أبو الحسن إبراهيم

«باكتب بدمى حياة تانية لأوطانى».. هذه آخر عبارة كتبها أبوالحسن إبراهيم، الطالب بكلية الطب جامعة عين شمس، على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، قبل أن يلقى ربه شهيدا، إثر إصابته فى رأسه بطلق نارى، فى مذبحة العباسية، في مذبحة  العباسية الثانية.

شارك أبوالحسن عشرات المتظاهرين السلميين اعتصامهم أمام وزارة الدفاع، الذى بدأ في الأسبوع الأخير من شهر أبريل 2012 ، احتجاجا على «محاولات المجلس العسكرى تأجيل تسليم السلطة لما بعد يونيو 2012، وللمطالبة بتعديل المادة 28 من الإعلان الدستورى التى تمنع الطعن على قرارات اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية».

وقال أحمد حبيب، أحد الأصدقاء المقربين منه، والذى وجد معه أثناء استشهاده، «أصر أبوالحسن على إسعاف المعتصمين المصابين من جراء الاشتباكات التى وقعت قبلها بأيام على الرغم من إصابته بخرطوش فى قدمه».

وروى حبيب، الذى أصيب فجر أمس بخرطوش فى قدمه، واقعة استشهاد صديقه، قائلا: «توجهت وأبوالحسن من اعتصام وزارة الدفاع لمؤازرة المعتصمين أمام مسجد النور بالعباسية، فأصيب أبوالحسن هناك بطلق نارى فى الرأس من عناصر انتشرت على أسطح المنازل المطلة على ساحة مسجد النور، ولفظ أنفاسه الأخيرة فور وصوله لمستشفى دار الشفاء». وتابع حبيب «كان أبوالحسن، أحد نشطاء حركة «شباب 6 إبريل» بمصر الجديدة، ويدرس بالفرقة الرابعة بكلية الطب وكان متفوق دراسيا رغم نشاطه بالحركة داخل الجامعة».

من جانبها، طالبت حركة «شباب 6 إبريل» بمحاكمة المجلس العسكرى على «تورطه فى واقعة قتل أبوالحسن بدفعه فرق البلطجية لفض اعتصام العباسية بالقوة».

وتساءلت الحركة، فى بيان أصدرته ، «إذا كان هذا الدم سال حيث استشهد وأصيب عشرات النشطاء ممن طالبوا بتعديل المادة 28، فماذا سيفعل العسكر إذا كشفنا تزويرا؟».

وأعلن المتحدث الإعلامى للحركة، محمود عفيفى عن تنظيمهم مليونية «الزحف لوزارة الدفاع»، للتنديد بما وصفه بـ«الكارثة الإنسانية» التى شهدتها العباسية.

وقال «المجلس العسكرى هو المسئول رقم 1 عن المذبحة بممارسته قتلا ممنهجا ضد كل من يحتج على سوء إدارته للمرحلة الانتقالية».

أصدقاء الشهيد كتبوا على صفحته على «فيس بوك»، عبارات وداع اقتبسوها من قصائد عبدالرحمن الأبنودى، ومقولات سيد قطب، حدادا عليه، منها «دمى ده ولا الربيع؟ الاتنين بلون أخضر وبابتسم من سعادتى؟»، و«إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع حتى إذا متنا فى سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة».