عمر صلاح بائع البطاطا الصغير الذي قتل بلا ذنب

طفل في الثالثة عشر من عمره، من أسرة فقيرة، ترك الدراسة ليعمل ويساعد أسرته في نفقات الحياة، يعمل في محيط ميدان التحرير في بيع البطاطا على عربة خشبية، لولا فيديو عفوي سجله معه أحد النشطاء الإجتماعيين قبل أيام من قتله على يد أحد أفراد القوات المسلحة، لقُتل دون أن يعرفه، ويبكيه، الملايين في مصر، وفي العالم أيضاً.

ما هي العبارات القليلة التي قالها الطفل أمام الكاميرا وجعلت الملايين تعرفه وتبكيه وتطالب بالقصاص ممن قتله؟ عندما سأله ما يحمل الكاميرا لماذا تقوم بهذا العمل رد عليه عمر: ” لأطعم أخوتي وأسرتي” وأضاف أن أمنيته أن يجد عملاً آخر.

عقب مقتله لم يكن معروفاً من أطلق الرصاص عليه، وانتشرت عبر وسائل التواصل صورة جثمانه والفيديو الذي يتحدث فيه، لولا شهادة قدمتها إحدى مجموعات الضغط السياسي، هي “لا للمحاكمات العسكرية” لمات عمر دون أن يعرف أحد من قتله، لاحقاً اعترفت القوات المسلحة في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة أن أحد أفرادها هو من قتل عمر.

أما عن سبب القتل فيرويه والده في فيديو وثقته مجموعة “مصرين”، قال الأب: أن فرد القوات المسلحة طلب شراء بطاطا من عمر، وعندما رفض عمر هدده الجندي بأن يطلق النار عليه، وعندما رد عمر عليه أنه لا يستطيع فعل ذلك، قام فرد الجيش بإطلاق النار على عمر ليموت في الحال وتنقله سيارة الإسعاف إلى مشرحة زينهم.

أحمد رمضان، أحد أعضاء حملة «صناع الحياة»، ومن قام بتصوير الفيديو الشهير لعمر، عندما علم بقتله ورأى الصورة نشر الفيديو وكتب التالي : «عمر طفل لا يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، يرتدى (ترنج) أزرق وشبشبا مرتق وشعراً (كنيش) يبدوا أنه لم يمشطه منذ شهور، أثناء خروجى من الأوبرا فى التحرير وجدت عمر وهو يحاول أن يدفع عربة البطاطا متوجهاً نحو قصر النيل، عرفت منه أنه يسكن فى بشتيل وأنه لا يعرف القراءة والكتابة، وأنه متجه الى جاردن سيتى، قاصدا هناك العساكر ليحتمى بهم لأنه قليل الحيلة، ففى يوم هجم عليه أحد البلطجية وأخذ منه كل فلوسه، عمر قُتل يوم 3 فبراير 2013 برصاصة فى القلب والثانية فى الرأس على أيدى من كان يتحامى فيهم، مجندى الأمن.. فى الجنة يا عمر».

بعد قتلة بعشرة أيام تقريباً وبعد الجدل الذي سار على وسائل التواصل الاجتماعي، وتوجيه أصابع الاتهام للشرطة نشرت القوات المسلحة علي صفحتها البيان التالي:

«في ضوء ما تردد عن مسؤولية وزارة الداخلية عن مقتل الطفل عمر صلاح (بائع بطاطا ويبلغ من العمر 13 عاما)، بمحيط السفارة الأمريكية يوم 3 فبراير 2013، وحرصًا من القوات المسلحة على عرض الحقائق المجردة على الرأي العام بكل شفافية ووضوح، نشير إلى مسؤولية أحد أفراد قوة التأمين التابعة للقوات المسلحة بمحيط السفارة الأمريكية عن مقتل الطفل بطريق الخطأ خلال قيامه بإجراءات التفتيش على السلاح المتبعة أثناء أعمال تبديل الخدمات».

حكمت المحكمة العسكرية بالسجن 3 سنوات على المجند القاتل على جريمة ” القتل الخطأ وعدم إطاعة الأوامر العسكرية.” قدم الفنان خالد أبو النجا فيلماً عن قصة قتل الطفل عمر صلاح باسم “ بائع البطاطا المجهول.”  وألغى مهرجان دبي السينمائي عرض الفيلم قبل 24 ساعة من موعد عرضه عام 2016 دون أسباب معروفة.