إسلام عباس عبد الحفيظ المتناوي
السطور التالية هي شهادة أدلت بها زوجة اسلام عباس المتناوي.
***
تقول عنه زوجته: الحمد لله بجانب أنه يظهر مبتسما الا أنه أيضا كان حكى لي من زمان أنه رأى وهو طالب أنه سيستشهد، فقال لي أنه سيكون خارج من المسجد ثم تأتي طائرة فتقتله، وهذا تقريبا على ما علمته من أصدقائه الذين كانوا معه أثناء فض اعتصام رابعة العدوية.
أثناء الاعتصام، ونحن في ميدان رابعة كان يضع الورقة التي كتب عليها “مشروع شهيد” و كانت ليست على القلب وأنا تميل إلى اليمين، حتى إني مازحته وقلتله “ايه يا إسلام أنت عامل تمويه ولا ايه!!” قالي ليست مشكلة، المهم أن الله يتقبل. قتله جاء برصاصة واحدة وكانت تقريبا في نفس المكان.
ويوم الفض مساء عندما ذهبت إلى المشرحة عندما رأيته نزف مكان الجرح قليلا كما أنه إلى آخر الوقت كان جسمه لم يتصلب.
أما عن العبادة (بمفهومها الشامل وهي اسم جامع لما يحبه الله ) فهو حافظ للقرآن ولا يتكلم الا بالفصحى ودائم التبسم ولا يعرف أن يغضب ولا حتى يكشر ولا يجادل بل يحب كل الناس ويدعو لهم حتى من عذبوه في أمن الدولة.
والصلاه كان لازم يصليها في المسجد حتى لو المصعد معطل (ونحن نسكن في الدور السابع ) كان لازم ينزل ولو اضطر انه ينزل اكثر من مرة ورا بعض وحتى لو كان متعب او مريض او المسجد بعيد، ويحب الذهاب مبكرا حتى يلحق يصلي السنة القبلية، وكان دائم الوضوء ويقول لا يحافظ على وضوئه الا مؤمن ولا يخرج حتى يختم الصلاة ويصلى السنة بعد الصلاة.
ويحافظ على أذكار الصباح والمساء حتى وإن مر وقتها حتى انه لما سألته ليه مبترحش العمل بالسيارة قالي (من الأسباب ) انه يريد أن يقرأ ورده من القرآن ويقرأ الأذكار لأنه لن يجد وقت ليقرأها، ويحب أن يبر أهله جميعا ويسعد بذلك جدا حتى انه يقول كأني اعتمرت أو حججت.
ويحافظ على صلاة الضحى وصيام الإثنين والخميس و الإعتكاف و يذكر الله طول الوقت حتى انه وهو نائم لا يشعر كان يذكر الله. كما أحسبه كان يخاف الله كثيرا فيبكي عندما يقرأ قرآن ويخاف أن يظلم أحد حتى انه عندما يحاسب تاكسي او سباك أو… كان يسألها (يعني كويس كده؟ أو يعني راضي ) و(كان بيكلمهم بالعامية عشان يفهموه)
وفي الأكل لا يأكل طبخ تقريبا الا ثلاثة أيام او أربعة وغالبا وجبة او وجبتين في اليوم، ولأنه لا يحب أن يتعب أحد فكان يحضر معاه أي شئ يأكله (فول وطعميه حلوى.. ) ولا يحب ان يملأ بطنه ابدا.ودائما كان يقول أشعر كأني في الجنه(طبعا ليس لأنه لا يوجد مشاكل) بس لانه كان في عالم لوحده.
كان إسلام الحمد لله، لا يصرخ ولا يغضب ودائم التبسم ،ولا يحب ان يخدمه أحد بل هو يخدمنا جميعا ولا يغصب أحد على شئ وكان ممكن يجلس يقنعني بشئ بالساعات وأنا ممكن أعمله في الآخر حتى لا يحزن وإذا لم أفعله يقول هدانا وهداك الله وخلاص على كده. كان لا يريد أن أفعل أي شئ في البيت ويقول أنت عليك تربية الأولاد وكان يبالغ واحرج لانه حتى انه عندما يأتي ضيوف يشتري أي شئ حتى لا اصنع شئ. أول كلمة عندما يدخل البيت هي (ما شاء الله لا قوة الا بالله) لانه كان يعتبر البيت جنته (مش لحاجه ابدا بس لأن نفسه طيبة). كان كريم الخلق معي جدا فمثلا لا يرفع صوته علي(حتى وإن فعلت أنا ذلك ). لا يحب ان يعطيني ظهره وهو نائم، يحمل كل شئ ولا يجعلني أساعد حتى لو اضطر ان يصعد وينزل أكثر من مرة. يأتي بكل احتياجات البيت، إذا اوصلني لمكان كان لازم يوصلني إلى باب الشقة -حتى ان لم يكن معي شئ- ويحمل الاولاد أو أي حقيبة معي ويفعل ذلك في كل مرة مهما كان متأخر او متعب.
أما مع الاولاد فكان بحمل معه غالباً حلوى أو هدايا، و لذلك عندما يعود كان الاولاد يجروا عليه، يلاعبهم ويسألونه عما طلبوا، لانه كان يسألني ويسالهم قبل أن يخرج عن اذا كانوا يريدون شيئا وإذا كان نازل الصلاة يأخذهم معه (هم طبعا طمعاً في الحلوى) ويعلمهم أذكار الصلاة و الدعاء وكان غالبا يخرج الاسبوع وفي كل المناسبات (عيد، يوم ميلاد أحد مننا….. الخ )
ولما كنا بنروح نصيف (وخصوصا لما كنا بنروح فندق. ولأنه كان بيغض بصره) كان إما بيلعب مع الاولاد على الرمل أو ينزل مبكرا جداً او يدخل إلى داخل البحر كثيراً بعيدا عن الناس.
(انتهت شهادة زوجة إسلام عباس)
قال عنه الكاتب والصحفي ومخرج ومنتج الأفلام الوثائقية البراء أشرف
”