عاطف الجوهري
عاطف الجوهرى، شاب لم ينتمى لأى تيار سياسى في مصر، عندما كان شاباً، كان عريفاً متطوع في الجيش، وكان يجيد فن الطهي، فكان مسؤولا عن مطعم الضباط في فترة الجيش، لديه وعي سياسي كبير وضمير حي، شارك فى جميع أحداث الثورة منذ اليوم الأول 25 يناير، وأصيب أكثر من مرة، وكان يسافر بين مكان عمله في الغردقة والقاهرة لحضور الفعاليات السياسية.
عندما كان يتحدث بضمير المواطن المصري كان يستمع له من في الميدان، التقط أحد معتصمي الميدان حديث له يقول فيه في أكتوبر 2011 : ” هذه ثورة حقيقة، قامت من أجل العدل، من أجل أن يأكل الجعان، ويتلقي المريض العلاج، ويدخل الحرامي السجن، بعد 9 شهور من الحكم العسكري، ماذا حدث؟ الجعان جاع أكثر، المريض أوشك أن يموت، والحرامي خارج أسوار السجن، [الآن] هناك أكثر من 11 ألف شاب في السجون العسكرية .” وانتقد في حديثه محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق.
عزة هلال إحدى المشاركات في الثورة، وخطيبة عاطف الجوهري، التي تقدم إلى خطبتها بعد واقعة الإعتداء عليها من قبل قوات الأمن في أحداث مجلس الوزراء، تروى أن عاطف حضر إلى القاهرة قبل أسبوع من أحداث العباسية، قادما من الغردقة مكان عمله، ليكون بجانب المعتصمين هناك، سواء اتفق معهم فكريا أو اختلف، «المهم نكمل الثورة ونحقق مطالبنا» كما قال لها، واستمر عاطف معتصماً مع المعتصمين في ميدان العباسية ثلاثة أيام متواصلة، وبعد منتصف قبل يوم واحد من قتله اتصل عاطف بخطيبته للاطمئنان عليها وأخبرها أنه متعب جدا، وقتل في هجوم لبعض البلطجية، بطلقة نارية فى الرأس، وهو يدافع عن بعض زملائه المعتصمين.
يروى أحد أصدقائه عنه التالي:
“كان مشاركاً في معظم الاعتصامات بعد الثورة، ويحرص على مساندة أسر الشهداء الذين كانوا ينظمون وقفات للمطالبة بالقصاص لذويهم، كما كان دائم الزيارة لمصابي الثورة، وكان دوما يقول أنه سيظل يهدف ضد حكم العسكر، إلى أن يرحل نظام العسكر أو يصبح هو شهيد، قبل مقتله بشهر تقدم لعمل جديد للعمل في سلسلة محلات إيطالية شهرية، مقابل راتب شهري كبير، ووقع اختيار الشركة عليه ضمن ثلاثة تم اختيارهم من بين خمسين متقدم، لكنه كان متردداً في قبول العرض، حتى لا يمنعه عمله عن نشاطه ومساندة الثورة، كان كفئا في عمله، كطاهي، وكان اسمه معروفاً في مجاله، لدرجة أن بعض السائحين يوصون أصدقائهم عندما يأتون لمصر أن يتناولوا الطعام من يده. واتعرف عاطف على خطيبته عزة بعد زيارتها أكثر من مرة في المستشفى بعد أن تعرضت لإعتداء من قوات الأمن، ثم تقدم لخطبتها بعد خروجها من المستشفى.
ظل عاطف الجوهري بإخلاص الشديد لأصدقاءه وزملائه محل تقدير الجميع حتى بعد وفاته، وأقام النشطاء والثوار أكثر من فعاليه لإحياء ذكراه، بعضها كان في ذكرى عيد ميلاده الذي لم يعد يستطيع حضوره.