أحمد محمد بسيوني ابراهيم غنيم
أحمد بسيوني، ولد في محافظة الإسماعيلية، في 25 أكتوبر عام 197، فنان تشكيلي ومدرس مساعد بكلية تربية فنية في قسم الرسم والتصوير، التي تخرج منها عام 2000. كان يحضر الماجستير وعرف عنه عشقه للفن فكان يقوم بإنشاء الورش والمعارض من ماله الخاص، كان زوجاً وأباً لطفلين صغيرين، آدم وسلمى وكان الابن الأكبر لإخوته.
في يوم 28 من يناير عام 2011، يوم جمعة الغضب، طلبت منه زوجته نادية بعدم النزول إلى ميدان التحرير، بعد أن كان متواجداً في الأحداث منذ اليوم الأول، رفض أحمد الجلوس في البيت، وقام بأخذ كاميرته، مر على والديه الذين طلبا منه عدم النزول، لكنه رفض قال لوالدته، “لا تخافي سوف أعود سالما إن شاء الله، لكن أدعي لنا أن يوفقنا الله، حتى لا يضيع مجهود الشباب هؤلاء، ولكي تعود بلدنا أفضل من الأول وأحسن بلد في الدنيا.”
وفق شهادات أصدقائه، كان أحمد يتحرك في ميدان التحرير ومحيطه ليوثق الأحداث، ويستخدم كاميرته لرصد القناصة وهم يصوبون الرصاص على المتظاهرين، وقام بتحذير بعضهم ، وسط حالة الكر والفر، وإلقاء الشرطة للقنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على على المتظاهرين، أصيب بالرصاص المطاطي.
لكن لم يمر وقت طويل حتى أصيب أحمد برصاصة قاتلة من أحد القناصة وسقط أرضاً وقامت فقامت عربة أمن مركزي بدهسه ثم هربت، وهو المشهد الذي وثقه أحد المتظاهرين الذين شاركوا في الثورة.
كانت أسرة أحمد في هذا الوقت في المستشفى لمرافقة شقيقته أماني أثناء عملية الولادة، وعندما عادوا في صباح يوم السبت إلى المنزل علموا الخبر، فذهبوا إلى المستشفى، لكن الجثمان الذي وجد لم يكن له، تقول أمه عن هذا اليوم ” حينما رأينا الجثة المجهولة وعلمتُ أنه ليس أبني، جاءني أمل بأن يكون على قيد الحياة ربما يكون في أحد السجون أو معتقل أو مصاب لكنه لم يغادرنا بعد “.
بحثت عنه أسرته في المستشفيات وفي كل مكان، حتى جاء يوم الأربعاء 2 فبراير، حيث وجدوه في مستشفى أم المصريين بالجيزة، نقل بعدها إلى مشرحة زينهم لتشريح الجثمان، وجاء في تقرير التشريح، أن الوفاة كانت بسبب كسور في الضلوع وتهتك بالرئة اليسرى وتهتك بالقلب.
تقول عنه إحدى طالباته “أنه كان متواضعاً يقوم بإيصال المعلومات لنا ويبسطها، ويقول لنا كما تتعلموا مني أنا أيضا أتعلم منكم، كما كان يقوم بعمل الورش على نفقته الخاصة.”
رغم ألمها، إلا أن كل أمنية زوجته كانت أن تقوم الدولة بإنشاء متحف لزوجها يضم أعماله الفنية كنوع من تخليد أسمه وفنه، وبالطبع والقصاص مِن مَن قتل زوجها الشهيد صاحب الثلاثة وثلاثون عام.