باسم محسن
كان باسم محسن، ابن السويس البالغ من العمر 25 عامًا، يعول والدته المريضة وشقيقته، وكان لديه حلم بأن ثورة 25 يناير هي التي ستُحقق “الحرية والعدالة الاجتماعية”.
شارك باسم محسن في ثورة 25 يناير، في مدينته السويس أكثر المناطق التي كان بها زخم ثوري، وكان ارتباطه بالثورة يزداد يوماً بعد يوم، يراها الأمل الوحيد في غد أفضل، في أحداث شارع محمد محمود فقد عينه اليسرى حيث كان القناصة من رجال الشرطة يستهدفون أعين الشباب المصري،
(المحاكمة الوحيدة التي جرت في أحداث محمد محمود كانت للضابط محمود صبحى الشناوى الذي لُقب بقناص العيون)
وفي يوليو 2012، ذهب باسم للتضامن مع مجموعة قُبض عليها من شباب السويس، لتظاهرهم أمام المحافظة احتجاجا على أحداث العباسية فى ٤ مايو، فضربه ممثلو السلطة ضربا مبرحا، واحتجزوه، وحاكموه محاكمة عسكرية، بتهمة «سرقة خوذة ضابط». وحكموا عليه بعامين في السجن، وبعد حملة كبيرة في السويس ضد المحاكمات العسكرية أُفرج عنه وعن المجموعة كلها.
التجارب القاسية التي مر بها باسم سواء فقد إحدى عينيه أومحاكمته عسكرياً لم تدفعه للتراجع عن مطالب الثورة، العدل الإجتماعي والحرية، بل أصر على مواجهة الظلم، فخرج ضد سياسة الأخوان في السنة التي حكموا فيها مصر،يرفض الإعلان الدستوري الذي أعلنه الرئيس السابق محمد مرسي في حينها.
بعد مظاهرات 30 يونيو، التي أدت إلى عزل الرئيس محمد مرسي، عاد باسم للسويس دون أن يفارقه هدف استكمال الثورة، لكنه أصيب بطلقة حية أثناء فض قوات الأمن لإحدى مظاهرات جماعة الإخوان بمحافظة السويس، ولسوء وضع المستشفى المحلي في السويس، لم تتم له الجراحة اللازمة، التي كانت تستلزم متخصص جراحة مخ وأعصاب، وأثناء محاولة نقله إلى القاهرة نسي المسعفون أكياس الدم
ووصل بالفعل إلى مستشفى القصر العيني الفرنساوي، وهناك توافد عدد كبير الشباب المتبرعين بالدم في محاولة إنقاذه، لكن بعد انتهاء الجراحة ونقله إلى العناية المركزة مات باسم.