أحمد عبد الواحد حمدي السَّفَاوي، من مواليد قرية أباظة في مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، أصيب أثناء مشاركته في مسيرة بمركز أبشواي بمحافظة الفيوم تزامنًا مع فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، وتوفي متأثرًا بإصابته بتاريخ 6 سبتمبر 2013، عن 34 عاما.
كان السفاوي يعمل نجارًا، ولديه أيضا ورشة لخراطة المعادن، وترك زوجة وثلاثة أولاد؛ عُرفت عنه صلته القوية بالله، فقد كان من حفظة القرآن الكريم وذا سمعة طيبة ومشهودًا له بالأمانة.
تصفه زوجته قائلة “كان زوجي شهمًا ورجلًا عظيمًا، فكان يحنو عليَّ ويحثني على العبادة وعمل الخير، وكان بارًّا بأهله ويوصيني بأهلي خيرًا يصلهم ويعينني على صلتهم، وكان أبًا صالحًا ودودًا مع أبنائه المتعلقين به وكريمًا مع الجميع… أسأل الله تعالى أن يتقبل زوجي في الشهداء، وأن ينتقم ممن قتله، وأنا على يقين بأن الله تعالى سوف يقتص لنا عمَّا قريب”.
أما جده الحاج حمدي السفاوي فيقول “حفيدي أحمد ممن شاركوا في ثورة 25 يناير، فقد كان يحب الحق ويكره الظلم، وهو أحب الناس إلى قلبي، فقد كان بارا بي، ولم يؤذِ أحدًا قط في حياته، وكان معروفًا لدى كل الناس بحسن الخلق، وبمشاركته في كل الأنشطة التي تخدم الفقراء وترعى الأيتام، ولم يتأخر يومًا عن أحد، حزنت كثيرًا عندما وصلني خبر استشهاده، وأتساءل: ما الذي فعله الشباب ليستحقوا القتل والحرق؟! حسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يقتل أفضل شبابك يا مصر”.
أما شقيقه يوسف فيقول “استقبلت خبر استشهاد أخي بحزن شديد، وعلى الرغم من ذلك، استبشرت خيرًا، لأنه لقي ربه شهيدًا بإذن الله تعالى، كما كانت جنازته أشبه بالعرس من كثرة المشيعين الذين شهدوا لأخي بحسن الخلق، وطيب السمعة”.
ويحكي عنه صديقه عبد الله “كان صديق العمر الذي لن أعوضه، كان طيبًا ومتسامحًا وشهمًا، كما كان من السباقين في عمل الخير، ولن أنسى أنه هو من ساعدني على الالتزام الديني، وأخذ بيدي إلى طريق الله والصحبة الصالحة، لقد علمني الكثير وأتمنى على الله تعالى أن يجعل كل أعمالي الصالحة في ميزان حسنات أحمد عبد الواحد لأنه من علمني الخير، فلم أره يومًا إلا محافظًا على صلاته مقيمًا للَّيل متعبدًا ذاكرًا لله، وهذه كانت من ضمن أبرز صفاته، فقد كان حافظًا لكتاب الله، ملتزمًا خلوقًا أمينا، فكان من يريد الاحتفاظ بماله عند أحد، يذهب به إلى عبد الواحد”.
وعن قصة وفاته تقول زوجته: “خرج زوجي باكرًا في صباح يوم فض الاعتصام الموافق 14 أغسطس 2013 ، وأخبرني بأنه ذاهب لشراء بعض مستلزمات ورشة الخراطة، وقد قال لي ذلك حتى لا أقلق عليه، لأنني علمت بعدها بنحو الساعة أنه ذهب ليلتحق بالمسيرات المنددة بفض الاعتصام، وعندما اتصلت به لأطمئن عليه، قال لي: لا تقلقي، واستودعته الله، وبعد فترة وجدت شخصًا يتصل بي ليخبرني بأن زوجي أصيب بطلق ناري في البطن من قبل قوات الشرطة التي كانت تفض المسيرة، وأضاف أن زوجي أصيب بتلك الرصاصة أمام مبنى مركز أبشواي، وتم نقله إلى مستشفى الفيوم العام”.
وتقول “ظل زوجي الحبيب يتلقى الرعاية الطبية مدة عشرين يومًا من تاريخ إصابته، وكانت أيامًا عامرة بالإيمان، كان يقرأ القرآن ويذكر الله تعالى فيها حتى لقي ربه متأثرًا بإصابته، ولم أكن أتوقع أنه سيفارقنا بهذه السرعة، فحسبي الله ونعم الوكيل فيمن قتله، إذ حرم أولادي الذين لم تتجاوز أعمارهم الخمس سنوات من أبيهم وجعلهم أيتامًا”.
يذكر أنه في ٣ أبريل ٢٠١٦ قضت محكمة غرب القاهرة العسكرية في مصر، بالسجن المؤبد 25 سنة ضد أحمد عبد الواحد السفاوي، ضمن 170 متهما من مركز أبشواي بمحافظة الفيوم، في القضية رقم 155 لسنة 2015 جنايات محكمة غرب العسكرية، والمعروفة إعلاميا بحريق قسم شرطة أبشواي.