محمد سعيد حسين سيد أبو ليلة 26 عاما٬ ولد في قرية الجديدة في مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية٬ وكان يدرس في السنة النهائية بكلية التجارة جامعة الزقازيق، ويعمل في الوقت نفسه مشرفا بمصانع السويدي في مدينة العاشر من رمضان، لكن ذلك لم يمنعه من الاهتمام بالشأن العام والوقوف ضد الظلم، ليكون أحد ضحايا مذبحة رابعة العدوية.
كان محمد شابا مكافحاً، بعد أن أنهى الدبلوم الفني الزراعي، التحق بكلية التجارة نظام التعليم المفتوح، وذلك بالتزامن مع عمله مشرفًا في أحد مصانع العاشر من رمضان.
بجانب العمل والدراسة كان مبادرًا في الأعمال الخيرية خاصة فيما يتعلق برعاية بالأيتام، ويساعد في تفقد أحوال الفقراء والمحتاجين.
ويحكي عنه شقيقه هيثم سعيد قائلا” كان أخي شابًا مطيعًا لربه حريصًا على مناهضة الباطل، وعلى نصحي وتعليمي القرآن وتجويده، ورغم أنني كنت الأكبر سنًا، لكنه الأكبر مقامًا وعلمًا.”
ويُضيف هيثم عن أخيه: “قبل وفاة محمد بثلاثة أيام خاطبته ممازحًا: لا تمت الآن، دعني أتزوج أولاً، فقد كان يساعدني في استعدادات زفافي قبل وفاته بثلاثة أيام”
أما شقيقته أسماء فتصفه بالشخص الحنون المتسامح، الذي لا يخاصم أحدًا، ولا يُغضب أحدًا، وتشير لكفاحه، واجتهاده بجانب عمله أن يكمل دراسته الجامعية، حتى أصبح في السنة الأخيرة في كلية التجارة جامعة الزقازيق.
يحكي أنه في يوم مذبحة رابعة العدوية، استيقظ مبكرًا للذهاب إلى عمله، وركب سيارة العمل، وعندما علم أن الأمن بدأ في الاعتصام قرر يذهب مكان الاعتصام، ليقتل متأثرًا بإصابته بطلق ناري في الرأس تبعه كسر في الجمجمة لتنتهي حياته.
ويحكي والده عن تفاصيل اليوم فيقول” في يوم الفض كنا نشاهد أحداث فض الاعتصام، فجاءني اتصال هاتفي من أحد إخوتي يخبرني بأنهم رأوا محمدًا ولدي بين جثامين الشهداء داخل مسجد الإيمان، وحينها هاتفنا رفقاء محمد في الميدان فأخبرونا ما حدث، وعندما ذهبنا لمسجد الإيمان لإحضار الجثمان، رأينا أكثر من 1000 جثة لشهداء أبرار، كثير منها تم حرقها في مشهد تشيب له الرؤوس.”
عن يوم وفاته يقول صديقه ياسر عبد المنعم أنه عندما علم زملائه في المصنع الذي كان يعمل فيه توقفوا عن العمل مطالبين بحقه والقصاص لدمائه من قاتليه، ومن كان منهم مؤيدًا للسيسي تراجع بعد أن علم أن أمثال محمد هم من يموتون.
وشُيّع جثمان محمد في يوم الجمعة 16 أغسطس بعد الصلاة في جنازة مهيبة ، فخرج فيها كل أبناء قريته، مشيعين له.