محمد متولي عوض
بائع متجول يسكن في حي بولاق الدكرور بمحافظة القاهرة، لم يتزوج رغم أن عمره ثلاثة وثلاثون عام، حاله كحال العديد من شباب المصريين، كان منذ صغره مسؤولا عن أخيه الأصغر، الذي تولى رعايته بعد وفاة والديه. لم يجد شقة أو وظيفة، وبعد أن حصل على الإعدادية فكر في الخروج للعمل، ولم يجد سوي تصليح الأحذية، وكان راضياً.
يتذكر شقيقه عوض ظروف قتل أخيه ويقول: “في يوم جمعة الغضب، كانت مصر كلها تغلي، نزل ليصلي الجمعة في أحد المساجد في منطقتنا، بولاق الدكرور، ولكن الضباط منعوا الصلاة في هذا المسجد في هذا اليوم، لأنه كان يقع بجوار كنيسة، فعاد محمد حزيناً وقال، هم يريدون أن يفرقوا بين المسيحي والمسلم، في حاجة غلط في هذه البلد ولابد أن تتصلح.”
بعدها ذهبا معا لصلاة الجمعة في مسجد آخر، وبعدها جلسوا على إحدي المقاهي التي كانوا دوما يلتقون فيها أصدقائهم، وكانت المظاهرات مشتعلة في كل مكان، وكنا نتابع التلفزيون، ونرى تعامل الأمن مع المتظاهرين، الذين كانوا يطالبون بما نشعر كلنا به، وبحسب شهادة شقيقه، قام وتحدث بصوت مرتفع للجالسين على المقهى وقال لهم:” النساء والأطفال في الميدان ليسوا أكثر وطنية مننا،” وترك المقهي متوجهاً لميدان التحرير، وبالطبع لم يتركه شقيقه وحده، فذهب معه هو وعدد آخر من الشباب، وبالطبع عن الوصول إلى منطقة مهاجمة الأمن للمتظاهرين، أصاب محمد وشقيقه الغاز المسيل للدموع، ثم أصيب محمد بطلق ناري في المخ، وسقط أرضاً، ليحمله أخوه مسرعاً إلى مستشفى الإسعاف، الذين رفضوا استلامه وانقاذه، فتوجهوا إلى مستشفى القصر العيني، وهناك حاولوا إخراج الرصاصة من المخ، قضى محمد في المستشفى أربعة أيام في غيبوبة تامة، ثم فارق الحياة يوم 2 فبراير.
يقول شقيقه عنه: “محمد كان الأخ الكبير المتكفل بنا أنا وأختي الأرملة وشاب معاق كان محمد يتولى رعايته أيضاً، كان رجل حقيقي.”