أحمد صلاح الدين أنور شينكو
أحمد صلاح الدين أنور شنيكو شاب مصري وُلِدَ وترعرع في الجنوب بقرية توشكى التابعة لـ”مركز نصر النوبة”؛ واصل تعليمه حتى الصف الثاني من كلية التجارة بالغًا من العمر 19 عامًا، وفي 8 من مارس/آذار 2011م كان في إحدى اللجان الشعبية التي تتولى حماية القرية أثناء فترة ادعاء الشرطة عدم قدرتها على حماية البلاد.
فوجئت اللجنة الشعبية عند منتصف الليل التي كان الشهيد من ضمنها بسيارة ربع نقل طائشة تحمل رقم 10070 ويركبها مسلح في الصندوق الخلفي يطلق النار بكثافة على اللجنة؛ لتستقر رصاصة بصدر الشهيد؛ وقبل وصوله إلى المستشفى لفظ أنفاسه الأخيرة؛ بينما استطاع أفراد اللجنة الشعبية الآخرين مفاداة الطلقات والتحرك بعيدًا.
قال رفاقه إن الحادث كان بسبب رغبة الجناة في سرقة القرية وتوقيف الشهيد للسيارة وسؤال ركابها عن تحقيق شخصياتهم ووجهتهم، لاحقًا ضبطت الشرطة المتهم بقتل الشهيد، وهو أحمد حمدان عطا البالغ من العمر 23 عامًا، وذلك بعد تجمهر الأهالي أمام القسم؛ وبالتالي تمت إحالته للنيابة العسكرية وأصدرت المحكمة العسكرية بأسوان قرارًا بالسجن المؤبد بحقه؛ وأُحيل إلى محاكمة عسكرية لممارسته أعمال بلطجة وحمل صلاح آلي وترويع للمواطنين؛ ليصدر عليه حكم المحكمة العسكرية بالمؤبد في 10 من أبريل/نيسان 2011م، وبعد مرور شهر ويومين فحسب على استشهاد أحمد.
وفي 20 من مايو/آيار 2011م كرم محافظ أسوان آنذاك اسم الشهيد ضمن شهداء المحافظة الآخرين.
لاحقًا وبعد الانقلاب زعمت “المصري اليوم” المحسوبة على نظام 30 يونيو في تاريخ 26 من أغسطس/آب 2013م أن الرئيس الراحل محمد مرسي أثناء فترة حكمه أصدر عفوًا رئاسيًا عن المتهم ضمن مجموعة من السياسيين؛ ويبدو أن استغلالًا لأحداث القضية تم على نحو سياسي؛ وسط ملابسات التخبط التي سادت مصر في تلك الفترة، وادعت الجريدة تحويل القضية إلى النيابة العامة بعد حكم المحكمة العسكرية، وأن النيابة حولتها من جريمة قتل إلى جنحة؛ وبرأت المتهم وقضت عليه بالسجن لمدة عام!
لاحقًا لم ترد أخبار عن محاكمة قاتل الشهيد؛ أو حتى تأكيد لتبرئته؛ ولو صحت أنباء العفو عن القاتل لتبع ذلك إعادة لمحاكمته من جديد؛ بالإضافة لغرائب سياق البراءة والسجن في وقت واحد؛ بخاصة أن الخبر نفسه طالب فيه عم الشهيد خالد أنورالجهات المسؤولة “بملاحقة قاتل الشهيد، وأن يُقدم للمحاكمة مرة أخرى … حتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه الاعتداء على مواطن”.
وأضاف أنه يتهم ضباط مباحث أسوان بالتواطؤ مع القاتل والتلاعب في أقول الشهود؛ “وهو الأمر الذى أدى إلى تخفيف الحكم، فضلًا عن أنه المعروف أن القضايا الجنائية لا يشملها العفو الرئاسي على مثل هذا النحو.
واختتم عم الشهيد كلماته بالتأكيد على أن الأسرة لن تترك حق ابنها يضيع هدرًا “إذا الحكومة معرفتش تجيبلنا حقه، إحنا هنجيبه بإيدينا”. لاحقًا لم ترد أي أخبار عن قضية الشهيد أو المتهم بقتله!
جنازة أحمد صلاح
المصادر:
1ـ موقع ألبومات الثورة المصرية على الفيسبوك.
2ـ المؤبد لقاتل طالب من أفراد اللجان الشعبية بنصر النوبة ـ الأهرام ـ 10 من أبريل 2011م.
3ـ محافظ أسوان يكريم أسرة ثالث شهيد.. ويطلق اسمه على أحد الميادين ـ بوابة الأهرام ـ 20 من مايو 2011م.
4ـ أم الشهيد «شينكو»: «يُمهل ولا يُهمل» ـ المصري اليوم ـ 26 من أغسطس 2013م.
ـ عدد من المواقع والمدونات الذاكرة للشهيد.