آل شويخ.. تنكيل بعائلة معتقل بعد استغاثتها لإنقاذ حياته

أمعنت سلطات النظام المصري في التنكيل بعائلة المعتقل عبدالرحمن الشويخ، الذي أعلن في رسالة مسربة إضرابه عن الطعام احتجاجاً على تعرضه لتعذيب واعتداء جنسي في سجن المنيا شديد الحراسة، وتأكيده الاستمرار فيه حتى محاكمة المعتدين عليه وإن أدى ذلك لموته.

وكانت أجهزة الأمن المصرية قد اعتقلت هدى عبد الحميد (55 عاما) والدة الشويخ، ووالده، وشقيقته، بعد ما يقرب 24 ساعة من رسالة مصورة لوالدته، طالبت فيها بإنقاذ حياة ابنها من تعذيب جديد تعرض له بعد تداول الأنباء عن تعرضه لاعتداء جنسي.

وقال عمر الشويخ، شقيق عبد الرحمن الشويخ، والذي سبق اعتقاله، في منشورات متتالية عبر حسابه الخاص على موقع فيسبوك، إنّ قوات الأمن المصرية، بعد أن داهمت منزل والدته، اقتادتها هي ووالده وشقيقته الصغرى بملابس البيت إلى مقر أمن الدولة بالمعصرة، وذلك بعد تصويرهما دون أن يسترا نفسيهما، على حد قوله.

وكانت والدة عبدالرحمن الشويخ قد قالت في رسالتها المصورة، إن نجلها تعرض للتعذيب بعد نشر رسالته التي أخبرها فيها بالاعتداء الجنسي عليه في السجن، مضيفة أن مسؤول الأمن الوطني في سجن المنيا هدده وعذبه حتى تم نقله إلى المستشفى.

وجاءت هذه الرسالة الصوتية في أعقاب نشر الأسرة، في منتصف إبريل/ نيسان رسالة استغاثة من أسرة المواطن عبد الرحمن جمال متولي إبراهيم، المسجون في سجن المنيا، ورد فيها حدوث اعتداءات جسيمة – جسدياً ونفسياً وجنسياً – عليه داخل السجن يوم 6 إبريل/ نيسان الجاري.

وجاء في جزء من رسالة عبد الرحمن الشويخ من سجن المنيا شديد الحراسة أنّ “المخبرين وعساكر القوة الضاربة كثفوني وغمو عيني وقطعوا هدومي خلعوني الهدوم بالكامل فظهرت العورة وكنت أصرخ  وأستغيث استروا العورة استحلفكم بالله استروا عورة مسلم، فتم الاعتداء على الشرف، وبعد ذلك فتحوا عيني عشان يذلوني أسجد تحت رجل المسير الجنائي، وفعلاً عملوا كده بالقوة وأنا متكلبش من إيدي ورجلي عملوا كده”.

وعقب اعتقال والدي عبد الرحمن وشقيقته، ظهرت الوالدة، في نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة، حيث تقرر حبسها لمدة 15 يوماً احتياطياً على ذمة التحقيق، وذلك بعد أن وجهت لها النيابة تهمتي الانضمام إلى جماعة إرهابية، ونشر أخبار كاذبة، وذلك بعد تقدمها ببلاغ لنيابة المنيا ضد الضابط المسؤول عن الاعتداء الجنسي بحق نجلها عبدالرحمن.

ولا يزال والد عبدالرحمن، جمال متولي إبراهيم الشويخ (65 عاماً) وشقيقته الطالبة سلسبيل (18 عاماً) رهن الاختفاء القسري منذ الاثنين، فيما تم نقل عبدالعزيز الشويخ، شقيق عبدالرحمن، المعتقل بسجن استقبال طرة إلى سجن العقرب “سيئ السمعة”، ضمن مسلسل التنكيل الحاصل مع الأسرة.

وحسب “الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان” (منظمة مجتمع مدني مصرية)، في سلسلة “أعرف سجنك”، فإن سجن المنيا يضم: ليمان المنيا وسجن عمومي (شديد الحراسة) وسجن النساء ويقع في دائرة قسم المنيا، بالمنطقة المركزية مركز المنيا جنوبي مصر.

وأُنشئ السجن بصدور قرار رقم 873 لسنة 2014 من وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم بتاريخ 16 مارس/ آذار 2014 بإنشاء سجن ليمان المنيا بدائرة مديرية أمن المنيا يُودع فيه الرجال المحكوم عليهم بعقوبتي السجن المؤبد والسجن المشدد، كذلك يُنشأ سجن عمومي بدائرة المديرية بمسمى السجن شديد الحراسة بالمنيا ونشر بالجريدة الرسمية بتاريخ 12 إبريل/ نيسان 2014.

ويضم سجن المنيا المحكوم عليهم سياسي وجنائي، والمحكوم عليهم بالسجن المشدد، والمحكوم عليهم بالإعدام، بالإضافة إلى بعض المحبوسين احتياطياً.

وبُني سجن ليمان شديد الحراسة في المنيا على الطراز الأميركي الحديث، ويتكون السجن الواحد من 9 عنابر، 8 عنابر للاحتجاز الجماعي وعنبر للتأديب.