كان هادي الأخ الأصغر لأشقائه “فادي” و”شادي”، وقد كبروا معا في منزل أسرتهم بشارع شبرا. وكان هادي مرتبطا بالكنيسة منذ صغره كما تروي والدته فهو كان حريص على الصلاة وحضور مدارس الأحد ويشارك في نشاطات الكنيسة. أحب هادي الحياة ولكنها بخلت عليه بما يستحق من تقدير، فقد حصل هادي على بكالريوس النظم والمعلومات في سنة 2009 وأخذ يتنقل بين الشركات بحثا عن فرصة عمل جيدة في مجاله.
وفي يوم الأحد 9 أكتوبر 2011، عاد هادي إلى منزله مبكرا بعد استقالته من الشركة التي كان يعمل بها. وتذكر والدته السيدة مرفت أنه كان نائما عندما سمع أصوات الهتافات من المسيرة في شارع شبرا، فاستيقظ من الصوت وشاهد مع أسرته المسيرة من شرفة المنزل وظل يتابعها حتى اختفت عن ناظره. وذهب ليرتدي ملابسه وأخبر أهله أنه يشعر بالضجر ويود الذهاب لمقابلة أصدقاءه، فلم تفكر والدته أنه قد يذهب للمسيرة لأنه لم يكن مهتما بالسياسة وليس له أي نشاط سياسي. إلا أن هادي اتفق مع أصدقائه على أن يجتمعوا في منطقة القللي في وسط القاهرة للحاق بالمسيرة، وما لبثوا أن وصلوا وقد وجدوا الكثير من البلطجية يقومون بضرب المسيرة. فقرر أصدقاء هادي الرجوع وعدم الاستمرار وحاولوا أخذه معهم إلا أنه رفض و أصر على إكمال المسيرة حتى يصل لماسبيرو.
يتذكر والده السيد فؤاد ذلك اليوم ويقول أنه كان متعبا ونام قليلا بعد رجوعه من العمل حيث أنه يعاني من ضعف في عضلة القلب وقد منعه ذلك من الانضمام للمسيرة. صحى من نومه قلقا على هادي وقد علم أن قوات الجيش تضرب المسيرة عند ماسبيرو وحاول الاتصال به إلا أنه وجد شخصا آخر يرد على هاتفه ويخبره أن هادي قد أصيب وهو الآن في المستشفى القبطي. تحرك إخوة هادي على الفور للذهاب إلى المستشفى وسبقوا أباهم بسبب تعبه، إلا أنهم قد علموا بمفارقته للحياة بالفعل قبل وصولهم إلى المستشفى. وعندما وصلوا للمستشفى وجدوا جثمان هادي ملقى على الأرض؛ فلم تكن المستشفى مجهزة لاستقبال هذا العدد من الشهداء والمصابين وكان لديها عجز هائل في تقديم أبسط الاسعافات. وبدأ الناس يحاولون جلب الثلج لحفظ الجثامين والمعدات الطبية لإسعاف المصابين إلا أن بلطجية منطقة الظاهر والشرابية اعتدوا على الذين حاولوا تقديم المساعدة. وعندما وصل والد هادي إلى المستشفى ورأى جسد وأخبروه أنه يستطيع استلام الجثمان بسرعة إذا وافق على كتابة تقرير غير حقيقي لسبب الوفاة. إلا أنه رفض ذلك و أصر على إثبات السبب الحقيقي لوفاة هادي، وقاموا بتشريح جثمانه و تم إثبات سبب الوفاة في تقريره الطبي بطلق ناري دخل من خلف الكتف الأيمن وخرج من الفك السفلي ودمر قفصه الصدري.
ويفتقده إخوته بشدة ويدعون الله أن يتحقق القصاص من قتلة أخيهم وجميع الشهداء بعدما قُيدَت قضية القتل ضد متهم مجهول.