محمد عبد المجيد الديب
المخرج محمد الديب، هو أحد مؤسسي رابطة فناني الثورة التي أسست بميدان التحرير عقب ثورة 25 يناير،، حرص على توثيق جميع أحداث الثورة، وقبل الثورة بعامين أسس فريقاً فنياً مع مجموعة من رفاقه شعاره: “فن هادف يشبه مجتمعنا بلا إسفاف ولا إفراط”، وهو الشعار الذي ظهر بأفلامه الوثائقية الدرامية والتي بلغت 25 فيلماً.
قال محمد الشاعر، صديق محمد الديب لوكالة الأناضول بعد قتل الديب”جمعتني علاقة صداقة بالمخرج الراحل محمد الديب منذ عام 2005، لكن علاقتنا توطدت كثيراً أثناء اعتصامنا بميدان التحرير في ثورة 25 يناير، ثم داخل اعتصام رابعة العدوية، طوال الوقت كان الديب يفكر في ضرورة أن تخرج من الاعتصام أعمال فنية راقية تكون لسان حال المعتصمين لأن هذا هو السلاح الوحيد الذى يتقن استخدامه كمخرج”.
محمد الديب لم يكن منضم لأي حزب سياسي وأنهي عضويته بجماعة الإخوان المسلمين قبل قتله بثلاث سنوات، وفي الفترة الاخيرة كان ضد سياسة الإخوان وكان يري أنهم السبب في سوء الأوضاع في البلاد، ولم يشارك في مظاهرات 30 يونيو من أجل الحفاظ على مكتسبات ثورة 25 يناير.
عل المستوى الإنساني كان منخرط في العمل الخيري، ذهب إلى منطقة حلايب وشلاتين على الحدود المصرية السودانية لإقامة معارض خيرية هناك. وكان يقدم المساعدة للمبتدئين في المجال الفني بدون انتظار عائد مادي، كان يأمل أن يساعدوا بدورهم غيرهم وأن تكون أعمالهم هادفة ينتفع بها المجتمع.
كان يتميز بمرحه وطيبة قلبه وحبه للحياة ولوطنه، اصيب في يوم جمعة الغضب بقنبلة غاز في رأسه، ولم يثنيه ذلك. كان يحلم أن يكون صاحب مؤسسة فنية ضخمة تنتج فن هادف بناء مقاوم لكل ما هو سلبي وخبيث ويثبت في العقول كل ما هو قيم ومفيد.
قبل أحداث فض إعتصام رابعة العدوية بثلاث ساعات كتب على صفحته “يارب اكتبلي الشهادة ادعولي اموت شهيد قولوا أمين ” عندما بدأت أحداث الفض حاول محمد الديب توثيق الأحداث، لكن قوات الأمن ألقت القبض عليه.
تم اقتياده مع آخرين إلى إستاد القاهرة ثم قامت قوات الأمن بتوزيعهم على أقسام شرطة مختلفة، فتم اقتياد محمد إلى قسم شرطة مصر الجديدة، وقتها ذهب اخيه احمد الديب لرؤيته ونظر اليه من بعيد وأشار له انه بخير، ثم ذهب اليه يوم بعد أحداث الفض بثلاثة أيام، لكنه لم يسمح له برؤية أخيه.
وفي يوم مذبحة أبو زعبل صباحا تحركت عربة الترحيلات – وبها محمد وآخرين – من داخل قسم مصر الجديدة متجهة إلى سجن أبو زعبل، ليقتل هناك وفق شهادات الشهود عن الواقعة.
حينما ذهبت أسرة محمد لاستلام جثمانه كانت واضحة عليه آثار التعذيب الوحشي بالكهرباء والكي والسحل، وآثار إطفاء السجائر، والضرب بآلة حادة أدت إلى جرح قطعي كبير بالرأس بحسب شهادة إلهام الجامع عضو رابطة فناني الثورة. لم يعلم والده بقتله سوى بعد خمسة شهور من الواقعة، لأن والده أيضاً أعتقل أثناء اعتقال محمد قبل يوم مذبحة سيارة الترحيلات.