محمود سمير شعبان غريب أبو طالب

كان محمود سمير شعبان غريب أبو طالب (22 عامًا) يسكن في إحدى الحارات بعزبة حمادة في حي المطرية الشعبي؛ ولكنه استطاع مواصلة تعليمه حتى وصل إلى كلية النظم والمعلومات الإدارية بحسب موقع مجزرة الدفاع الجوي ـ توثيق مجزرة إستاد الدفاع الجوي، مباراة الزمالك وإنبي، 8 فبراير 2015م.

في الزقاق الذي كان الشهيد يقيم فيه؛ وفي نهايته بحسب زيارة وتقرير بعنوان: شهداء «الوايت نايتس».. مظلومون فى الذاكرة (صور) ـ المصري اليوم ـ الأربعاء 7 من فبراير 2018م. توجد صورة كبيرة على جدران عمارة قريبة من بيته؛ فيما يؤكد أهل سمير أنه كان أول الذين لفظوا آخر أنفاسهم في أحداث مذبحة الدفاع الجوي، دفاعًا عن سيدة قعيدة لا تستطيع الدفاع عن نفسها.

قبلها تم إلغاء الدوري العام المصري لكرة القدم بعد مذبحة بورسعيد التي جرت في الأول من فبراير/شباط 2012م، وفيها حاول المجلس العسكري الحاكم، بعد نجاح الثورة تشكيك المصريين في إمكانية حكم رئيس مدني مُنتخب بافتعالها، وفي بداية عام 2015م تمتِ استعادة مبارايات الدوري لكن بدون جماهير، ولاحقًا سُمِحَ للمشجعين بالحضور لكن على أستادات حربية تحت ادعاء حمايتهم.

وفي يوم الأحد 8 من فبراير/شباط من نفس العام كانت مباراة فريقيّ الزمالك مع إنبي؛ وصرح رئيس النادي الأول بأنه سيسمح لجماهير فريقه بالحضور دون تذاكر؛ ما أدى إلى تدافع الآلاف منهم لحضور المباراة، فيما جهزت الداخلية قبلها قفصًا حديديًا ضخمًا للفتك بالمشجعين، وبالفعل مع الزحام الشديد أطلقت قوات الجيش والشرطة الرصاص الحي والخرطوش والغاز المسيل مما أدى لسقوط أكثر من عشرين شهيدًا.

تجلس السيدة نجاح، والدة محمود، في ركن من منزلها أمام صورة ابنها قائلة: “كل ذنبه إنه كان بيعشق الزمالك.. ودي كانت أول مرّة يروح الأستاد، راح هو وأخوه الصغير مصطفى، كان فرحان ومتحمس ..”، وتكمل وسط دموعها: “قالولي إنه كان بيحمي واحدة على كرسي عشان متتخنقش من الدخان.. فقنبلة الغاز جات فيه.. عاش جدع ومات بطل”.

وفي فيديو بموقع المصري اليوم بعنوان: أسرة أحد ضحايا كارثة «الدفاع الجوى» في 11 من فبراير 2015م، تروي الأم تفاصيل موت ابنها بـ«الغاز» فتؤكد أن الشهيد رجاها لكي يحضر المباراة، أما أحد أصدقائه الذين حضروا معه المباراة فيقول: “كنا في الصف الأول من الجماهير في مواجهة القوات، حيث تلقى محمود أول قنبلة للغاز وسقط، حاولت تدليك صدره وتطمينه فلم يتحرك”.

وتضيف والدته أن تصريح الوفاة الطبي كُتِبَ فيه: “اختناق بغاز”، وتؤكد احتسابها له شهيدًا عند الله، أما شقيقته شيماء، أقرب إخوته إليه فتقول: “قعد كام يوم هو وأصحابة يحضروا للماتش، وجابوا بفلوسهم قماش ولافتات وكتبوا أغاني الزمالك عليها، ويوم الماتش صحي الساعة 6 (صباحًا) على كابوس، ونام تاني مرضاش يحكي وقعد يقول استر يارب، وبعدين صحاني وقالي يلا تعالي معايا الماتش أنتي بتحبي الزمالك وهتتبسطي لكن رفضت (لمرضي) .. ياريته ما راح”.

شقيق الشهيد أحمد الأكبر، منذ فقده وهو يحاول الحصول على حقه، مُتحسرًا على عدم استطاعته الوصول إلى شيء ليقول: “سبب الوفاة كان تسمم بالغاز، مش تدافع أو حتى مجرد إختناق، وده مكتوب في تصريح الدفن اللي طلع من مشرحة زينهم ودي جهة (رسمية) مُعترف بيها”.

ويختتم أحمد كلماته بالقول: “كأن شهداء الزمالك دول مامتوش ..الناس نايمة (صامتة) على سيرتهم، ولا حد بيفتكرهم أو بيفتكر ذكراهم حتى عكس الأهلي، ايه السبب في التكتيم ده .. محدش سأل علينا غير (اللاعبينَ) عمر جابر ومحمد ابراهيم ودويدار وشباب الاولتراس”.

أمّا والدته فتنهي حديثها قائلة: “لما شوفت الخطيب بيكرم الشهداء (بمذبحة بورسعيد) ومهتم بيهم..غيّرت..ولادنا محدش سأل فيهم..لكن ربنا موجود..يكرمهم ويسقيني من الحوض البارد (في الجنة)، ومما يزيد عذابها أن نجلها كان معه تذكرة للمباراة بالفعل، بحسب قصة من صرخ «افتح بنموت» وابن النادي.. والإجابة غير المقنعة ـ شبابيك ـ الأربعاء 08 من فبراير 2017م.

تم دفن محمود ثم تلقي العزاء في اليوم التالي لوفاته في مسجد بدر الدين وراء مقهى ميلانو، بحسب فيديو عزاء محمود سمير ضحية مذبحة ستاد الدفاع الجوي بالمطرية، وفيديو آخر مختصر للعزاء.

وكان موقع المصري اليوم تلقى من نادي الزمالك تأكيدًا بأنه دفع التعويضات لأهالي الشهداء في الذكرى الثالثة لرحيلهم، وهو ما نفاه شقيق الشهيد أحمد لنفس الموقع قائلًا: “محصلناش على تعويض، ومش عاوزين، ومحدش كرمنا من النادى، ولا حد بيفتكر الذكرى، وهو ده اللى بنأكد عليه”، بحسب التحقيق الصحفي المُختصر نادى الزمالك: كرمنا أهالى شهداء «وايت نايتس» ولم نتجاهلهم ـ المصري ـ 11 من فبراير 2018م.

وفي ذكرى ميلاد الشهيد احتفل ألتراس وايت نايتس بذكراه، ناشرين بيانًا على صفحتهم الرسمية على الفيسبوك جاء فيه: “النهاردة ١ أغسطس عيد ميلاد محمود سمير.. شهيد مذبحة ممر الموت في أستاد الدفاع الجوي”.

واختتم كلماته:”محمود سمير استشهد قبل ما يكمل 23 سنة.. لكن شعب التالتة يمين (ألتراس الزمالك) هيفضل يفتكر عيد ميلاده في كل سنة إلى أبد الآبدين.. كل سنة وأنت طيب يا بطل.. كل سنة وأنت في الجنة”. بحسب «وايت نايتس» يحتفل بذكرى ميلاد شهيد «الدفاع الجوي» ـ الاثنين 1 من أغسطس 2016م.