات 30 يونيو، رغم أنه لم يكن له أي انتماء سياسي.
في يوم 14 أغسطس 2013م، كان يستعد شريف إلي مغادرة بيته، فحثه والده على البقاء في البيت، خشية إصابته مكروه من أحداث اعتصام رابعة، لم يستجيب شريف، وغادر منزله، رغم أنه يسكن بحي مدينة نصر الذي كان فيه الاعتصام، وأثناء سيره بشكل سلمي في شارع أنور المفتي ألقت قوات الشرطة القبض عليه دون سبب، كما يوضح الفيديو الذي صوره أحد الشهود، أوسعه جنود الأمن المركزي ضرباً ثم أخذوه إلى سيارة الشرطة.
عندما لم يعد لمنزله، بحث عنه والده الدكتور جمال صيام ، الأستاذ بكلية الزراعة بجامعة القاهرة، وشقيقه محمد، طيلة الليل في المستشفيات، ووسط مئات الجثث بمسجد الإيمان بشارع مكرم عبيد، حيث نقل ضحايا مذبحة رابعة صبيحة يوم 15 أغسطس، ثم نشر شريف علي صفحته في فيسبو رسالة «إلى كل من يقرأ هذه الرسالة، أخبروا والدي أنني في إستاد القاهرة»، تم ترحيل شريف وآخرين إلي نيابة مصر الجديدة، وتم توجيه 14 تهمة له ولغيره، ومنها (التجمهر والتخريب وحمل أسلحة بيضاء ونارية والشروع في قتل وقتل رجال الشرطة والانتماء إلى جماعة إرهابية)، حكمت النيابة على شريف ومتهمين آخرين بالحبس الاحتياطي 15 يوماً، في الساعة السادسة صباحا من يوم الأحد 18 أغسطس 2011، رحلت قوات الشرطة 45 سجينا، ضمنهم شريف، إلي السجن العسكري أبو زعبل في سيارة ترحيلات لا تتسع لأكثر من 24 سجيناً.
وصلت السيارة إلى السجن في تمام الساعة السابعة إلا ربع صباحاً، وتركوا السيارة مغلقة لمدة عشر ساعات في فناء السجن، وسط درجة حرارة تجاوزت الأربعين درجة مئوية في ذلك اليوم، دون توفير ماء أو أي مصدر للهواء في العربة المكتظة، أخذ السجناء يتساقطون مغشيا عليهم، أو صرعى، وعندما تم فتح باب السيارة، تم إلقاء قنابل غاز مسيل للدموع على من بداخلها، وإغلاق الباب مرة أخرى، دون سبب معروف، لتزهق عشرات الأرواح داخل السيارة، وتحول لون جثث من فيها إلى اللون الأسود، شريف كان ضمن 37 شخصاً فقدوا حياتهم داخل السيارة في ذلك اليوم.
بعد ردود الفعل الغاضبة من القتل الوحشي داخل السيارة، أصدرت وزارة الداخلية بياناً بأن المساجين اختطفوا أحد الضباط، لذلك تم التعامل معهم بهذه الطريقة، لكن سرعان ما نُفى البيان، لان السجناء كانوا مكبلين بالقيود، لتصدر الداخلية بياناً أخر يفيد أن عناصر من الأخوان حاولت تهريب السجناء لذلك استدعى الأمر التعامل بعنف، حتى جاءت شهادة الثماني أشخاص الناجين من المذبحة وبها الدليل أن قتلهم كان عمداً، أما تقرير الطب الشرعي فأفاد أن الغاز المستخدم هو (سي إس) أحد أنواع الغاز المسيل للدموع، لكن محمد جمال صيام شقيق شريف نفى ذلك وقال أن حسب تقرير فحص الجثامين، تم اكتشاف أن الغاز المستخدم هو غاز الفوسفين وهو غاز محرم دوليا، وفي ظل أكاذيب الداخلية في أخفاء كل الدلائل.