في ذكراها التاسعة .. “أبطال يناير” حملة للتذكير بشهداء الثورة المصرية

مواكبة للذكرى التاسعة لبداية للثورة المصرية التي تحين اليوم السبت (25 من يناير/كانون الثاني 2020 م) أطلقت المبادرة المصرية “قتل في مصر” حملتها بدأت منذ الأول من شهر يناير/ كانون الثاني وتستمر حتى 11 من فبراير/شباط المقبل، والتي تهدف إلى إحياء ذكرى شهداء الثورة، الذين سقطوا في الثمانية عشر يوما الأولى، والبالغ عددهم وفق تقرير لجنة تقصي الحقائق الرسمي المصري الصادر في أبريل/نيسان 2011 م 846 شهيدا، أو من الضحايا الذين سقطوا حتى نهاية يونيو/حزيران 2013.
تستهدف حملة “أبطال يناير” الوصول إلى الشعب المصري، بوجه خاص، واالعربي بوجه عام، وتتعاون في هذا الصدد مع حملات دولية تتوافق معها في الأهداف الحملة الإيطالية: “الحقيقة من أجل جوليو روجيني” وهي تهدف لكشف الستار عن المسؤولين المصريين المتورطين في قتل الشاب”جوليو روجيني”، ومن ثم تقديمهم للمحاكمة؛ وكان روجيني (كما هو معروف) اختطف وعذب ثم عثر على جثته في القاهرة في 26 من يناير/كانون الثاني 2016. وكانت حملة “الحقيقة من أجل جوليو روجيني” أقامت عددا من الوقفات بالشموع في مدن إيطالية مختلفة في الأعوام الماضية وسوف تقوم بحملة مماثلة هذا العام.
تأتي حملة “أبطال يناير” وسط متغيرات سياسية محلية خطيرة؛ عمدت من خلالها السلطات المصرية إلى تجاهل الثورة سواء في أحداثها أو مكتسباتها؛ مع تشويه متعمد لأهدافها، بل تحميلها نتائج الإخفاقات السياسية الخطيرة في عدد من القضايا المصيرية وآخرها ملف سد النهضة الإثيوبي. ولما سبق تحرص حملة “أبطال يناير” على مواكبة الحملة الشعبية للاعتراض على السياسات الرسمية المصرية وأيضا إحياء الثورة.

تُذكِّر حملة “أبطال يناير” بالشهداء ضحايا الأيام المصرية منذ اندلاع الثورة وحتى 3 من يوليو/تموز سواء بسواء .. أحداث الثمانية عشر يوما الأولى، وأحداث محمد محمود في نوفمبر/تشرين الثاني 2011، ومذبحة ماسبيرو التي سبقتها في أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، ولا تنس حملة “قتل في مصر” مذبحة بورسعيد التي استهدفت كثيرا من مشجعي النادي الأهلي من أشخاص يرتدون ملابس مدنية، تحت عين وسمع الأمن.

كما تركز حملة “أبطال يناير” عموما على المذابح الكبرى التي راح ضحيتها آلاف المصريين، وأحزنت مئات الآلاف من الأسر المصرية، ولاقت اهتماما إعلاميا متفاوت قبل يوليو/تموز 2013، وذهبت في طي النسيان مع التغيير السياسي الأساسي في مجرى الأحداث، حتى إن عددا كبيرا من مناصري الثورة يشتكون عبر وسائل للتواصل الاجتماعي من اختفاء المواد الأرشيفية المهمة التي تكرم شهداء الثورة من أرشيف الإنترنت، مع تلميحات متزايدة بأن الأمر متعمد لمحو الثورة عبر قصص شهدائها (أفضل من وما فيها) من الذاكرة الجمعية المصرية.

انطلاقا من كل ما سبق رأت مبادرة “قتل في مصر ” أن دورها رائد في تأكيد الثوابت التاريخية الثورية المعاصرة، وأبرزها أن أبطال الثورة من جميع طوائف المصريين، ولذلك جاءت الثورة حدثا مصريا خالصا يعبر عن الشعب كله وليس فئة بعينها، وأيضا أن خسارة الشهداء هي خسارة إنسانية لا تعوض، وبالتالي عدم إفلات الجناة من القصاص.
تعمد “أبطال يناير” لتكريم شهداء ثورة 25 يناير ومؤازرة أسرهم، وتذكير الشعب المصري كله بأهداف الثورة الأساسية، بخاصة العدالة المفتقدة؛ عبر إبقاء قصص الشهداء حيا في نفوس جميع الثوار.