توفي محتجزان جديدان، خلال أقل من أسبوع، حسب مصادر حقوقية، أحدهما جراء الإهمال الطبي الفاحش، والثاني جراء التعذيب الجسدي، ليرتفع إجمالي ضحايا المذبحة الصامتة منذ مطلع العام (خلال 40 يوما) إلى 8 محتجزين.
جاء ذلك وفق بيانات متطابقة، لمركز الشهاب لحقوق الإنسان، ومؤسستي “نحن نسجل“، و”حقهم“، إضافة إلى تغريدة للحقوقي هيثم أبو خليل رئيس مركز ضحايا حقوق الإنسان عبر تويتر.
وأفادت المصادر الحقوقية بوفاة المعتقل منصور حماد (61 عامًا)، في الخامس من فبراير، داخل المستشفى الذي نقل إليها من سجن برج العرب، بعد تدهور حالته الصحية.
وأوضحت المصادر أن حماد معتقل منذ 4 شهور، وتعرض خلالهم للاختفاء القسري ثم الظهور أمام النيابة على ذمة قضية سياسية، وذلك قبل احتجازه في سجن عتاقة بمحافظة السويس، ثم نقل إلى سجن برج العرب بمحافظة الإسكندرية مع عدم تمكين أسرته من زيارته، كما تم إخفاء خبر نقله للمستشفى حتى وفاته.
بينما وثقت المصادر الحقوقية، وفاة المحاسب عاطف إبراهيم السيد سالم (57 عامًا) داخل جهاز الأمن الوطني بمحافظة الشرقية، أثناء تعذيبه وسط محاولة للتكتم من قِبَل وزارة الداخلية على جريمة القتل.
وحسب المصادر، حدثت الوفاة يوم الإثنين 8 فبراير الجاري أثناء تعذيبه من قِبَل ضباط الجهاز، بعد اختطافه من كمين أمني بمدينة العاشر من رمضان مساء السبت الموافق 6 فبراير الجاري.
وتم نقل جثمان المتوفى في سرية تامة إلى مستشفى التأمين الطبي بمدينة العاشر من رمضان التابعة لمحافظة الشرقية، ولم تبلغ الأسرة إلا بعد يومين من الوفاة، حيث أجبروا على إجراء مراسم الدفن ليلًا ومنعهم من رؤيته.
وبهذا يكون عدد ضحايا الإهمال الطبي منذ مطلع العام قد ارتفع إلى 8 بعد وفاة كل محمود العجمي ، ومصطفى أبو الحسن، وجمال رشدي، وعبد العال حامد عبد العال، وعبد الرحمن محمد عبد البصير ورضا حمودة
ويعد الإهمال الطبي في السجون ومقار الاحتجاز المختلفة، السبب الرئيسي في وفاة أكثر من 1000 سجين، في أماكن الاحتجاز المختلفة خلال الفترة ما بين يونيو/حزيران 2014 وحتى نهاية 2020 وفق تقارير حقوقية.
وسجل عام 2020 معدل أعلى من حيث عدد الوفيات داخل السجون ومقرات الاحتجاز مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث تعرض 78 شخص خلال عام 2020 للوفاة، بينما وثقت 35 حالة وفاة في عام 2019.
واستحوذ مجمع سجون طرة على النسبة الأعلى بواقع 17 حالة وفاة، يليه سجن المنيا بواقع 5 حالات.
وطبقًا لآخر توثيق صادر عن “مركز الشهاب”، في تقرير له قبل أيام من نهاية عام 2020، فإن إجمالي عدد الوفيات في السجون المصرية خلال السنوات السبع الماضية بلغ 774.
وحسب التقرير، فقد عانى السجناء والمعتقلون انتهاكات جسيمة بحقوقهم زادت ضراوتها خلال 2020 مع وجود وباء كوفید 19 الذي لم تتعامل معه الدولة المصرية بشكل جید في العموم.
ويبلغ عدد السجون في مصر 68 سجناً، بالإضافة إلى 382 مقر احتجاز داخل أقسام الشرطة، ويقدَّر عدد المسجونین السیاسیين في مصر بنحو 60 ألف سجين ومحبوس.
وخلال السنوات السبع الماضية، قضى نحو 774 محتجزاً داخل مقار الاحتجاز المختلفة، من بينهم 73 في عام 2013، و166 في 2014، و185 في 2015، و121 في 2016، و80 في 2017، و36 عام 2018، و40 في 2019.