بالصور: هؤلاء “الأطفال” قتلهم نظام السيسي في مذبحة رابعة

خاص – قتل في مصر

تأتي الذكرى الثامنة لمجزرة فض اعتصامي ميداني رابعة العدوية والنهضة، الذي وقع في الرابع عشر من أغسطس/آب 2013، لتجدد ذكرى الأحداث الأليمة التي مرت بها مصر حينها، وراح ضحيتها المئات من المعتصمين والمتضامنين معهم.

وفي كل عام يستذكر نشطاء وحقوقيون وذوي الضحايا تلك الأحداث، في ظل عدالة غائبة، حيث لم يقدم حتى الآن أي من مرتكبي هذه المجازر إلى أي محاكمة ولو صورية، فيما صدرت أحكام بالإعدام بحق عدد من المشاركين في الاعتصام، ومنهم من قتل له أبناء وأقرباء خلال عملية الفض.

المجزرة التي راح ضحيتها المئات، كان من ضمنهم أطفال، لم يحظ استهدافهم بالاهتمام اللازم في ظل كثرة عدد الشهداء، والذين بلغ عددهم حسب منظمة “بلادي” 29 قتيلا خلال عملية الفض.

وحسب إحصاء لمنظمة “بلادي”، وبيانات اعتمدنا عليها في هذا التقرير، فإن من ضمن هؤلاء الضحايا الـ 29، طفل عثر على جثمانه متفحما، كما قتل 6 أطفال بطلق ناري في الرأس، و22 آخرين بطلق ناري في الصدر .

بينما ألقت قوات الأمن القبض على 19 طفلا أثناء عملية الفض ووجهت لهم النيابة تهم “الشروع في القتل” و”التعدي على قوات الأمن” و”حيازة أسلحة”، ثم أخلت سبيل عدد منهم في وقت لاحق على ذمة قضايا منظورة أمام المحاكم.

وهذه قائمة بالـ 29 طفلا الذين سقطوا خلال عملية الفض.

١- أحمد محمود السباعي (17 عاما)

كان طالبا في المعهد الثانوي الأزهري بالسويس، شجاعاً لا يرهبه الرصاص، عندما قتل الجيش المصري صديقه عبد الحميد الشبراوي في مذبحة الحرس الجمهوري، لم يخشى الموعد واستمر في الوقوف ضد الظلم والاستبداد حتى انتهت حياته القصيرة بطلق ناري من قوات فض الاعتصام أصابته فوق الأذن اليسرى.

2 – عبد الرحمن سامي إبراهيم (16 عاما)

كان طالبا أزهريا وهو أخ وحيد لثلاث بنات، من سكان مدينة نصر، وأصله من البحيرة، وكان حافظا لكتاب الله، وأصغر أمناء الأقصى، وسافر عدة مرات لإغاثة غزة، أصيب في فض الاعتصام بثلاث طلقات نارية في الرأس والصدر والكتف.

4- عبد الرحمن صلاح عبد الموجود (18 عاما)

كان طالبا في الصف الثالث الثانوي، ابن قرية بردونة الاشراف ببني مزار والمقيم في مدينة المنيا، وكان طالبا بمدرسة المنيا الثانوية الجديدة بنين، وأصيب بطلق ناري خلال الفض، لم تكتفي قوات الأمن بإطلاق الرصاص لقتل المئات، لكن أيضا تم حرق الجثامين بعد أن تم نقلها إلى داخل مسجد رابعة العدوية، وكان من بينهم جثمان عبد الرحمن، وعندما ذهبت أسرته لاستلام جثمانه تم إجبارهم على التوقيع على أنه مات منتحراً ليتمكنوا من الحصول على الجثمان ودفنه.

5 – عبد الرحمن طه عبد الرحمن (17 عاما) وثقت “قتل في مصر” قصته

كان طالبا مجتهداً ومتفوقاً يستعد للالتحاق بالصف الثالث الثانوي، وكان أيضا الطالب المثالي على محافظته وتم تكريمه عدة مرات لذلك وهو من قرية بدين التابعة لمدينة المنصورة في محافظة الدقهلية، أصيب بطلق ناري في الصدر أدى إلى وفاته.

6- محمد سامي سليمان (16عاما)

من حي الزيتون في القاهرة، وأصيب بطلق ناري أدى إلى وفاته خلال مشاركته في اعتصام رابعة، وكان معروفا بهدوء طبعه، ونقل عنه أن آخر كلامه عند محاولة منعه من النزول إلى الاعتصام، “أنا رايح أخطط مستقبلي”.

كان طالبا في الصف الثاني الثانوي، وهو من قرية المغازي التابعة لأبو حمادة، بمحافظة الشرقية، وقتل بطلق ناري فالرأس، وعثر على جثمانه محترقا بشكل كامل.

7 – أحمد جمال مصطفي (16 عاما)

كان طالبا في الصف الثاني الثانوي بمدرسة النقراشي في القاهرة، وهو من منطقة الأميرية، وقتل بسبب إصابته بطلق ناري أسفل الصدر، خلال عملية الفض، كان متفوقا بدراسته محبا للعلم، بارا بوالديه.

8 – أحمد رضا إبراهيم (17 عاما)

كان طالبا في الثانوية، وهو من محافظة الشرقية، وأصيب بطلق ناري في الفض أدى لوفاته، كان من الملازمين للمستشفى الميداني للمساعدة في إسعاف المصابين.

9 – أحمد عزت عبد المعز (18 عاما)

أنهى المرحلة الثانوية الأزهرية بتفوق، ويسكن التجمع الأول بالقاهرة الجديدة، وتوفي بسبب طلق ناري تلقاه أسفل الركبة ما أدى إلى نزيف غزير، وتم نقله إلى مستشفى التأمين الصحي واستمر نزيفه حتى ارتقى شهيدا، كان سكرتير حركة طلاب “ثانوي ضد الانقلاب” ومعروف بحسن الخلق.

10 – محمد ياسين الإمام (17 عاما)

طالب في الصف الثالث بالثانوية الأزهرية وكان متفوقا وحافظاً لكتاب الله، قبل استشهاده بأيام ظهرت نتيجة الصف الثاني الثانوي وحصل على مجموع 94.5 %، الولد الوحيد لشقيقاته الثلاث 3 بنات ..!!، وهو من محافظة القليوبية، وقتل بسبب إصابته بطلق ناري في الرأس خلال عملية الفض.

11- سعيد عبد الكريم محمد يونس (15 عاما)

أنهي المرحلة الإعدادية الأزهرية وكان يستعد للالتحاق بالصف الأول الثانوي الأزهري، وهو من قرية محلة الأمير التابعة لرشيد بمحافظة البحيرة، وتوفي بسبب طلق ناري خلال عملية الفض.

12 – محمد عبد الباسط الإمام (18 عاما)

أنهى مرحلة الثانوية العامة بمدرسة الرضوان الإسلامية وكان سيلتحق بكلية الهندسة، وتوفي بطلق ناري في يوم مذبحة رابعة.

13 – ياسر مجدي أحمد (17 عاما)

كان طالبا في المرحلة الثانية الثانوية، مقيم في القاهرة، وتوفي بطلق ناري خلال عملية الفض، وكان آخر ما كتبه على حسابه بمقوع فيس بوك “إلى كل من يعرفني.. أنا الآن ذاهب إلى رابعة العدوية لمناصرة إخوتي فأين أنتم من هذا.. أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله”.

14 – سهيل محمد الصادق (18 عاما)

كان طالبا في الثانوية الأزهرية وهو من محافظة الشرقية، وتوفي بطلق ناري خلال عملية الفض.

15 – أسماء محمد البلتاجي (17 عاما) وثقت “قتل في مصر” قصتها

كانت طالبة في الثانوية، وأصيبت بطلق ناري في الصدر خلال عملية الفض عمدا انتقاما من والدها السياسي و البرلماني “محمد البلتاجي”،  تنزف لساعات حتى أتاها الأجل.

16 – علي أحمد علي (17 عاما)

كان طالبا في الصف الثالث بالثانوية الأزهرية في معهد فؤاد خميس النموذجي بمدينة العاشر من رمضان في محافظة الشرقية وأصيب بطلق ناري في الرأس خلال عملية الفض.

17 – أحمد يسري البدري (17 عاما)

كان طالبا في الثانوية الأزهرية, هو من قرية البلامون بالسنبلاوين، في محافزة الدقهلية، ووجدت جثته محترقة بالكامل بعد عملية الفض.

18 – محمد ياسين إمام (17 عاما)

كان طالبا في الثانوية الأزهرية، وهو من قرية الشوبك بشبين القناطر في محافظة القليوبية، وأصيب بطلق ناري خلال عملية الفض أدى لمقتله.

19 – منصور محمد منصور (16 عاما)

من قرية المحمودية التابعة لمدينة دكرنس بمحافظة الدقهلية، وأصيب بطلق ناري أدى لوفاته بفض اعتصام رابعة.

20 – عبد الرحمن حمدي شناوي (18 عاما)

كان طالبا في الصف الثالث الثانوي الأزهري، وهو من قرية عزبة عمرو، التابعة لمطوبس، بمحافظة كفر الشيخ، وأصيب بطلق ناري خلال عملية الفض أدى إلى وفاته.

21- ياسر سيد (18 عاما)

طالب من الخانكة التابعة لمحافظة القليوبية، كان عضوا بحركة أحرار، المؤيدة للمحامي والسياسي حازم صلاح أبو اسماعيل، ولم يكن مشاركا في الاعتصام إلا أنه نزل للمشاركة في الدفاع عن المعتصمين خلال عملية الفض، وكان دائما يردد “الشرعية الوحيدة للحق، والثورة يجب أن تستمر”، أصيب بطلق ناري أدى لوفاته.

22 – أحمد ضياء الدين فرحات (18 عاما)

والده هو ضياء الدين فرحات، كان يعمل مدير مكتب التنسيق للرئيس السابق محمد مرسي،  كان قد أنهى المرحلة الثانوية، شارك في اعتصام رابعة وأصيب بطلق ناري خرطوش في الوجه خلال عملية الفض، أدى إلى وفاته، لازال والده سجيناً بتهم عدة ضمن قضايا فض اعتصام رابعة. واضطرت والدته وشقيقه لمغادرة مصر خوفاً الاضطهاد الذي مارسه النظام المصري تجاه المعارضين وخاصة أسر الشهداء.

23 – محمود محمد إبراهيم (17 عاما)

طالب من قرية أم الرضا بكفر البطيخ، التابعة لمحافظة دمياط، وأصيب بطلق ناري خلال عملية الفض أدى لوفاته

24 – حسين سعيد حسين عقدة (16 عاما)

تاريخ الميلاد 10 / 1 / 1997م
كان من  قرية  دنشال، مركز دمنهور – مدينة البحيرة، أصيب بطلق ناري بالرأس،
طالب في الصف الأول بالمرحلة الثانوية، وهو من  وأصيب بطلق ناري في الصدر والبطن والذراعين، خلال عملية الفض.

25 – حسام محمود عدوي (17 عاما)

كان الشقيق الأصغر لشقيقه الوحيد، يحب كرة القدم وحصل علي إحدى الميدليات المحلية. ولد في 13 نوفمبر وشارك في المظاهرات المناهضة للإنقلاب حاملاً لافتة “أنا مش إرهابي” كان طالبا يسكن منطقة المطرية، بالقاهرة، وأصيب بطلق ناري في الرأس خلال عملية الفض.

26 – عاصم مصطفي منسي (16 عاما)

طالب من ديرب نجم التابعة لمحافظة الشرقية، وأصيب بطلق ناري خلال عملية الفض

27 – محمد خالد سويدان (18 عاما)

طالب بكلية الهندسة، وهو من مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، وأصيب بطلق ناري خلال عملية الفض أدى لوفاته.

28 – عمر جمال سعد (16 عاما)

طال في الصف الثاني الثانوي، وهو من قرية قلما التابعة لمركز قليوب، بمحافظة القليوبية، وأصيب بطلق ناري في الرقبة خلال عملية الفض.

29 – مؤمن محسن سعادة (15 عاما) وثقت “قتل في مصر”

طالب من قرية السعديين التابعة لمدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، وأصيب بطلق ناري في البطن خلال عملية الفض أدى إلى وفاته، تحكي والدته، أنه كان حافظا لكتاب الله، متفوق في دراسته، يطمح أن يكون صيدلي، وكان خدوما مع كل الناس.

 

إجرام لا حد له

ومعلقا، يقول عز الدين الكومي وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى السابق، إن النظام المصري بلغ إجرامه حدا لم يكترث معه إلى أن الكثير من المعتصمين السلميين كان بصحبته أطفالهم ونساءهم، في تأكيد على سلمية اعتصامهم.

وتابع في حديثه لـ “قتل في مصر”، بأنه مما لا شك فيه، تعرض الكثير من الأطفال الذين كانوا مع ذويهم خلال فض الاعتصام، لجانب من هذا الإجرام ممثلا في القتل العشوائي والرصاص المنهمر كالمطر الذي لم يفرق بين كبير وصغير، إضافة إلى عمليات الاعتقال التي طالت جميع الفئات العمرية.

وأشار إلى أنه هناك العديد من المعلومات التي قامت جهات بتوثيقها في هذا السياق، لافتا إلى أنه ثبت ليه مقتل نحو 12 طفلا بالرصاص الحي، واعتقال نحو 144 طفلا جرى تعذيب 72 طفلا منهم داخل مقرات الاحتجاز.

وأضاف بأن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، بل وصل إلى إحالة بعض الأطفال للقضاء العسكري وإصدار أحكام ضدهم في قضايا عبثية، مثل استخدام مسطرة عليها شعار رابعة، أو رفع شعار رابعة أو ماشابه.

 قتل عمد

وفي هذا السياق، اعتبر المدير التنفيذى للشبكة المصرية لحقوق الإنسان، أحمد العطار، أن ارتفاع أعداد ضحايا فض اعتصامي رابعة والنهضة بوجه عام، والأطفال منهم بوجه خاص، هو نتاج طبيعي لسياسة القتل العمد التي مارستها قوات الأمن المصرية مدعومة بقوات من الجيش، نهار الأربعاء 14 أغسطس 2013.

وأضاف في حديثه لـ “قتل في مصر”، أن ما تم توثيقه من مجازر في هذا اليوم، يؤكد أن ما حدث يومها كان معد له والنية مبيتة لارتكابه، بدليل استخدام طلقات الجرنوف القاتلة التى تستخدم فى الحروب.

ولفت إلى أهمية الاستمرار في توثيق هذه الجرائم وضحاياها خاصة الأطفال منهم، مشيرا إلى أنه بخلاف تقرير منظمة “هيومن رايتس واتش” الصادر فى أغسطس 2014، فإنه لم تصدر أعمال توثيقية ترقى إلى مرتبة ما يبنى عليه، رغم بعض المحاولات، ووجود آلاف شهود العيان.

سياسة قديمة

أما مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان، خلف بيومي، فيلفت إلى أن اعتصام رابعة شهد تواجد عدد كبير من الأسر، وهو ما اقتضى وجود أطفال، خاصة من هم في المرحلة الثانوية، الذين كانت لهم مشاركات في المسيرات السلمية التى تمت خلال فترة الاعتصام

وأضاف في حديثه لموقع “قتل في مصر”، “بالطبع نال هؤلاء الأطفال من الأذى ما نال الجميع، فإضافة إلى هذا العدد من القتلى، كانت هناك إصابات بأعداد كبيرة، لم يتم إحصاءها بعد”.

ولفت إلى أن استهداف الأطفال وتعرضهم للانتهاكات لم يبدأ في فض اعتصامي رابعة والنهضة، وإنما سبق ذلك، استهداف الشرطة للطفل يوسف عبد القادر خفاجي بميدان القائد إبراهيم في الإسكندرية وقتله بالرصاص، كما أن الطفل عمر إبراهيم متولي مختف من يوم 7 اغسطس 2013 حتى الآن

وأشار إلى وجود قصور في رصد وتوثيق الانتهاكات التي تمت بحق الأطفال في هذه المرحلة، مرجعا ذلك إلى أن الزخم كان في معظمه حول سقوط الشهداء بشكل عام، لكثرة العدد  ووصوله لرقم غير مسبوق في العصر الحديث، لذا لم يجد قتل الأطفال الزخم الكافي.

لكنه أفاد بأن هناك بعض الجهد للرصد والتوثيق الحقوقي للانتهاكات التي حلت بالأطفال والمرأة، مشددا على ضرورة مضاعفة ذلك الجهد، لما قد يساهم بشكل فعال في اثبات وحشية عملية الفض وجسامة الجرم المرتكب.