هالة عمر برهان الحبيشي
هالة عمر برهان الحبيشي طفلة لم تتجاوز أربعة عشر عامًا، إذ وُلِدَتْ لأسرة بسيطة فقيرة في قرية شبرا النملة بمركز طنطا التابع لمحافظة الغربية، وذلك في الأول من أغسطس/آب 2001م؛ وتتلمذتْ بمدرسة شبرا النملة الابتدائية؛ ثم الشهيد محمد خروب الإعدادية، وكانت بهجة العائلة والأسرة هي الذهاب لمشاهدة مبارايات كرة القدم في الأستاد، بخاصة مباريات الزمالك، وسعدوا جميعًا بعودة الدوري المصري بعد انقطاع عقب مذبحة بورسعيد في 2 من فبراير/شباط 2012م؛ ولاحقًا بقرار السماح للمشجعين بحضور المبارايات؛ فقررت العائلة الذهاب لأستاد الدفاع الجوي لحضورة مباراة الزمالك مع إنبي في الجولة العشرين؛ بخاصة بعدما صرح رئيس ناديهم الأبيض المُفضل بأن التذاكر يومها ستكون مجانية.
ذهب والدها، وعمّاها نبيل، وعبد الفتاح، بالإضافة لعمتها، وإخويّها عبد الحكيم وسارة، وأنجال أعمامها محمد ومحمود، ويروي شقيقها عبد الحكيم أنهم جميعًا توجهوا لمنزل عمتهم الثانية في حي الأميرية بالقاهرة ليبيتوا ليلة الأحد (ليلة المباراة)؛ وهناك أخذوا التذاكر التي أحضرها لهم أبناء عمتهم؛ ومنذ السابعة صباحًا وهالة تؤكد عليهم ضرورة الإسراع للأستاد؛ ليذهب الجميع (9 أفراد) ويصلوا في الثالثة والنصف عصرًا؛ دون أن يعرفوا أن هالة ستصير أصغر شهيدة لمذبحة الأستاد يومها.
كان الزحام شديدًا وأدى لتدافع الآلاف واستشهاد نحو اثنين وعشرين مشجعًا؛ ويقول شقيق الشهيدة: “كنا فى منتصف الطريق (للدخول للممر الحديدي الذي أعدته الداخلية خصيصًا لمحاصرة الجماهير)، ففوجئنا بقنابل الغاز المسيلة للدموع تنهمر علينا، وتفرق شملنا فى كل اتجاه، وهنا ضاعت من يدى هالة، وحاولت الاتصال بالجميع، فلم يرد على غير شقيقتى سارة، وقالت لى (هالة بتموت)، لكنها لم تكن تعرف فى أى مكان موجودة (لتخبرني به)، فبحثتُ عنها فى كل مكان بلا جدوى، وكانت سيارات الشرطة تطاردنا من ناحية أخرى”.
ومن جانبه يروي نجل عمّة الفقيدة محمد أنه بحث عنها؛ فيما كانت المئات تسقط تحت الأقدام؛ وذهب سائلًا ضابطًا للشرطة:”هل هناك بعض المصابين فى أى مكان يعرفه؟ فسخر منى بقوله روح دور عليهم فى ميدان رابعة (قاصدًا مذبحة ميدان رابعة العدوية في 14 من أغسطس/آب 2014م)، فذهبتُ إلى بوابة عليها ضباط من الجيش، حيث أرسلوا معى فردين من الشرطة العسكرية للمشاركة فى البحث عن هالة وسارة وباقي أقاربي”.
قبلها وفي وسط التدافع الشديد وضرب الشرطة الرصاص سقطت هالة شهيدة الاختناق؛ فأستغاثتْ أختها سارة (17 عامًا) بقائدي سيارات للإسعاف فقالوا لها: “إحنا معانا جثث كتير”، تاركين لها بين الحياة والموت لمدة تسعين دقيقة؛ إلا أن سيدة كانت تقود سيارة خاصة وافقتْ على توصيلها لمستشفى الدفاع الجوي التخصصي؛ وهناك قرر الطبيب أن “قلبها واقف بقاله نص ساعة”؛ ورغم الصدمات الكهربائية ظل المخ مُتوقفًا؛ أتصل أخوها بالعائلة وحينما حضروا كان الطبيب قد قال: “استعوضوها عند ربنا”. أعطت المستشفى شهادة الوفاة وبمكتب الصحة بالتجمع الخامس القريب من الأستاد ماطلتْ الموظفة وأخذت شهادة الوفاة، وبالتالي تم دفنها دون مرورها بمشرحة زينهم الرسمية بحي السيدة زينب؛ أو وجود تصريح دفن من النيابة، وصارتْ مشكلة في اعتراف الدولة بها كشهيدة للمذبحة؛ ويختتم شقيقها كلماته: “ماتتِ الطفلة هالة على أعتاب استاد به فريق استكمل اللعب وإحنا بنموت بره، لم يفكر المحافظ ولا أى مسئول فى الدولة أن يقدم واجب العزاء تجاه صغيرتنا”.
فيما حمّل والدها رئيس الزمالك مسئولية مصرع ابنته مضيفًا: “…إنني حزين على اتهام الإعلام لابنتي وبقية الشهداء بأنهم بلطجية وإخوان ومأجورون”؛ أما السيدة عايدة السعيد خلف الله، والدة الشهيدة؛ فتساءلتْ:” هل لو كانت هالة الحبيشى بنت محمد إبراهيم وزير الداخلية (آنذاك) ولا بنت رئيس الزمالك كان ده هيكون مصيرها؟”، مشددة على أن ابنتها كانت ترى المباراة رحلة لها في نهاية إجازة منتصف العام.
كان أهالي شبرا النملة شيعوا الشهيدة لمثواها الأخير بعد الصلاة عليها في مسجد القرية الكبير باليوم التالي لوفاتها (الاثنين)، في ظل تواجد جماهيري كبير، وفي الخميس التالي للمذبحة نظم أهالي القرية وقفة احتجاجية أمام منزل هالة مطالبين بالقصاص ورفض استمرار نزيف دماء المصريين؛ ورفع الأهالي صور الشهيدة وطالبين محافظ الغربية باحتسابها من شهداء 25 يناير.
وفي الأحد التالي نظم زملاؤها التلاميذ حفل تأبين لها وأطلقوا اسمها على الفصل الدراسي الذي كانت تدرس فيه، ووافق المسئولون الحكوميون على الأمر.
بذكرى يوم ميلادها في الأول من أغسطس 2016م كتبت الصفحة الرسمية للوايت نايتس باليوم التالي:”… الشهيدة هالة إخواتها يوم الماتش، وأقنعتهم يروحوا يشجعوا الزمالك في الأستاد، بعيدًا عن شاشات التلفزيون، لإن دي كانت أول فرصة متوفرة من سنين للحضور.. هالة ضحت بحياتها على أبواب الأستاد .. وإحنا هنفضل فاكرين حقها وعيد ميلادها كل سنة.. في الجنة يا عروسة الشهداء”.
المصادر:
فيديو عن الشهيدة بالفيسبوك صفحة أنا بكره الأهلي:
اهل الشهيده هاله عامر :'( كانت هتجوز لما تكبر وهتبقي ام وتجيب اولاد يحبو الزمالك :'(
Gepostet von انا بكره الاهلي am Mittwoch, 11. Februar 2015
توثيق الزمالك لشهداء المذبحة:
هالة الحبيشي.. شهيدة حب «الزمالك» وغدر «الداخلية» ـ والدتها: هل لو كانت ابنتى هي بنت وزير الداخلية كان ده هيكون مصيرها؟ ـ التحريرـ ١٣من فبراير ٢٠١٥م.
https://m.tahrirnews.com/Story/239760/%D9%87%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%B4%D9%8A-%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83-%D9%88%D8%BA%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%A9/%D9%85%D8%B5%D8%B1
رحلة الطفلة هالة من طنطا إلى الدفاع الجوي إلى القبر ـ مصر العربية ـ 13 من فبراير 2015م.
https://masralarabia.net/%D8%A7%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-%D9%85%D8%B5%D8%B1/494401-%D8%B1%D8%AD%D9%84%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D9%81%D9%84%D8%A9-%D9%87%D8%A7%D9%84%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B7%D9%86%D8%B7%D8%A7-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D8%B1
أهالى قرية شبرا النملة يشعيون جثمان “هالة” ضحية أحداث “الدفاع الجوي”ـ وطن ـ الإثنين 09 فبراير 2015م
https://www.elwatannews.com/news/details/659237
بالصور.. حكاية أصغر شهيدة ماتت في حب ”الزمالك”ـ الخميس 12 فبراير 2015م.
https://www.masrawy.com/News/News_Various/details/2015/2/12/459002/%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%88%D8%B1-%D8%AD%D9%83%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A3%D8%B5%D8%BA%D8%B1-%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D9%85%D8%A7%D8%AA%D8%AA-%D9%81%D9%8A-%D8%AD%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83-
بالصور.. أهالي قرية شبرا النملة بالغربية يطالبون بالقصاص للطفلة ضحية أحداث استاد الدفاع الجوي ـ صدى البلد ـ الخميس 12 من فبراير 2015م.
https://www.elbalad.news/1386984/balsor-ahaly-kryh-shbr-a.aspx
“تعليم الغربية” تطلق اسم شهيدة أحداث “استاد الدفاع الجوي” على فصلها الدراسى بطنطا ـ الأهرام ـ 15 من فبراير 2015م.
http://gate.ahram.org.eg/News/597997.aspx
«وايت نايتس» في ذكرى ميلاد شهيدة الدفاع الجوي: “هنفضل فاكرين حقها”ـ صوت الأمة ـ 02 أغسطس 2016
http://www.soutalomma.com/Article/313622/%C2%AB%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%AA-%D9%86%D8%A7%D9%8A%D8%AA%D8%B3%C2%BB-%D9%81%D9%8A-%D8%B0%D9%83%D8%B1%D9%89-%D9%85%D9%8A%D9%84%D8%A7%D8%AF-%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%81%D8%A7%D8%B9-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%8A-%D9%87%D9%86%D9%81%D8%B6%D9%84-%D9%81%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%8A%D9%86