ابراهيم سمير أحمد محمد سعدون
رغم كون إبراهيم سمير أحمد محمد سعدون طالبًا جامعيًا بقسم تكنولوجيا المعلومات إلا أنه اشفق على ابيه الموظف البسيط من صعوبة وقسوة الحياة؛ لذلك أسرع بالبحث عن عمل يساعد به نفسه على إتمام تعليمه وأخوته، ووجده في مطعم في مدينة نصر؛ ولذلك كان عليه أن يخرج من بيته أغلب أيام الأسبوع قبل الظهر ليعمل حتى السابعة مساء.
ويوم جمعة الغضب خرج إبراهيم من منزله في حي المطرية في شرق القاهرة، دون أن يدري ماذا أُعِدَ في الغيب له، فعند قسم شرطة المطرية فوجيء بزحام وإطلاق نار حي من جانب رجال الداخلية لمحاولة صرف الثوار الذين أدوا صلاة الجمعة ويرغبون في التوجه إلى ميدان التحرير .. عندها أيقن إنه لن يستطيع الوصول إلى عمله، ولكنه لم يستطع التراجع إذ أصابته ثلاث رصاصات .. اثنتين منهم في القلب وواحدة في البطن.
مر اليوم على والد الشهيد صعبًا يحاول التغلب على مخاوفه، بخاصة وهو يرى أخبار المظاهرات والشهداء على بعض قنوات التلفزيون الفضائية القليلة، وكان يطمئن نفسه إلى أن ابنه في عمله في مدينة نصر.
لكنه انتظر عودة ابنه بعد موعد انتهاء ورديته في المطعم فلم يعد؛ وهنا وجد نفسه يستدعي خالدًا شقيق الشهيد ويطالبه بالذهاب إلى مستشفى المطرية التعليمي للبحث عن أخيه، لاحقًا قال الرجل إنه لا يدري سببًا لتوقعه كون ابنه في المستشفى التعليمي بالتحديد .. سوى أن قلبه كأب أخبره!
أسرع خالد إلى المستشفى ومن هناك اتصل بأبيه صائحًا: “أنجدني يا أبي .. إبراهيم استشهد وهو في الثلاجة .. هات كفنًا وتعال”.
يؤلم والد الشهيد جدًا إنه لم يكن إلى جوار ابنه يضمه إلى قلبه محاولًا تخفيف سكرات الموت عنه، كما يؤلمه أن رجال القسم قتلوه دون أن يكون بلطجيًا أو قاطع طريق؛ لكنه يفتخر بأن ابنه ضمن لائحة “شهداء الثورة”، فيما كانت أمنية (عقب استشهاد ابنه) والد الشهيد أن تتم محاكمة المخلوع حسني مبارك عن قتل ابنه وغيره من الشباب؛ مع توزيع أمواله على الشعب لأنه جمعها من دمه على حد قوله.
وفي اليوم التالي لاستشهاد إبراهيم في جمعة الغضب خرج جثمانه مع 22 شهيدًا من خيرة رجال المطرية ومصر ممن قتلوا عند قسم الشرطة غدرًا وظلمًا.
خرج الأب بعدها وأفراد من أسرة الشهيد لميدان التحرير رافعين صورته ومطالبين برحيل مبارك ومشاركين في المظاهرات التي أدت إلى عزل المخلوع ورافعين صور الشهيد إبراهيم.
أقرت وزارة المالية المصرية معاشًا استثنائيًا لأسرة الشهيد بداية من الأسبوع الأخير من أبريل/نيسان 2011م.
لاحقًا وفي 24 من أبريل/نيسان 2014م اشتكى والد الشهيد من براءة قتلة ابنه وغيره من الثوار قائلًا لموقع الجزيرة نت: “براءة القتلة يقف وراءها أمن الدولة والمخابرات وإسرائيل وأمريكا”.
المصادر:
1ـ كتاب دماء على طريق الحرية ـ حنان بدوي وحنان السمني ـ دار صفاصفة ـ ط 1 ـ 2012م.
2ـ صفحة حكايات الشهداء ـ لن ننساهم على الفيس بوك.
3ـ بوابة الأهرام تنشرأسماء الشهداء المستحقة أسرهم الحصول على معاش استثنائي ـ 23 من ابريل 2012م.
4ـ في مصر.. قتلى بالآلاف منذ الثورة ولا إدانات ـ الجزيرة نت ـ 24 من 2015م.
رابط فيديو لوالد الشهيد مطالبًا بحقه في ميدان التحرير: