عمرو خلاف

عمرو خلاف (20 سنة) طالب بكلية التربية جامعة الأزهر بالقاهرة، أكبر أشقائه، ولد وعاش في الإسكندرية، كان أحد ضحايا مظاهرات جامعة الإسكندرية ضد انقلاب يوليو 2013، حيث أصيب يوم 23 يناير 2014  بطلق ناري في الرأس أطلقته قوات الداخلية. كان خلاف معروفاً عنه وقوفه في الصفوف الأولى في جميع الفعاليات المناهضة للانقلاب، وشارك في الإضراب عن دخول الامتحانات اعتراضا على تعامل الشرطة مع الطلاب بالرصاص الحي، وأصيب بخرطوش في عينه في أحد اعتداءات مليشيات الانقلاب على المدينة الجامعية.

عندما قررت إدارة جامعة الأزهر غلق المدينة الجامعية، عاد إلى مدينته الإسكندرية، ليشارك أصدقائه في في التظاهر هناك. لم يكن يخشى عواقب المشاركة في المظاهرات، وكتب في إحدى المرات “اللهم تقبلنى في الشهداء، اللهم انتقم من كل ظالم.. اللهم فك اسر اخواننا المعتقلين..اللهم ارحم موتانا واشفي مرضانا، اللهم انصرنا ع من ظلمنا .. دعوة صائم “.

قال المهندس محمود خلاف- والد الشهيد في تصريحات نشرها موقع الحرية والعدالة الإلكتروني:”إن ابنه قدم نفسه فداء لمصر؛ كى تستمر الثورة وتكمل طريقها حتى كسر الانقلاب واستعادة الشرعية والحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الاجتماعية”.

وأضاف خلاف: “أخبرنى نجلى أنه سيخرج للتظاهر عقب انتهاء امتحانات، لكنى لم أتوقع ما حدث، فقد أخذوا أعز ما أملك”.

وتابع: “إن عمرو مات هو وأمثاله وهم يدافعون عن حق البلد لكى نحيا كرامنا، فقد كان صادقاً فى نيته بعد أن كتب على صفحته على فيس بوك: الشهيد القادم.

واستطرد والد الشهيد قائلا: “أنا قدمت ابنى فى سبيل الله وفى سبيل الوطن، وحتى نحيا حياة كريمة، فلم نكن يوما من الأيام نحمل سلاحا وسمعتنا طيبة، فواصلوا السير فى سبيل هدفكم”.

وحول اعتداء بلطجية الانقلاب على جنازة الشهيد عمرو قال: فؤجئت بوابل من البلطجية يطلقون النيران علينا، وسقوط شهيد آخر.

واختتم حديثه: “سوف يعود الحق لأصحابه وسوف يعود للشعب إرادته ليحكم نفسه بنفسه، وهذا هو الأمل الذى عشنا عليه فى 25 يناير وحسبنا الله ونعم الوكيل”.

وقالت والدة الشهيد أثناء تشييع جثمانه:”إبني في الجنة في الفردوس الأعلى إن شاء الله”، مؤكدة أنها مستعدة لتقديم نفسها وجميع أبناءها فداءا للدين وللحق.

وقالت إحدى صديقات أخت الشهيد :”أفنان فهمي” :”الحال فى بيت الشهيد عمرو خلاف على ثبات والدته واقفه بتستقبل الناس ومش بتقول غير الحمد لله”، موضحة أن والدة الشهيد هي من تقوم بتهدئة أقاربهم وتصبرهم على فراق ابنها .

وأكدت أن خلاف أصيب  أكثر من مرة فى عينه وبسبب اصابته لم يستطيع الذهاب إلى الامتحانات وذلك بسبب قيام الأمن باعتقال الطلبة المصابين من اللجان”.

تحكي شاهد عيان”سمية جاد” لحظة إستشهاد عمرو قائلة :”كنا نردد الهتافات ونقول يانجيب حقهم يانموت زيهم. فقام الشباب بفتح الباب حتى يتمكنوا من الخروج ، فقامت قوات الأمن بضرب قنابل الغاز فسقط الكثير من الطلبة بين حالات إغماء واختناق ، بعدها أطلق الأمن الرصاص الحي ووجدنا عمرو خلاف سقط أمام أعيننا “.

وأضافت أن عدد من الشباب حملوه وأسرعوا في محاولة يائسة لإنقاذه لكنه كان قد فارق الحياة “، مؤكدة أن خلاف لم يكن حاملا للسلاح ولكنه كان يدافع عن الحق ويقول كلمة حق.

وأضافت:”نحسبه بإذن الله من رجال عاهدو الله فأوفو”.

كما قال عنه أحد أصدقاءه:”احمد عادل سعيد”،:”كان لي شرف السكن معه أثناء عملنا معاً في اتحاد الجامعة، كان انسان بسيطاً للغاية له وجهٌ عاديّ وعقلٌ عاديّ وقلبٌ غير عاديّ، نعم قلبٌ غيرُ عاديّ قلبٌ ودود طيب الخصال حسن السجايا مهذب الكلام عفيف اللسان..صادقاً تستشعر الصدق في أنفاسه (والله ليست مبالغه)حقاً كنت أري الصدق يتفتق من بين شفتيه وربما لم أخاطبه في ذلك لكني أسررتها في نفسي لحين وجاء الحين الذي أكتب فيه هذا الذي كتمته في نفسي عن الشهيد عمرو خلّاف”.

وأضاف:”أشهد لك يا عمرو أمام الله أنك كنت تبحث عن الشهادة كمن يبحث عن ضالته منذ زمن وبدا ذلك واضحاً جلياً وأنت تقوم بواجبك ودورك في تغطية اقتحامات المدينة والجامعة والله كنت أراقبك وأنت تتحين الفرص تقتنص الصورة مهما كلفك الأمر ولو كان قَنْصُكَ أنت ثمناً لها.ثبات من الله لا يوهب بالمجان، لا شك أنه مدفوعٌ ثمنه من قبل بحال صادقةٍ مع الله لم يعلمها أحدٌ سواه”.

وقال عنه صديق طفولته:”خلاف هو صديقي من أيام  المدرسة الإعدادية، كان متفوق جداً وكان كل الناس بتحبه، من صغره بيقول اللي في نفسه ومش بيسكت لو حس بظلم “.