اسلام رفعت محمود
إسلام رفعت محمود (20سنة)، حتي الذين تابعوا أحداث الثورة المصرية وأبطالها، ربما لم يعرفوا الاسم، شاب سكندري في عمر العشرين، شاهده الجميع وسيارة الأمن الأمن المركزي المصفحة تصدمه عن عمد في منطقة العجمي.
تقول السيدة سحر محسن حسن، والدة إسلام، إن ابنها حصل علي دبلوم صناعي وبدأ يعمل كـ “نجار مسلح”، في يوم 28 يناير 2011 – “جمعة الغضب” – خرج بصورة عادية صباحاً كما يفعل كل يوم، ثم فوجئت السيدة بعدها بساعات قليلة بصراخ شديد في الشارع والجميع يكرر اسمه، وعندما فزعت إلى الشارع، أخبروها أن سيارة صدمته.
هرولت الأم إلى مكان الواقعة وتقول: المكان الذي صدمته فيها سيارة مكافحة الشغب كان في الشارع المجاور لنا، حيث لا يوجد مقر لقسم شرطة أو رئاسة حي أو أي جهة رسمية، وفي هذا إشارة بذلك تفند والدة إسلام التهم التي كانت تتردد أن المتظاهرين المصريين كانوا يهاجمون أقسام الشرطة.
تقول الأم أنها وجدت جثمان ابنها وقد وُضع أمام باب أحد المساجد، وعندما حاولت الأم الامساك برأس ابنها فوجئت أن يدها تنفذ داخل رأسه، التي كانت محطمة تماماً من الخلف، وعندما حاول المحيطين نقل الجثمان إلى داخل المسجد، فوجئت الأم بكيس بلاستيكي أسود به مخ ابنها، كما قالت في حوار تليفزيوني، يذكر أن هذه المشاهد وثقها المتظاهرين ورفضت القناة الفضائية التي استضافت والدة اسلام اذاعتها لقسوتها.
جلست والدة اسلام خمس ساعات كاملة، إلى جوار جثمان ابنها داخل المسجد، لاشتعال الأجواء في الشارع وقتها. في يوم 13 يوليو 2011 ، أمرت النيابة العامة بالإسكندرية بضبط وإحضار كلا من اللواء علاء رشاد وسائق عربة الأمن مركزي، التي دهست متعمدة إسلام، وغيره، وبعد الاستماع إلى شهود الإثبات وبعد أن قدم محامى الشهيد مقطع فيديو يظهر الحادثة بالتفصيل كانت نيابة الإسكندرية قد انتهت من سماع احد الشهود الذين حضروا الواقعة وهو حسن فاروق والذي أكد إن اللواء علاء رشاد هو من كان يقود قوات الأمن في تلك المنطقة وانه كان يعرفه من قبل لأنه رآه في احد المظاهرات السابقة بمنطقة المنشية وسأل عن اسمه وقتها وعرف انه يدعى علاء رشاد وانه تفاجأ به يوم جمعة الغضب بأنه هو من يقود القوات في منطقة العجمي وأشار إلى انه في البداية كانت أعداد المتظاهرين قليلة، ولكن مع زيادتها بدأت قوات الأمن في التعامل بعنف لتفريقهم ولكنهم اصطدموا معهم ولم يرهبوا الموقف فحاول الأمن الهروب من المكان وحاولوا تأمين اللواء علاء رشاد وأوصلوه إلى مصفحة تابعة للأمن كانت تقف في احد الشوارع الخلفية ورأيناها فجأة تخرج مسرعة نحونا لإرهابنا وتقوم بدهس إسلام الذي ظل متعلق بمقدمة السيرة المصفحة وحاولنا أن ننبه السائق ولكننا تفاجئنا انه يقوم بفرملة شديدة أدت لوقوع إسلام من على مقدمة السيارة ثم يعود فجأة إلى الأمام ليدهسه أمام الجميع.
للأسف لم تسفر التحقيقات التي جرت عن عقب الثورة عن أية نتائج، ليس ذلك فقط، فقط واصل المتهمون عملهم والحصول على الترقيات والتنقل بين الوظائف العمومية. فاللواء علاء رشاد، نائب مدير أمن الإسكندرية في عام 2011، والذي طالب أحمد ممدوح، محامي مركز النديم لحقوق الإنسان وخالد عبدالباري محامي أسرة الشهيد إسلام رفعت بضبطه وإحضاره، عاد وجهه مرة أخرى للأخبار بانتقاله الوظيفي إلى “سكرتير عام مساعد الشرقية.”
يبقى أن نذكر أن العميد شرطة محمد صابر أبو حليمة قائد كتيبة غرب بقطاع الأمن المركزي بالإسكندرية، كان مسؤولا أيضاً عما حدث بصفته الوظيفية.