هاني فاروق عبد ربه اسماعيل
الدكتور هاني فاروق، 37 سنة،، طبيب بيطري من قرية الجزاير مركز بلقاس بمحافظة الدقهلية، متزوج ولديه أربعة أبناء أحمد 10 وعبدالله 8 وفاروق 5 سنوات ثم محمد الذي ولد بعد استشهاده بشهر.
معروف بنشاطه الميداني في الأعمال الخيرية وحل مشكلات الناس والسعي لخدمتهم وحل أزماتهم وهو أحد عشاق العمل التطوعي سواء في مجال مهنته البيطرية أو في مجال العمل العام. كان يعمل طبيب بإدارة جمصة البيطرية، كرئيس وحدة الطب البيطري بقرية منشأة عبد القادر ، شارك في معظم القوافل البيطرية المجانية بكافة قرى مركز بلقاس. كذلك كان خطيب مفوه يرتجل الشعر والزجل الساخر ، طاف مساجد القرية والقرى المجاورة واعظاً وداعياً دينيا، كما كان من نشطاء العمل السياسي والخدمي بالمنطقة فكان عضواً مؤسساً بحزب الحرية والعدالة، وله دور ملحوظ فى حل مشاكل الخبز والبوتاجاز وغيرها من المشاكل التى كانت تواجه القرية.
يقول جاره إسلام يحي في حوار أجرته إحدى القنوات الفضائية أنه حباه الله بموهبة التعامل مع الناس، “لم أراه إلا مبتسماً بين الناس.” كان الابن الأكبر لوالده المكافح الذي كدح ليعلم أبناءه الأربعة، رغم دخله البسيط من عمله كغفير. عندما سنحت الفرصة للدكتور هاني بعد أن تخرج وعمل، اصطحب والديه لأداء العمرة وفي العام التالي أتت له الفرصة لأداء فريضة الحج، فلم يضيعها، فقام ببيع سيارته ليتمكن من ذلك بحسب ما قاله صديقه حسام أحمد في الحوار المذكور أعلاه. وكان دخله المالي من وظيفته بسيط للغالي كما يقول والده، فقط 600 جنيه شهرياً، وهو ما يجعل والده يبكى لفراق ابنه وأيضاً انشغالا بمستقبل الأبناء الأربعة الذين لا عائل لهم الآن خاصة أن المعاش الشهري لوالد د. هاني فقط 400 جنيه مصري.
انضم لاعتصام رابعة العدوية منذ بدايته، وقام بكتابة وصيته عندما سمع البيان العسكري الذي أعلن فيه الجيش المصري بالاستيلاء على الحكم في مصر وإزاحة الرئيس المنتخب وتعطيل الدستور، ولم يذهب إلي منزله إلا مرتين طول مدة الاعتصام واصطحب معه أبناءه وزوجته رغم حملها وظلت أسرته معه حتى يوم الثلاثاء قبل يوم من فض الاعتصام.
كان يداعب الجالسين بالخيم أثناء الاعتصام ويقول مازحاً : ثوار أحرار .. نايمين ليل ونهار! وكان يحب الشعر والزجل كما يقول شقيقه، ولا ينشغل كثيراً بالأمور الصغيرة.
تميز فاروق بالشجاعة والإقدام ويوم فض اعتصام رابعة كان يجمع الحجارة في كولمن المياه لمحاولة منع تقدم القوات نحو المنصة والمستشفى الميدان حتى أصيب برصاصات قوات الأمن، ولم تفلح محاولات إنقاذه، فلقى ربه، وعندما ذهب والده للقاهرة لإحضار جثمانه، تمكن بذلك وسط خوف شديد من أن يتم القبض عليه وهو يحمل جثمان ابنه بسبب الأجواء الأمنية التي كانت مفروضة في ذلك الوقت، إلا أنه تمكن من إستخراج تصريح الدفن في اليوم التالي ووارى ابنه الثرى في قريته وسط حزن وذهول الجميع ممن أحبوه.