بعث والدي جوليو ريجيني، طالب الدكتوراه الإيطالي الذي قُتل في مصر في يناير 2014 بعد تعذيب قوات الأمن المصري له، بحسب شهادات عديدة، بخطاب مفتوح إلى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي طالباه فيه بتسليم القتلة للقضاء الإيطالي، ونشرت الرسالة في جريدة ريبابليكا الإيطالية وفيما يلي نص الرسالة.
الرئيس السيسي، أسعدت صباحاً
نحن والدي جوليو ريجيني، الباحث الذي تم اختطافه وتعذيبه وقتله في القاھرة، في مارس 2016 وفي ھذه الصحيفة نفسھا
تحدثت إلينا بصفتك أبا، قبل أن تكون رئيسا، ووعدت بأن سنلقي الضوء ونصل إلى الحقيقة، وسنعمل مع السلطات الإيطالية لإقامة العدل ومعاقبة المجرمين الذين قتلوا ابنكما.
لقد مرت ثلاث سنوات لم يكن ھناك أي تعاون حقيقي من قبل السلطات القانونية المصرية، وبعد أن وضع مكتب المدعي العام الإيطالي خمسة رجال من جھاز الأمن الخاص بك على قائمة الأشخاص قيد التحقيق، قام مكتب النائب العام المصري بمقاطعة الحوار.
نعلم اليوم أن جوليو قد اختطف من قبل مسؤولي جھاز الأمن الخاص بك، ونحن نعرف ھذا بفضل العمل المتواصل للمحققين والمدعين العامين الإيطاليين ومحاميها.
لقد أخلفت وعدك.. لديك سلطة لا حدود لھا، كما نفھم من وسائل الإعلام.
لذلك، من الصعب تصديق أن الأشخاص الذين خطفوا وعذبوا وقتلوا ابننا جوليو، الأشخاص الذين كذبوا، وقاموا بتشويه صورته، الذين قاموا بعمليات تضليل ممنھج لا حصر لھا، وقتلوا خمسة رجال أبرياء وألقوا عليھم باللوم في وفاة جوليو، قد قاموا بكل تلك التصرفات دون علمك أو ضد إرادتك.
لا يمكننا أن نقبل تعازيكم بعد الآن، ولا وعودكم الفاشلة.
سيدي الجنرال، أنت تعلم جيدا أن قوة الرجل، وحتى قوة الرئيس، لا يمكن أن تستند إلى الخوف، ولكن إلى الاحترام. ولا يمكنك أن تطلب الاحترام إذا أخلفت الوعد الذي قدمته لنا نحن الأبوين، وإلى بلد يبكي فقدان أحد أبنائه.
جوليو، وأنت تعرف ذلك جيداً كان داعية للسلام.
أحب جوليو المصريين كثيرا : لقد تعلم لغتك، ومكث في القاھرة عدة مرات، محاولا العيش مثل أي من المصريين اليوم، لسوء الحظ، لكنه مات مثلما يموت الكثير.
سيدي الرئيس، أنت تقول إنك تتفھم حزننا، ولكن الأسى الذي حطمنا لمدة 39 شھرا لا يمكن تخيله.
ولكن يمكنك أن تتخيل عزمنا، وھو نفس العزم الذي نتشاركه مع الآلاف من الناس حول العالم. نحن كثر، صارمون شديدو البأس.
وطالما لم يتم عقاب ھذه الھمجية، وطالما لم يتم تقديم جميع المذنبين، بغض النظر عن أدوارھم أو وظائفھم، إلى العدالة الإيطالية، لا يمكن لأحد في العالم البقاء في بلدك والشعور بالأمان.
وحيث ينعدم الأمان لا يمكن أن تكون ھناك صداقة ولا سلام.
سيدي الرئيس، لديك فرصة لإظھار أمام العالم أنك رجل ذو شرف: أحضر الأشخاص الخمسة قيد التحقيق أمام القضاء الإيطالي، دع المدعين العامين لدينا يستجوبونھم، وأظھر للعالم الذي يراقبك أنه ليس لديك ما تخفيه. لديك صلاحية وفرصة لتحقيق العدالة، وإھدارھما لن يغتفر …. على أمل أن تنتصر الحقيقة والعدالة.
-باولا وكلاوديو ريجيني
نشرت هذه الرسالة في جريدة ريبابليكا الإيطالية