أحمد عايد عمرو من مواليد محافظة شمال سيناء، استشهد عن 24 عاما، في مذبحة فض اعتصام رابعة برصاصة في القلب أودت بحياته على الفور.
تخرج عام 2012 من كلية الهندسة في جامعة سيناء، حاصلًا على المركز الخامس في كليته، وجائزة الطالب المثالي، كما شغل منصب رئيس اتحاد كلية الهندسة.
عُرف أحمد دائمًا بخدمته للطلبة تحت أي ظرف، وجرأته في الحق أمام أي شخص، كان الطالب المجتهد والوطني المخلص والابن الحنون.
رثاه والده الحاج عايد عمرو قائلا “أعزي نفسي وإياكم في ابني الشهيد، والله كنت أعلم تمامًا أنه لن يموت إلا شهيدًا، لأنه طلب الشهادة عشرات المرات في كل وقت، وكان دائمًا قريبًا من ربه وأحبابه وجيرانه وإخوانه”.
ويكمل “عندما ذهب للاعتصام ذكَّرته بأنه لم ينفك يستلم وظيفته الجديدة في أحد مكاتب العريش الإنشائية، فقال: يا أبي أنا مشروع شهيد”.
ويحكي والده عن تفاصيل وفاته قائلا “عندما سمعت خبر موته سجدت لله، وقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي، وشعرت حينها وكأن الله أنزل على قلبي بردًا وسلامًا. ولما ذهبنا إلى مسجد الإيمان وجدنا مئات الجثث، وهذا عار لم يلحق بمصر من قبل”.
ويكمل “دخلت المسجد ورفعت الكفن عن وجه أحمد، فوجدت وجهه مبتسما ورائحة جسده طيبة، ويشهد على ذلك مَن غسلوه”.
أما أخته فتقول “حصل أخي أحمد على شهادة خبير في التحكيم الهندسي، فقد أصبح المستشار المهندس أحمد عايد قبل شهر رمضان الكريم بأيام قليلة قبل ذهابه إلى رابعة العدوية، حيث ظل فيها حتى لحظة استشهاده“.
وتنعاه قائلة “لقد اشتقنا إليك كثيرًا يا قرة العين يا أحمد، اشتقنا إلى صوتك وضحكاتك وأحاديثك، أنا لا أستطيع أن أُصدق أنك رحلت، أشعر بك دائمًا حولي ومعي في كل وقت وفي كل مكان، أنا لا أعترض على قضاء الله وقدره، ولكن فراقك صعب يا أخي، وأنا أعلم أنك إن شاء الله شهيد، وفي الجنة بإذن الله”.
وتكمل “اعتدنا أن نراك ونتحدث معك، كنت دائم السؤال عنّا يا أخي، أما الآن لم يعد لدينا سوى الصور والذكريات الجميلة التي تركتها. شرفتنا في حياتك وعندما رحلت كنت شهيدًا، فرفعت رؤوسنا أيضًا”.
زميله وصديقه محمد سامي يقول عنه “كان الشهيد أحمد صديقي في الجامعة ولم أرَ في حياتي شخصًا مثله في حسن خلقه وحسن أدبه وحسن سمته في تعامله مع الناس، لقد كان إنسانًا مثاليا في كل تصرفاته ومعاملاته، لم يُغضب أحدًا يومًا ولم يسئ إلى أحد”.
كما نعاه صديقه الملازم أول مصطفى يحيى جاويش الذي استُشهد لاحقا في سيناء قائلًا: “في الجنة أيها الباسم”، ووصفه قائلًا: “المهندس أحمد عايد عمرو تخرج عام 2012 وحصل على المركز الخامس بكلية الهندسة بجامعة سيناء، وفاز بجائزة الطالب المثالي، وشغل منصب رئيس اتحاد كلية الهندسة، ومعروف بين الطلبة بخدماته لهم دائمًا، فالشهيد كان قبل تخرجه يحلم مثل كل الشباب، بأن يسافر خارج البلد، وهذا كان قبل 25 يناير، ولكن بعد الثورة، قرر أن يبقى في مصر بعدما شعر أن البلد رجعت لأهلها وواجب عليه أن يطورها ويخدم فيها أيًّا كانت الظروف”، وأنهى جاويش كلامه عن صديقه بقوله: “إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وخلّفت مذبحة فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة التي وقعت يوم 14 أغسطس 2013 مئات الشهداء والمصابين، ولا يوجد إحصاء كامل حتى اليوم بالأعداد الحقيقية لضحايا المذبحة.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون استخدام العنف ضد المتظاهرين. وقال المتحدث باسمه إن الأمين العام “يدين بأشد التعابير حزما أعمال العنف التي وقعت في القاهرة عندما استخدمت قوات الأمن المصرية القوة ضد المتظاهرين”.
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها يوم 19 أغسطس 2013: “إن استخدام قوات الأمن المصرية للقوة المميتة على نطاق واسع ومباغت لتفريق اعتصامات يوم 14 أغسطس قد أدى إلى أخطر حوادث القتل الجماعي غير المشروع في التاريخ المصري الحديث”.