مايكل وصفي ملطي ابادير
مايكل كان يكبر شقيقيه مينا (22 عاما) وبيشوي ( 17 عام)، بعد أن حصل على شهادة الدبلوم الفني، بقى لمدة ستة سنوات كاملة بلا عمل، كما يقول أباه، لذلك عندما وجدت فرصة في إحدى الشركات جاء إلى والده فرحاً وقال له “الآن يا والدي من حقك علينا أن ترتاح قليلا، سوف أشاركك في تحمل مسؤولية أشقائي”، قال ذلك، كما يقول والده وهو يعطى والده راتب أول شهر عمل، واستمر يشارك والديه في نفقات الحياة، وعلاج والدته، وكل نفقات الحياة، ولم يكن يدخر لنفسه، ولم يكن يرفض مساعدة والده مهما طلب منه.
يتذكر والده أن مايكل كان مريضاً عندما خرجت مظاهرات 25 يناير، لذلك لم يغادر بيته ليومين، وفي يوم 28 يناير، يوم الغضب، قال لوالده أنه يريد أن يخرج، فلم يمنعه والده، وبعدها بساعة علم أهالي المنطقة عن وصول المظاهرات إلى قسم الشرطة، واشتعال النار فيه. لم يعد مايكل إلى المنزل بعد فترة قصيرة كما وعد أبيه، فبدأ يقلق عليه، وخرج للبحث عنه، فوجد إطلاق الرصاص في كل مكان ” شعرت أن ابني أصابه مكروه، خاصة مع هذا العدد الكبير من المصابين والقتلى، لم أعرف ماذا أفعل حتى أخبرني أحد الجيران تصادف وجوده في المكان أن إبني أصيب برصاصة في صدره.”
هرع الأب للبحث عن مايكل في كل المستشفيات المحيطة، حتى وصل إلى مستشفى الدمرداش، وكان الأطباء يجرون عملية جراحية لاستخراج الرصاصة التي وصلت لقلبه، لكن للأسف لم تفلح محاولاتهم، ومات مايكل في غرفة العمليات.
يضيف والده: “لم أعد أستطيع أن أجلس في بيتي، كل جزء فيه يذكرني بأكبر أبنائي الذي مات في لحظات، دون سبب، حسني مبارك هو الذي قتل ابني، كل الشباب الشهداء.”