خلال 48 ساعة.. عبد الرحمن محمد ثاني ضحايا المذبحة الصامتة بـ 2021

توفي المعتقل المصري، عبد الرحمن محمد عبد البصير (35 سنة) في سجن الفيوم العمومي، نتيجة الإهمال الطبي المتعمد، وذلك بعد أقل من 48 ساعة من إعلان وفاة أول سجين سياسي بذات السبب في 2021.

وأعلن الداعية المصري حسين محمد عبد البصير العسقلاني، وفاة شقيقه عبد الرحمن، الذي كان يعمل إماما وخطيبا في وزارة الأوقاف، طالبا الدعاء له بالرحمة والمغفرة، ولوالدته ولهم بالصبر.

كما أكدت جهات حقوقية مختلفة، أبرزها منصة حقهم ومركز الشهاب لحقوق، وفاة عبد الرحمن، جراء معاناته مع أمراض في القلب، وتعمّد الإهمال الطبي بحقه، وتعنت إدارة سجن الفيوم العمومي في علاجه.

وكشف مركز الشهاب عن توثيقه شكوى من السجين المتوفى في أبريل/نيسان 2020 أعلن فيها إضرابه عن الطعام، نتيجة للانتهاكات التي يتعرض لها، وكذلك شكواه من عدم تسكينه داخل العنابر، وسوء معاملة إدارة السجن معه، حيث يقبع داخل التشهيلات (مكان استقبال غير آدمي)، منذ سبتمبر/أيلول 2017، ولم يتم تسكينه كباقي المعتقلين.

والضحية من محافظة الفيوم وهو متزوج ولدية 3 أبناء أكبرهم “حبيبة” بالصف الرابع الابتدائي، ومعتقل منذ 5 سنوات، وطالبت أسرته أكثر من مرة بعرضه على مستشفى خارجي ولم تستجب الداخلية.

وحمّل المركز الحقوقي وزارة الداخلية المصرية، مسؤولية الوفاة، مطالباً النيابة العامة بالتحقيق في وفاة عبد الرحمن، وإحالة المتورطين للمحاسبة، كما طالب بالإفراج عن جميع المعتقلين تلافيا لمخاطر وباء كورونا.

وجاءت وفاة عبد الرحمن، بعد أقل من 48 ساعة من إعلان وفاة المحتجز رضا حمودة في قسم شرطة بلبيس بمحافظة الشرقية، نتيجة الإهمال الطبي، والذي يعد أول ضحية للإهمال الطبي عام 2021، بعد أن سجلت خلال عام 2020 وفاة 78 من المحتجزين بسبب الإهمال الطبي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة في مصر.

ويعد الإهمال الطبي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، السبب الرئيسي في وفاة أكثر من 1000 سجين، في أماكن الاحتجاز المختلفة خلال الفترة ما بين يونيو/حزيران 2014 وحتى نهاية 2020 وفق تقارير حقوقية.

وسجل عام 2020 معدل أعلى من حيث عدد الوفيات داخل السجون ومقرات الاحتجاز مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث تعرض 78 شخص خلال عام 2020 للوفاة، بينما وثقت 35 حالة وفاة في عام 2019.

واستحوذ مجمع سجون طرة على النسبة الأعلى بواقع 17 حالة وفاة، يليه سجن المنيا بواقع 5 حالات.

وطبقًا لآخر توثيق صادر عن “مركز الشهاب”، في تقرير له قبل أيام من نهاية عام 2020، فإن إجمالي عدد الوفيات في السجون المصرية خلال السنوات السبع الماضية بلغ 774.

وحسب التقرير، فقد عانى السجناء والمعتقلون انتهاكات جسيمة بحقوقهم زادت ضراوتها خلال 2020 مع وجود وباء كوفید 19 الذي لم تتعامل معه الدولة المصرية بشكل جید في العموم.

ويبلغ عدد السجون في مصر 68 سجناً، بالإضافة إلى 382 مقر احتجاز داخل أقسام الشرطة، ويقدَّر عدد المسجونین السیاسیين في مصر بنحو 60 ألف سجين ومحبوس.

وخلال السنوات السبع الماضية، قضى نحو 774 محتجزاً داخل مقار الاحتجاز المختلفة، من بينهم 73 في عام 2013، و166 في 2014، و185 في 2015، و121 في 2016، و80 في 2017، و36 عام 2018، و40 في 2019.