بث التلفزيون العربي، الخميس 22 أبريل/نيسان 2021، تحقيقاً تلفزيونياً ضمن برنامج “شيفرة”، بعنوان “الحقائق المدفونة“، استعرض آخر تطورات قضية مقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة عام 2016، وتضمن شهادتين جديدتين حصريتين، تم ضمهما لاحقا من قبل الإدعاء الإيطالي لملف القضية.
وجاء مفاد الشهادتين التي حصل عليها فريق التحقيقات في التلفزيون العربي بأن ريجيني تعرض للاحتجاز والاستجواب والتعذيب في مقر تابع للمخابرات الحربية المصرية بمدينة نصر، شمال شرقي القاهرة، وذلك في يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من يناير/كانون الثاني من عام 2016.
التحقيق بدأ باستعراض مجريات الحادث والتسلسل الزمني الذي مرت به قبل وصول فريق التحقيق إلى هاتين الشهادتين، والمراحل التي مرت به القضية، واستعرض كذلك جانبا من تحقيقات النيابة الإيطالية التي حصلت القناة على نسخة منها ومن محاضر الاستجواب وشهادات شهود القضية.
ووفق محاضر تحقيق النيابة، فإنه تم الوصول إلى نتيجة مفادها أن فريق التحقيق المصري عمل على تشتيت المحققين الايطاليين منذ اللحظة الأولى وذلك عبر تقديمها مزاعم مختلفة ومختلقة لمقتل الباحث الإيطالي، واستعرض التحقيق هذه المزاعم وتفنيدات النيابة الإيطالية لها.
عقب ذلك، انتقل التحقيق لما توصل إليه فريق تحقيقات القناة من نتيجة جديدة عبر الشهادتين الجديدتين، والتي للحفاظ على سرية الشهود، أطلق فريق البرنامج على الشاهد الأول اسم “شاهين”، في حين أشار إلى الشاهد الثاني بوصف “الطبيب”.
وقال “شاهين” في شهادته: “لقد تعرضت للسجن في فترة حكم السيسي داخل السجون المصرية. وقد شاهدت جوليو ريجيني لأول مرة في المكان الذي كنت معتقلاً فيه، وشاهدته وهو خارج للتحقيق، وكان مقيّداً وآثار التعذيب واضحة عليه”.
وقال الشاهد الثاني “الطبيب“، إنه رأى ريجيني في السجن التابع لمقر المخابرات الحربية المصرية في مدينة نصر بالقاهرة يومي 28 و29 يناير، وروى لـ”العربي” كيف كانت تتم عملية تعذيب ريجيني.
ويوضح الشاهد طبيعة مقرّ الاحتجاز قائلاً: “هو سجن أمني وليس حكومياً، لأنه سجن غير متعارف عليه ولا يعرف أحد به، وأغلب من كانوا محتجزين في هذا السجن هم مخفيون قسراً، لا يعرف أحد عنهم شيئاً”.
وخلص التحقيق في هذا السياق إلى تصور جديد لما حدث مع ريجيني بعد إعادة قراءة الأحداث وشهادة الشاهدين، وهو أن الشاب اقتيد من محطة الأنفاق بقسم الدقي إلى قسم الدقي وتم التحقيق معه من قبل أفراد الأمن المصري، وبعدها بساعات وصل فريق من الأمن الوطني وتم اقتياده إلى مبنى للأمن الوطني.
وخلال الأيام التسعة التالية، نقل ريجيني إلى جهاز أمني آخر هو مبنى المخابرات الحربية المصرية حيث شوهد يومي 28 و29 من يناير وهناك تعرض للتعذيب ليعثر بعدها على جثته مقتولا على طريق القاهرة الاسكندرية الصحراوي.
ووثّق فريق تحقيق التلفزيون العربي الشهادتين، وتحقّق من صحتهما بالتعاون مع محامية عائلة ريجيني ألسندرا باليريني، ومساعد مكتب المدعي العام الإيطالي سيرجيو كولايوكو، كما تمكن من وضع رسم تقريبي لضباط متهمين بالتعذيب.
ومع اكتمال ملف التوثيق، طلب الادعاء الإيطالي تقديم هذه الشهادات رسمياً، ليعلن بعد أن تم تسليمها له تقديمه ثلاثة شهود جدداً في القضية، من بينهم الشاهدان اللذان تقدّم “التلفزيون العربي” بهما.
عقب ذلك، أصدر والدا ريجيني ومحاميته، بيانا علقوا فيه على الشهادات الجديدة، واعتبرها تبث “الأمل” من جديد، مطالبين بتقديم كل ما يفيد التحقيقات في القضية، وضمانهم سرية هوية كل من يتصل بهم في هذا الشأن، مناشدين الجميع تحقيق العدالة لجوليو.
وتضمن التحقيق الذي أذاعه التلفزيون العربي، أحاديث خاصة لشخصيات ذات علاقة بالقضية، منهم محامية ريجيني، ألسندرا باليريني، ورئيس البرلمان الإيطالي روبرتو فيكو، والبرلماني جيرماني بيتران عضو لجنة التحقيق الإيطالية، والصحفيين الإيطاليين، جوليانو فوشيني، وكارلو بونيني، والخبير العسكري الإيطالي، موريزيو سيمونسلي.
وسلط التحقيق في نهايته الضوء على مخاوف أسرة ريجيني وشعروها بعدم وجود الدعم الكافي من قبل الحكومة الإيطالية بسبب زيادة بيع الأسلحة الإيطالية للجانب المصري، مشيرا إلى ارتفاع مبيعات تلك الأسلحة من 7 ملايين يورو في 2016، إلى 871 مليون يورو في 2019، وتقديم دعوى بهذا الشأن ضد الحكومة الايطالية عنوانها “أولياء الدم في القصاص” تتهمها بالتواطء مع الجانب المصري.