ماجد مدحت محمود يوسف
ماجد مدحت محمود يوسف يروي شباب المنطقة التي كان يقيم فيها بمدينة الإسماعيلية أنهم كانوا يسمونه بـ”الطفل المعجزة” لإن تفكيره كان يسبق عمره، فلم يكن الطفل البالغ من العمر 15 عامًا، والذي يدرس بالصف الأول الثانوي بمدرسة آمون عبد القادر الخاصة يعرف شيئًا عن السياسة أو الثورة، بل كان مُحبًا للغناء بخاصة الشعبي الذي يؤديه بصوته الجميل، مع لعب كرة القدم؛ بالإضافة لعشقه الألعاب الإلكترونية المُكلفة مستغلًا كونه أصغر إخوته، إذ كان أبوه يعمل مدير إدارة في شركة بترول خليج السويس.
يوم الأربعاء 23 من نوفمبر/تشرين الثاني 2011م، كانت توابع أحداث شارع محمد محمود وصلت لثوار الإسماعيلية؛ فاعتصموا في ميدان الممر مُطالبينَ المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتسليم السلطة في البلاد لرئيس مدني بعد مُماطلة، وفي الوقت نفسه أراد ماجد زيارة جدته والانتقال من قرب شارع إبراهيم سلامة حيث كان يقيم، إلى ميدان مسجد المطافئ؛ ووافق أبوه على ذهابه رغم علمه بإصابته بشرخ في القدم نتيجة سقوطه على سلم البيت، بخاصة أن صغيره كان مُنشغلًا في الامتحانات، فلم ير جدته منذ نحو أسبوع، وهو الذي كان معتادًا على زيارتها يوميًا.
استقل ماجد سيارة أجرة أنزلته قبل ميدان الممر ليقطع الطريق حتى شارع جانبي ليُفاجئ بإطلاق نيران كثيف قيل إنه أُطِلقَ من مدرعة للجيش، وقيل بل من بلطجية، هرول وجرى كل العابرين في الشارع مُختفينَ، فيما لم يستطع الجري لشرخ قدمه ليُصابَ برصاصة في الظهر وتم تركه ينزف لدقائق، ليُنقلَ إلى مستشفى الإسماعيلية الجامعي.
كانت أمه مصابة بمرض نادر اسمه الذئبة الحمراء، بحسب تصريحات لأبيه لتلفزيون محلي، وتطلب الأمر أن تعالج علاجًا طبيعيًا فلم تستطع التحرك نحو المستشفى، فيما تحرك والده بعدما علم في الساعة الثامنة والنصف مساء أن نجله مصاب، وهناك لم يجده في المصابين ليُصمم على دخول المشرحة ليجده فيها؛ فَيَطبعُ قبلة على وجهه ويتركه.
في يوم الخميس التالي لاستشهاده، وبعد أن أنهى الطبيب الشرعي تشريح جثمان تم نقله في سيارة إسعاف من المستشفى الجامعي حتى مسجد المطافئ، حيث كان أهالي الشهيد والثوار ينتظرونه وامتلأ المسجد بهم حتى آخره، فصلوا عليه صلاة الجنازة وساروا به في مسيرة ثورية حتى المقابر، وبعد دفنه توجه المُشيعونَ إلى ميدان الممر حيث اُستشِهدَ ماجد فوقفوا دقيقة حدادًا على روحه؛ ولاحقًا أقيم سرادق عزاء كبير إلى جوار مسكنه لتتلقى أسرته العزاء من جميع القوى السياسية.
أقامت القوى الثورية في الجمعة 2 من ديسمبر/كانون الأول التالي لاستشهاده وقفة صامتة بالملابس السوداء أمام نادي الشجرة بالإسماعيلية مُرددينَ شعارات تطالب بالقصاص من قتلته، وظهر والد الشهيد بعد أيام على مقتله على قناة القنال التلفزيوينة المحلية معلنًا أنه لا يتهم الجيش بقتل ابنه، وإنما فقط يُطالبُ بإعلان اسم القاتل، مُستشهدًا بلقائه عميد جيش مسئول عن تأمين ميدان الممر؛ ونفي الأخير قتل ابنه برصاص حربي؛ كما اتهم والد الشهيد قوى سياسية وإعلامية لم يحددها بمحاولة المتاجرة بدماء ابنه.
وفي 21 من مايو/آيار 2013م تدخل عضو مجلس الشورى عن دائرة الشهيد (إذ كان مجلس الشعب مُعطلًا آنذاك) لصرف مستحقات تعويضية لأهله، ووافق رئيس المجلس القومي لرعاية أسر الشهداء ومُصابي الثورة، وتم اعتبار ماجدًا شهيدًا للثورة إسوة بشهداء شارع محمد محمود لتوافق الحدثين زمنيًا، وذلك بحضور مندوبينَ عن وزارات المالية والصحة والداخلية آنذاك، وكان قد أُعلِنَ في بداية نفس العام عن صرف مائة ألف جنيه لأسرة الشهيد لولا مماطلة المسئولين في صرفها.
في نفس العام أطلق طلاب بالمدرسة التي درس الشهيد بها وآخرون بمدارس أخرى بالإسماعيلية حملة تبرعات لمستشفى القناة الجامعي باسم الشهيد.
المصادر:
1ـ رابط فيديو بلقاء والد الشهيد بقناة القناة المحلية المصرية:
2ـ فيديو للشهيد يغني منتقدًا واقع الشارع المصري:
https://akhbarak.net/videos/3587063-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1—%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%AF%D8%AD%D8%AA-%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%87
3ـ رابط آخر لغناء الشهيد:
4ـ صفحة كلنا الشهيد ماجد مدحت ابن الإسماعيلية على الفيسبوك:
https://www.facebook.com/%D9%83%D9%84%D9%86%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%87%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%A7%D8%AC%D8%AF-%D9%85%D8%AF%D8%AD%D8%AA-%D8%A7%D8%A8%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9-201487579861375/
5ـ الإسماعيلية تودع الشهيد ماجد مدحت فى جنازة مهيبة لمثواه الأخير ـ الأهرام ـ 24 من نوفمبر 2011م.
http://gate.ahram.org.eg/News/141357.aspx
6ـ الصايغ يعيد مستحقات اصغرشهيد فى الثوره ماجد مدحت شهيد الإسماعيلية ـ الضمير ـ 21 من مايو 2013م.
http://eldameer.com/?p=23158
7ـ ألف جنيه لأسرة الشهيد ماجد مدحت وابراهيم سليمان بالاسماعيلية ـ دنيا الوطن ـ 5 من يناير 2013م.
https://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2013/01/05/348661.html
8ـ فيديو لمراسم دفن الشهيد:
9ـ خبر بنشرة الأخبار بقناة أون تي في عن الشهيد: