بعد مرسي: هؤلاء على قائمة “الإعدام البطيء” في مصر!

بعد وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي، في محكمة مصرية في السابع عشر من يونيو/حزيران الجاري، جراء إصابته بنوبة قلبية، وفق ما صرحت به السلطات المصرية، وبعد ستة سنوات قضاها في الحبس الإنفرادي، وسط ظروف إعتقال وصفتها لجنة برلمانية إنجليزية أنها “ترقى إلى مستوى التعذيب بحسب القانونين المصري والدولي”،  طرح العديد من المتابعين للشأن المصري السؤال التالي:”إذا كان هذا ما واجهه رئيس مصري سابق فماذا يحدث لعشرات ومئات السجناء الآخرين؟”

لم تحتاج إجابة السؤال كثيراً من العناء للوصول إليها, فالمؤسسات الحقوقية، المصرية والدولية، كرست جهوداً مضنية على مدى السنوات الست الماضية لتوثيق ما أسماء البعض”الإعدام البطئ” لعشرات السجناء المصريين، بعد حرمانهم المستمر من الرعاية الطبية اللازمة، مما أدى إلى “وفاة” عشرات المعتقلين المصريين في ظروف لا تختلف عن وفاة الرئيس السابق مرسي.

انتهاكات السلطات مصرية للمعاهدات الدولي والدستور المصري

ممارسات السلطات المصرية، في حرمان المعتقلين من الرعاية الصحية الواجبة تعد انتهاكًا للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لعام 1966، والذي يؤكد في المادة السابعة  منه على “عدم جواز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة بالكرامة.”

وانتهاكًا لقواعد الأمم المتحدة النموذجية لمعاملة السجناء والتي تنص المادة الرابعة والعشرين أن الدولة “تتولَّى الدولة مسؤولية توفير الرعاية الصحية للسجناء. وينبغي أن يحصل السجناء على نفس مستوى الرعاية الصحية المتاح في المجتمع، وينبغي أن يكون لهم الحقُّ في الحصول على الخدمات الصحية الضرورية مجَّاناً ودون تمييز على أساس وضعهم القانوني”

بل إن ممارسات السلطات المصرية يعد تعدياً على دستور البلاد نفسه الذي ينص على أنه “تخضع السجون وأماكن الاحتجاز للإشراف القضائى، ويحظر فيها كل ما ينافي كرامة الإنسان، أو يعرض صحته للخطر.”

الأخطر أن السلطات المصرية، ماضية في هذه الممارسات ضد عشرات المعتقلين الآخرين، ووفقاً لبيانات موثقة نسرد في السطور التالية ما يوجهه بعض المعتقلين السياسيين في مصر ويعرض صحتهم لخطر محدق.

هؤلاء ينتظرون “الإعدام البطي”

لم يكن الرئيس السابق محمد  مرسي أول من يلقى حتفه في السجون المصرية نتيجة عدم تلقيه الرعاية الصحية اللازمة، قائمة طويلة من المعتقلين سبقته للأسف، لكن ماذا عن من لازالوا يواجهون ما يواجهه الآن؟ القائمة طويلة طويلة أيضاَ ومنهم:

محمود الخضيري

 

1- محمود الخضيري (79عامًا) رئيس محكمة النقض السابق، أحد قيادات تيار «استقلال القضاء»، اعتقلته قوات الأمن يوم 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2013 في منطقة سيدي جابر بالإسكندرية بناء على قرار من النيابة العامة.
صدر بحقه في أكتوبر/تشرين الأول 2014 حكم بالسجن لثلاث سنوات في قضية تعذيب محام بميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير 2011، وهي القضية التي حوكم فيها قيادات من الإخوان المسلمين بينهم محمد البلتاجي الذي كان حكمه 15 سنة على ذمة القضية نفسها. ثم صدر بحقه حكم آخر في قضية “إهانة القضاء”.
ونقلت الصحف المصرية عن ابنته مروة في 8 مارس/آذار 2015) أن والدها أصيب بذبحة صدرية داخل السجن بسبب قلة الحركة، وأنه كان بحاجة عاجلة لعملية قسطرة

2 -الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ( 68 سنة) رئيس حزب مصر القوية، مرشح رئاسي سابق في الانتخابات الرئاسية في عام 2012. اعتقلته السلطات المصرية في فبراير/شباط 2018 عقب عودته من لندن بعد مطالبته للنظام المصري في حوارات تليفزيونية فتح

Abdel-Moneim Abolfotoh

المجال أمام المعارضة للمشاركة السياسية، التهم المبدئية التي وجهت للدكتور أبو الفتوح هي قيادة تنظيم إرهابي، ونشر أخبار كاذبة، وتكدير الأمن العام. ويعاني حاليا من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري وانزلاق غضروفي، ونجا مؤخراً من ذبحة صدرية، ولازالت إدارة السجن ترفض توفير الرعاية الصحية اللازمة له، أو إدخال ثلاثة صغيرة لحفظ الأدوية التي يتناولها والتي تبلغ 14 دواء

 

 

 

Osama Ahmed Murad:

3- أسامة أحمد مراد: ألقى القبض عليه في 27 مايو 2015، من مقر عمله بالمعهد الأزهري حيث يعمل مدرسًا للقرآن الكريم، بقرية منوف بمحافظة طنطا، واختفى قسريًا لمدة 10 أيام، ثم ظهر بنيابة أمن الدولة بالقاهرة، ووجهت له النيابة تهمة الانضمام لجماعة إرهابية في القضية رقم 186 لسنة 2014، وتم إحالة القضية لمحكمة جنايات شمال القاهرة، وفي 4 سبتمبر 2016 حكم عليه بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات. تعرض أسامة لظروف احتجاز قاسية، بدنية ونفسية، وصلت به لمحاولة الانتحار. ورغم أن مؤسسات حقوقية مصرية ناشدت السلطات المصرية بالإفراج الصحي عنه، وعدم تعريضه لنفس الظروف حتى لا يكرر محاولة الإنتحار إلا أن السلطات المصرية تتعسف في الاستجابة للنداء

 

 

Ahmed Abdul Wahab Khatib

4 – أحمد عبد الوهاب محمد الخطيب  (24 سنة) طالب بقسم النانو تكنولوجي في جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، قبض عليه عام 2014  أثناء عودته إلى مصر من تركيا، والتي حصل منها على منحة دراسية جامعية، ،اتهم بانتمائه لجماعة إرهابية وتم الحكم عليه بالسجن عشرة سنوات، أصيب منذ عامين بمرض “الليشمانيا الحشوية”، والتي يطلق عليها “الداء المميت” ، لم توفر لها سلطات السجن العلاج المناسب، وبعد أن ساءت حالت

 

ه الصحية طالبت أسرته السلطات المصرية منحه عفواً صحياً لتوفير الرعاية الصحية له أو حتى السماح له أن يلقى ربه بين أسرته إذا جاءه الأجل، إلا أن السلطات المصرية لم تستجيب. في رسالة مسربة من داخل السجن كتب أحمد الخطيب «ربما تكون تلك كلماتي الأخيرة ، يخبرني كل شيء حولي بأنني سأموت في كل لحظة وحيدًا منسيًا».

5 – إبراهيم عبد المنعم متولي حجازي (56 سنة) من المحامين الناشطين في مجال الدفاع عن المختفين قسريا في مصر و أحد مؤسسي رابطة أُسر المختفين قسريًا، ألقت السلطات المصرية القبض عليه في مطار القاهرة الدولي يوم 10 سبتمبر 2017، أثناء توجهه إلى “جنيف” للمشاركة في ندوة حقوقية تسلط الضوء على المختفين قسرياً في مصر. أصدرت خمسة دول هي  كندا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والمملكة المتحدة بياناً مشتركاً، أعربوا فيه عن بالغ قلقهم إزاء اعتقال إبراهيم متولي حجازي حيث جرى اعتقال حجازي وهو في طريقه إلى الفريق العامل المعني بحالات الاختفاء

القسري أو غير الطوعي التابع للأمم المتحدة

 

بعد قرابة عامين من ظروف الاحتجاز القاسية، ووفقا لما أعلنه المركز المصري لمناهضة الإختفاء القسري، يعاني حجازي  من رعشة دائمة في اليدين نتيجة خلل في الأعصاب نتج عن التعذيب بالكهرباء، وأصيب بضعف شديد في النظر واحمرارًا مستدام في العينين نتيجة تعمد إدارة السجن جعل إضاءة الغرفة المحبوس فيها انفراديًا خافتة للغاية، الاضافة لحرمانه من ضوء الشمس ومنعه من التريض. كذلك أصيب حجازي بورم حاد في البروستاتا، ولم يعد يستطيع التبول بشكل طبيعي، وطالبت أسرته بعرضه على طبيب السجن ولكن لم تستجب إدارة السجن لمطالبهم. كذلك منعت إدارة السجن عائلته من إيصال الأدوية والفيتامينات التي احضروها في زيارتهم في تاريخ 3 مارس 2019، ومنذ ذلك الحين لم تتوافر لدينا معلومات بشأن حصوله على رعاية طبية أو وصول أدوية له دخل مقر احتجازه.

 

Dr Mohamed al-Beltagy

6 – الدكتور محمد البلتاجي (56 سنة)، طبيب وعضو مجلس الشعب السابق وعضو جماعة الإخوان المسلمين. القي القبض عليه

 

في أغسطس/ آب 2013، وحكم عليه بالإعدام في قضية فض إعتصام رابعة العدوية، أصيب في 10 يناير/ كانون الثاني  2019 في محبسه بثقل في حركة بعض أعضاء جسده (اللسان – اليد والساق اليمنى)، أعقبه عدد من الأعراض النفسية والعصبية، مثل (فقدان التركيز والأرق واضطرابات النوم)، وذلك نتيجة للمعاملة غير الإنسانية، والضغوط العصبية التي تمارس ضده.

 

وقد ظهر البلتاجي، في قاعة المحكمة في 3 مارس 2019، على درجة واضحة من الضعف وقلة التركيز، وأقر أمام المحكمة أنه لم يتلق أي رعاية طبية سواء تشخيص أو علاج أو فحوص مطلوبة، منذ إصابته بالأعراض المذكورة أعلاه

.

7 -عصام سلطان ( 55 سنة) محامي وحقوقي ونائب سابق بالبرلمان المصري، وعضو جمعية الدستور المنتخبة ونائب رئيس حزب الوسط. أر

Essam Sultan

سل في مارس/ آذار رسالة إلى مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، يطالبه فيها بتشكيل لجنة أممية لزيارة”سجن العقرب” الذى يقبع فيه منذ 29 يوليو 2013، للوقوف على الإجراءات القمعية التي تقوم بها السلطات المصرية تجاه المعارضين، قال سلطان في رسالته أنه يتعرض للتعذيب النفسي والبدني

 

.

8 – علياء عواد (31 سنة) مصورة صحفية  تم اعتقلها في 13 سبتمبر/آيلول 2014، وظلت قيد الاختفاء القسري حتى 03 أكتوبر/تشرين الأول 2014 بمقر أمن الدولة بالقاهرة، ثم تم الإفراج عنها، وتم اعتقالها مرة أخرى في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2017، من قاعة أحد محاكم القاهرة أثناء تصويرها لإحدى جلسات المحاكمات بحكم عملها كمصورة صحفية، وظلت قيد الاختفاء القسري لمدة 5 أيام، ثم ظهرت في 28 أكتوبر/تشرين الأول 2017 بقسم شرطة حلوان. جابتهم علياء عواد مشكلات صحية ملحة تتمثل في وجود ورم حميد في رحمها، ولم توفر لها السلطات المصرية الرعاية اللازمة ممى أدى لسوء حالتها الصحية، وبدلا من تقديم العلاج اللازم والعاجل لها، قامت إدارة السجن بالتنكيل بها لتحدثها عن مشكلتها الصحية، وكانت مهددة فترة بأن التعامل الطبي مع مشكلاتها سوف يعني إستئصال رحمها، بدلا من علاج المشكلة، رغم أن عواد لم يسبق لها الزواج. مؤخراً تم إجراء إستئصال الورم لها، لكن حالتها غير مستقرة.

9 – معتز ودنان (38 سنة) صحفي مصري، يعمل في المجال الصحفي منذ 15 عاماً، غير أنه مقيد بنقابة الصحفيين المصريين. يحاكم ودنان على خلفية القضية رقم 441 لعام 2018، بتهم منها نشر أخبار كاذبة والانضمام إلى جماعة محظورة. وهي التهم التي وجهت إليه بعد إجراءه حواراً صحفيا مع الرئيس السابق لجهاز المركزي للمحاسبات هشام جنينة (والذي يقضي هو الآخر حكماً آخر بالحبس). ويمكث وهدان في الحبس الاحتياطي منذ عام ونصف على خلفية القضية المذكورة

Moataz Wadnan

.
بدأ التنكيل بودنان منذ إلقاء القبض عليه، لدرجة أن أسرته منعت من زيارته تماماً إلا مرة واحدة طوال فترة حبسه اللي قاربت من 18 شهر، وأعلن ودنان الاضراب عن الطعام أكثر من مرة، وللأسف وفقا لأسرته كان يتعرض للتعذيب، لجأت اسرته للقضاء من أجل الحصول على إذن بزيارته، ورغم صدور حكم نهائي بتمكين أسرته من زيارته إلا أن الحكم لم ينفذ.

وفقاًِ  لزوجة ودنان، بدأ إضراباً عن الطعام منذ 60 يوم، ولم ترد عنه أية أخبار من محبسه بعد ذلك، سوى أنه تم نقله لزنزانة لا توجد بها مية أو كهرباء، ودورة المياه بها غير صالحة، لدرجة أنهم يدخلون له المياه في أكياس زبالة، ونقلا عن محاميه فقد بقى ودنان شهراً بدون استحمام ونظافة شخصية، مما يجعله في حالة صحية ونفسية حرجة، في المرة الأخيرة في جلسة الإستماع له، قام بتمزيق ملابسه في المحكمة بعد أن رفض القاضي الإستماع له.

11 – عبد الرحيم عبد الحليم جبريل ( 78 سنة) من أكبر المعتقليين السياسيين في مصر سناً،  اعتقل في سجن 430 المشدد بوادي النطرون

Abdel Rahim Abdel Halim Jibril

منذ أكثر من خمس سنوات على خلفية تهمة التحريض علي حرق قسم كرداسة ، ومنذ قرابة العام ونصف تم وضعه في عنبر الإعدام هو واثنان آخران في مساحة 2م ×3م لا يوجد به ماء ولا مرحاض ولا كهرباء ولا تهوية تتصاعد معاناتهم بشكل بالغ حيث لا يفتح لهم الباب فى اليوم إلا ساعة واحدة فقط لقضاء حوائجهم ، دون مراعاة لسن الشيخ ولا حالته

 

 

 

Khaled Hamdi Radwan

12 –  خالد حمدي رضوان (35 سنة)  صحفي وأب لطفلين “أسماء” سبعة سنوات و”ثائر” ثلاثة أعوام ونصف تم اعتقاله من منزله فى 27 من مارس/آذار 2014 وأخفى قسريا لعدة أشهر تعرض خلالها للتعذيب وتم إيداعه بسجن العقرب عدة قضايا. يعاني من فتق فى الحجاب الحاجز وارتجاع فى المريء وقرحة مزمنة بالمعدة ويحتاج لإجراء منظار. وجه رسالة إستغاثة من محبسه بعنوان “أغيثونا أغاثم الله” قال فيها:”هناك أكثر من 5 حالات وفاة رأيتهم أمامي خلال فترة وجودي فى السجن، كلها جراء الإهمال الطبى، وهناك المزيد من قائمة الانتظار، فلا توجد تهوية ولا شمس، ولا يسمح بإجراء عمليات في المستشفيات الخارجية، فضلا عن عدم صرف أدوية في مستشفى السجن، ولا يسمح بدخولها عن طريق الأهالي

 

Huda Abdel Moneim

13 – هدى عبد المنعم (60 سنة) محامية حقوقية عضو سابق المجلس القومي لحقوق الإنسان في مصر، تم إخفائها قسرياَ لمدة ثلاثة أسابيع ثم ظهرت في نيابة أمن الدولة بالقاهرة الجديدة دون إخطار الأسرة أو المحامين بذلك، تعاني الآن من ظروف صحية سيئة، وقالت في ظهورها أمام المحكمة مؤخراً “”الآن أنا أعاني من حرماني من حقوقي الإنسانية، لا أزور ولا أزار، وليس لي أي حقوق إنسانيه وأنا في مثل هذا السن”.