عمر عادل عبد الباقي أخفاه الأمن قسرياً ثم قتله

عمر عادل عبد الباقي، 23 سنة، طالب ولد عام 1997، في قرية من قرى مركز بلبيس، تسمى “سلمنت”، وعند بلوغه الثالثة عشر من عمره اندلعت في مصر ثورة يناير 2011، كان وقتها في المرحلة الإعدادية، يحلم بوطن متقدم ولا يتوانى عن معاونة أقرانه في الأنشطة الخيرية التي يشرف عليه أساتذته في القرية. لم يمض على اندلاع الثورة الكثير إلا ورأى “عمر” أحلامه الوردية تذبل مع قيام القوات المسلحة المصرية بإعلان الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب، فشد الرحال مع الحالمين بالحرية لميادين الحرية ، ليشاهد بأم عينه بشاعة الجرائم والانتهاكات التي يمارسها العسكر بحق المعتصمين السلميين. تمّ القبض عليه في إحدى المظاهرات، ثمّ أُخليَ سبيله بعد شهرين، عاش خلالها مع أسرته ولمع اسمه كمدرب لفريق أشبال لكرة القدم.  لكنه فجأة وجد اسمه على قائمة اتهامات به في تهم لا علاقة له بها، وبعدها تمت إحالة قضيته لمحكمة عسكرية حكمت عليه بالسجن 10 سنوات غيابيا؛ بتهم “التظاهر دون تصريح والتحريض على أعمال الشغب والعنف والمشاركة فيها وزعزعة أمن واستقرار البلاد.” وفقا لموقع البوابة نيوز، القريب من أجهزة الأمن المصرية، التي نشرت الخبر في يوم 15 يوليو 2017 . وحسب رواية أهله، فقد تمّ القبض عليه بالقرب من منزله يوم 13 يوليو 2017، من دون إعلامهم عن مكان احتجازه، لكنهم تمكنوا من معرفة مكان احتجازه في قسم شرطة الزقازيق عن طريق الـ GPS لكن القسم أنكر وجوده داخله.

جاءتهم الإجابة عبر نشر جريدة “البوابة” نيوز لخبر بعنوان: “ضبط طالب إخواني هارب من 10 سنوات سجن بالشرقية” بتاريخ 15/يوليو/2017. وذكرت الجريدة: “ألقت مباحث مديرية أمن الشرقية بالتنسيق مع ضباط جهاز الأمن الوطني، اليوم السبت، القبض على شاب ينتمي لتنظيم جماعة الإخوان في قرية سلمنت التابعة لمركز ومدينة بلبيس يدعى عمر عادل عبد الباقي، 23 عاماً، طالب، ومحكوم عليه بالسجن 10 سنوات عسكريا بتهمة التظاهر دون تصريح والتحريض على أعمال الشغب والعنف والمشاركة فيها وزعزعة أمن واستقرار البلاد،”. ثم بعد نشر الخبر إلقاء القبض عليه علي موقع البوابة نيوز بثمانية أيام فقط، أصدرت وزارة الداخلية بياناً ادعت فيه أنها اشتبكت مع مجموعة مسلحة تابعة لحركة “حسم” في صحراء سنورس في الفيوم وأسفر الاشتباك عن قتل ثمانية من أعضاء الحركة، والعثور بحوزتهم علي مجموعة من الأسلحة، وفور الاقتراب منهم سارعوا إلى إطلاق النيران فتمّ التعامل معهم وقتلهم جميعاً. وذُيل البيان بأسماء القتلى وعلى رأسهم عمر عادل الذي كان معتقلا لديهم أصلا.

وقال والده عادل عبد الباقي، في أول ظهور له على قناة “الشروق”، إنه لما ذهب برفقة زوجته لاستلام جثة ابنه، أخبره الموظف هناك أن جثتين لم يتم التعرف عليهما لعدم وجود بطاقة تعريف، مضيفا أنه لما دخل اكتشف جثة ابنه وعليها رصاصة في القلب وأخرى في الجانب الآخر من الصدر.

واستغرب عبد الباقي كيف يذكر ابنه في بيانين للداخلية وهو مجهول الهوية في مستودع الأموات.

كتببت عنه حركة 6 أبريل

“عمر دفع حياته. يا ترى عذبوك ليه؟ وقتلوك بدم بارد ليه؟ لو #إرهابي زي ما بيقولوا على أي واحد ضدهم كانوا قدموك للمحاكمة. في يوم 15 يوليو نشرت جريدة البوابة نيوز (أحد ألسنة أمن الدولة) إن عمر إتقبض عليه وإنه في حوزة الداخلية. بعدها بأسبوع، وتحديداً في 23 يوليو، نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الداخلية قصة (لا تمل من تكرارها بنفس التفاصيل) عن مقتل عمر وآخرين بعد اشتباكهم مع قوات الشرطة! يا ريت اللي يعرف عن الشاب ده يحكي لنا عنه في التعليقات. عمر عادل عبد الباقي، مش رقم في أرشيف ضحايا #الإختفاء_القسري و #القتل_خارج_إطار_القانون، لكنه واحد من جيل حلم ولسه بيحلم، دفع الثمن ولسه بيدفع عشان مصر تبقى دولة العدل والخير والرحمة!”