إسلام أحمد أفندي عثمان

كان إسلام أحمد أفندي عثمان (17 عاماً)، يعيد امتحانات الشهادة الإعدادية بعد أن رسب في المرة الأولى.

وقالت عنه والدته لقناة النادي الأهلي بعد شهر واحد وعدة أيام من استشهاده إنه: “كان محبوبًا من الجميع ويحنو على أهله، وكان يشعر بأنه سيفارق الحياة، فقبل أسبوع من وفاته أحب أن يقضي أغلب اليوم مع أسرته”، وزار أقاربه وسلم عليهم فردًا فردًا.

وقال قبل ذهابه لمؤازرة الأهلي في محافظة بور سعيد: “أنا إحساسي إني مش هرجع غير باللون الأحمر ولكن على وجهي وجسدي”، بحسب تقارير منها: تحت شعار “لن ننساكم“.. “شفاف” تخلد ذكرى ضحايا أحداث “بورسعيد” و”الدفاع الجوي في 8 من فبراير/شباط 2016م.”

أقام إسلام في حي الكونيّسة التابع للعمرانية بمحافظة الجيزة قرب الطريق الدائري، ورُزِقتْ أسرته الفقيرة به وبشقيق له رضيع وست شقيقات؛ فيما والده على المعاش؛ ووالدته تعمل كبائعة للخضار.

وكان إسلام الثالث قبل الأخير في الترتيب بين إخوته، تزوجت الفتيات اللواتي يكبرنه، وظللن يعملن مع أمهن في السوق لمساعدة أزواجهن، فيما بقي إسلام في بيت الأسرة المُكون من طابقين، وأُصيب بمرض الذئبة الحمراء قديمًا، وكان يساعد أسرته بالعمل.

عمل إسلام في مقهى ليستطيع مواصلة الحياة، وحلم بأن يصبح لاعب كرة مشهور ويقابل اللاعب محمد أبو تريكة، ويضيف والده: “كان دائمًا يجلس أمام بوابة النادى مُنتظرًا أيًا من اللاعبين حتى يتصور معه، وظل يحلم أنه سوف يصبح صديقًا مقربًا لأحدهم؛ ودائمًا كان يلعب الكرة فى الشارع مع (أبناء) جيرانه، وكان يطلق على نفسه «شهيد الأهلى» على الرغم من أنه لم يسمع أحد بموت مشجع كروى (من قبل في حياته)”.

كان والده يتشاجر معه لتركه الاستذكار لمشاهدة مبارايات نادي القرن، فكان يرد عليه : “النادي الأهلي يجري في عروقي ودمي”، لذلك أحب إسلام ارتداء الملابس الحمراء داخل المنزل وخارجه حتى جواربه كان يختارها منه.

وحضر الشهيد وقائع ثورة يناير وشارك في الاعتصام بميدان التحرير حتى أن جيرانه كانوا يشتكون من ثورته وحدته عليهم فيما يخص قضايا الوطن بحسب تقرير: قصص شهداء المجزرة.. لو حكينا نبتدى منين الحكاية بموقع الصباح نقلًا عن مصرس في 2 من فبراير/شباط 2013.

وبينت والدته أنها حلمت بوفاة شيء لم تعرفه كنهه، ولم تتخيل إنه إسلام، و: “قبل الماتش بيوم كان شغال في قهوة بالعمرانية، قلت له يا إسلام لو سمحت متروحش الماتش ده لأني أنا حاسة أن هيحصل فيه غدر”، فأجابها: ” معلش يا ماما سامحيني لما أبقى عيل صغير ابقى ماروحش لكن أنا ابن ثورة 25 يناير”.

أُصيب إسلام بضربة في الرأس نتج عنها نزيف داخلي فقد الوعي بعده. وقالت والدة  إنه بعد المباراة: ” كان أبو إسلام قاعد مستني زيه زي غيره يعرف حاجة عن إسلام، فجه (فجاء) واحد سألني قالي أنتِ والده إسلام قلت له أيوه، وقلت له إن والده قاعد هناك، فراح له وقاله أنت عندك إيمان بالله، فقال له: ونعمه بالله، قاله طب روح على مشرحة زينهم؛ ابنك هناك، وأنا هاخد مراتك وولادك أوديهم البيت”.

وأضافت والدة : “لما لقيناه (الوالد) رايح زينهم عرفنا إن ابني مات، فاخته الكبيرة بدأت تصوت، رحت حاطة إيدي على بقها (فمها) وقولت لها الشهيد مبيموتش، ورحت المشرحة؛ فالراجل قال لي هتستحملي تشوفيه وكده، فقولتله أه، دخلت لقيته مضروب على دماغه”..

شقيقة الشهيد الصغرى وردة تروي عنه أنه كان “كل شيء في حياتها”، بحسب قولها، وكان يروي لها جميع ما يحدث له، حتى أنه ترك لها كلمات مقفاة على شريط تسجيل عن الثورة تقول: “نزلت التحرير فوجئت بناس كتير، منهم النائمين ومنهم الواقفين ومنهم المندسين، مصر بلدنا نعبر بها إلى بر أمان، هم الشهداء الحقيقيين، شهداء حرب أكتوبر وشهداء 25”.