في مقتل “فرحات المحفوظي”: بيان النيابة مخالف لفيديو الواقعة، وإخلاء سبيل الضابط القاتل!

فجع أهالي منطقة سيدي براني بمحافظة مرسى مطروح بمقتل “فرحات المحفوظي”، 35 سنة، على يد أحد ضباط قسم الشرطة المنطقة، فيما يشبه الإعدام الميداني، بعد أن أطلق الأخير النار على المحفوظي من مسافة لا تزيد عن مترين، بحسب الفيديو الذي وثق الواقعة، وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد اشتباك بالأيدي وثقته أيضا عدسة الكاميرا.

وبعد خمسة أيام من الواقعة التي حدثت يوم 11 يوليو، 2023, أصدر النائب العام حمادة الصاوي، بياناً في 16 يوليو، أعلن فيه عن إحالة ضابط الشرطة المتهم وخمسة آخرين من أبناء المنطقة إلى المحاكمة الجنائية، ليتم إخلاء سبيل الضابط، الذي لم يعلن عن اسمه، لاحقاً.

ادعى الضابط المتهم وفقا للبيان أن “فرحات المحفوظي”، كان يقود سيارته وأن الضابط كاد أن يتعرض للدهس من قائدها، فــ “انطلقتْ أعيرةٌ ناريّةٌ منْهُ نتيجةَ فقدانِهِ الِاتزانِ” و زاد بيان النيابة العامة أن “إطلاقِ الضابطِ تلكَ الأعيرةِ صوْبَ الإطاراتِ قاصدًا تعطيلَ السيارةِ، إِلَّا أنَّ قائدَهَا استمرَّ في الإسراعِ نحوَهُ فحدثتْ إصابتُهُ.” وهي الرواية التي كذبها الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي. فبحسب الفيديو الذي وثق الواقعة يبدو بصورة واضحة الاشتباك بالأيدي الذي وقع بين الضابط المتهم وفرحات المحفوظي وآخرين، قبل أن يخرج الأول مسدسه ويصوبه مباشرة إلى المحفوظي من مسافة قصيرة.

وفي الوقت الذي تمت فيه إخلاء سبيل الضابط المتهم، قرر قاضي جنح مطروح تجديد حبس 8 من أهالي مدينة سيدي براني 15 يوماً احتياطياً، بتهمة إثارة الشغب والبلطجة، وهم:

عبد الله سعد حسين، وخميس يونس سالم، ومحمد عبد الرحيم شقلوف، وخالد فرحات، وناصف جمعة حسين، وفيصل حميد الطاهري، ومحمد حامد الطاهري، ومداوي جراري الغزاوي.

أما عن سبب الواقعة كما صرح يوسف حويا شقيق القتيل لموقع مدى مصر فهو أن الضابط قتل شقيقه لرفضه الامتثال لأوامره حين حاول توقيفه أمام محال يملكها الضحية، وأكد حويا أن أسرته لا تزال متمسكة بالاحتكام للقانون وترفض التصالح، قائلا: “أجهزة الدولة لسه بتكلمنا عشان نمشيها بالعرف، لكن احنا في انتظار كلمة القضاء”.

واقعة مقتل فرحات المحفوظي تكررت بنفس السيناريو، منذ ثلاثة أعوام، في قرية العوامية في محافظة الأقصر، عندما أطلق أحد ضباط الشرطة النار من مسافة قصيرة علي المواطن عويس الراوي، 38 سنة، بعد أن منع الراوي الضابط من صفع والده بالقلم أمامه، فأنهى الضابط حياة الابن أمام والده.

ما يؤكد أن ما حدث للراوي والمحفوظي، ليس من المستبعد أن يتكرر مستقبلا مع آخرين، هو أن بيان النيابة في حالة الراوي جاء مثيراً للجدل غير كاشفاً للحقائق، حيث اتهم البيان الراوي”بالإرهاب والتصدي للشرطة بالسلاح.” في حين كانت الراوية الأخرى التي رددها الشهود ونقلتها البي بي سي هي “إن قوة أمنية توجهت إلى قرية العوامية للقبض على شاب شارك في مظاهرات 20 سبتمبر / أيلول، فلم تعثر عليه، ووقعت مشادة بين عويس وأفراد القوة أسفرت عن مقتله.”

كما استدعت الحادثة ما حدث مع الشاب خالد سعيد الذي قتل خارج إطار القانون في محافظة الإسكندرية عام 2010.