توفي القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، عصام العريان، عن عمر يناهز 66 عاما في سجن مصري كان يقضي فيه مدد عدة أحكام قضائية صدرت بحقه.
وكان العريان عضوا بارزا في المكتب السياسي للجماعة في مصر، وعمل مستشارا للرئيس الراحل محمد مرسي، ونائبا لرئيس حزب الحرية والعدالة، الذي يمثل ذراعها السياسي.
وأوضح محامي العريان عبد المنعم عبد المقصود لبي بي سي أن السلطات أبلغته أن الوفاة طبيعية، موضحا أنه وأسرة العريان لم يزورانه منذ نحو ستة أشهر، بعدما عطلت السلطات الزيارات للسجون كإجراء احترازي لمكافحة فيروس كورونا.
فمن هو العريان ومسيرته ودوره ضمن جماعة الأخوان المسلمين؟
ولد عصام الدين محمد حسين العريان في عام 1954 في قرية ناهيا، التابعة لمركز إمبابة بمحافظة الجيزة.
ودرس الطب في كلية طب قصر العيني، حيث بدأ نشاطه السياسي في التنظيم الطلابي لجماعة الإخوان، لاسيما بعد أن سمح الرئيس المصري الراحل أنور السادات لأعضاء الجماعة بالعمل في الوسط الطلابي، وتخرج منها في عام 1977.
وتشير أدبيات الجماعة إلى أنه انتمى إليها خلال فترة الدراسة في عام 1974، وأنه أسهم في تشكيل خلايا الجماعة في محافظة الجيزة.
نشاط نقابي
وخلال هذه الفترة عرف العريان بنشاطه التنظيمي في الأوساط الطلابية فأصبح أمير الجماعة الإسلامية بجامعة القاهرة، ثم منسّقا لـ”مجلس شورى الجامعات بالاتحاد العام للجمعيات والجماعات الإسلامية” في نهاية السبعينيات. كما أصبح مسؤولا عن اتحاد طلاب جامعة القاهرة، وانتخب رئيسا للاتحاد العام لطلاب الجامعات المصرية أيضا في الثمانينيات.
وإلى جانب دراسة الطب التي حصل فيها على درجة الماجستير في علم الأمراض السريري، اهتم العريان بالدراسات الإنسانية ودرس الحقوق والتاريخ في جامعة القاهرة، فضلا عن دراسته للشريعة الإسلامية في جامعة الأزهر.
وعرف العريان أيضا بنشاطه النقابي إلى جانب نشاطه السياسي، إذ انتخب عضوا بمجلس إدارة نقابة أطباء مصر عام 1986، وشغل منصب الأمين العام المساعد فيها، فضلا عن عضويته في الجمعية المصرية لحقوق الإنسان والمنظمة العربية لحقوق الإنسان و المؤتمر الإسلامي القومي والمؤتمر القومي العربي ومنظمات وجمعيات أخرى.
وعلى الصعيد البرلماني فاز العريان بعضوية مجلس الشعب المصري في دورة 1987-1990 عن دائرة إمبابة، التي حُلت قبل استكمال مدتها الدستورية.
تدرج في المناصب القيادية
تدرج العريان في المناصب القيادية داخل جماعة الأخوان المسلمين في مصر حتى أصبح عضوا بمكتب الإرشاد فيها ومسؤولا للمكتب السياسي.
وتولى بعد تأسيس حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي للجماعة في مصر، منصبي الأمين العام ونائب رئيس الحزب.
وتعرض العريان للسجن جراء نشاطه السياسي عدة مرات وصدرت بحقه أحكام متعددة، كان أولها مطلع الثمانينات وقبيل اغتيال الرئيس السادات، إذ قضى في السجن نحو عام قبل أن يطلق سراحه في أب/اغسطس 1982.
وبعد أن أطاح الجيش بالرئيس مرسي في يوليو/ تموز 2003. هاجم العريان قادة الجيش الذين وصفهم بالانقلابيين، ولجأ إلى التخفي والعمل السري حتى اعتقاله في أكتوبر/تشرين الأول 2013.
وقد قدم للمحاكمة في عدد من القضايا؛ من بينها قضايا الهروب من سجن وادي النطرون، والتخابر مع حماس والقضية المعروفة باسم مسجد الاستقامة، وقضية اقتحام الحدود الشرقية وأحداث قليوب وقضية أحداث البحر الأعظم، وصدرت بحقه أحكام عدة بالسجن المؤبد فضلا عن حكم بالإعدام لدوره في قضية الهروب من سجن وادي النطرون.
وقد توفي العريان وهو في السجن، بحسب محاميه الذي قال أنه أبلغ أسرته بوفاته، فور تلقيه النبأ من السلطات.
وكان الرئيس المصري السابق محمد مرسي قد توفي داخل قفص محاكمته العام الماضي، واتهمت الجماعة السلطات بإهمال رعايته طبيا ما أسفر عن وفاته.